المصدر: رويترز

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس إنه لا يسعى للحرب وذلك بعد أن حذر مسؤول عسكري إيراني كبير من أن أي صراع في منطقة الخليج قد يخرج عن السيطرة ويهدد حياة الجنود الأمريكيين.

ومازال التوتر سائدا بين العدوين اللدودين إيران والولايات المتحدة بعد أن قال ترامب يوم الجمعة إنه منع توجيه ضربة عسكرية لإيران ردا على إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة لأنه رأى أن الرد سيكون غير متناسب.

وقال ترامب لبرنامج "واجه الصحافة" على شبكة تلفزيون (إن.بي.سي) "لا أسعى للحرب".

وكرر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للصحفيين يوم أمس القول بأن واشنطن مستعدة للتفاوض مع طهران دون شروط مسبقة.

وقال بومبيو "هم يعرفون بالضبط أين يجدوننا". وتوجه بومبيو إلى السعودية والإمارات "للتأكيد على أننا متحالفون استراتيجيا" مع الدولتين وهما خصمان لإيران بالمنطقة.

وتمثل حرب اليمن مصدرا آخر للتوتر الإقليمي. وقتلت جماعة الحوثي المدعومة من إيران شخصا وأصابت 21 آخرين يوم أمس في هجوم على مطار مدني في السعودية.

وتدخل تحالف سني بقيادة السعودية والإمارات وبدعم من الغرب في اليمن عام 2015 في محاولة لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا التي أطاح بها الحوثيون من السلطة في أواخر عام 2014.

وكان ترامب قال إنه سيفرض مزيدا من العقوبات على إيران اعتبارا من اليوم الاثنين لكنه أشار إلى أنه مستعد للسعي من أجل التوصل لاتفاق لدعم اقتصادها وذلك في خطوة تهدف على ما يبدو لتخفيف التوتر.

وردا على سؤال عما تريده إيران، قال ترامب "أعتقد أنهم يريدون التفاوض. أعتقد أنهم يريدون إبرام صفقة. والصفقة معي نووية... لن يكون بوسعهم امتلاك سلاح نووي. ولا أعتقد أنهم يحبذون الوضع الذي هم فيه حاليا. اقتصادهم متعثر تماما".

وهونت إيران من تأثير أي عقوبات أمريكية جديدة. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن هذه العقوبات "مجرد دعاية في ظل فرض... كل أنواع العقوبات ولم يعد هناك عقوبات أخرى متبقية".

وتنفي إيران السعي لحيازة أسلحة نووية وتشير إلى فتوى أصدرها الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي تحرم تطوير أو استخدام الأسلحة النووية.

وتفاقم التوتر في المنطقة بشكل كبير عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وست دول كبرى ثم أعاد فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وكانت العقوبات قد رُفعت بمقتضى الاتفاق الذي يلزم إيران بتقليص برنامجها النووي في المقابل.

 

* دبلوماسية

تتواصل الجهود الدبلوماسية لخفض التوتر الذي تصاعد عقب الهجمات على ناقلات نفط في الخليج في الأسابيع القليلة الماضية والتي حملت الولايات المتحدة إيران مسؤوليتها وإسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة الأسبوع الماضي.

وقال أندرو موريسون وزير شؤون الشرق الأوسط بالحكومة البريطانية يوم أمس إنه أجرى محادثات "منفتحة وصريحة وبناءة" مع ممثلين للحكومة الإيرانية في طهران.

وتابع موريسون قائلا "كررت القول بأن تقييم بريطانيا هو أن من شبه المؤكد أن إيران تتحمل المسؤولية عن الهجمات الأخيرة على الناقلات في خليج عمان".

ومضى يقول "مثل هذا النشاط الذي ينطوي على خطورة كبرى بسوء التقدير لا بد أن يتوقف من أجل السماح بوقف فوري للتصعيد في التوتر المتزايد".

وبعد المحادثات مع موريسون، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله إن إيران لن تتراجع عن قرارها بتقليص بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى الكبرى.

وقال عراقجي "الموقعون الأوروبيون على الاتفاق يفتقرون للإرادة لإنقاذ الاتفاق. قرارنا بتقليص الالتزام بالاتفاق النووي قرار وطني ولا رجعة فيه ما لم تلب مطالبنا".

وذكرت إيران أنها سترد بحزم على أي تهديد لها وحذرت يوم الأحد من مخاطر مواجهة عسكرية.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن الميجر جنرال غلام علي رشيد قوله "إذا اندلع صراع في المنطقة فلن تتمكن أي دولة من التحكم في نطاقه وتوقيته".

وأضاف "على الحكومة الأمريكية التصرف بمسؤولية لحماية أرواح القوات الأمريكية بتفادي سوء التصرف في المنطقة".

وذكرت وكالة أنباء فارس إن الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهم الأمريكيين بإذكاء التوتر في الخليج من خلال ما وصفته إيران بأنه انتهاك طائرة عسكرية أمريكية مسيرة لمجالها الجوي.

وقالت واشنطن إن الطائرة استُهدفت في المجال الجوي الدولي "في هجوم غير مبرر".

 

* رخصة للمطاردة

في زيارة للكويت، قال براين هوك ممثل الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران إن اجتماع مجموعة العشرين يومي 28 و29 يونيو حزيران في أوساكا باليابان سيقدم فرصة لمناقشة معالجة التهديدات البحرية في مياه الخليج.

وقال هوك للصحفيين "هذه أولوية ملحة للغاية أن تتجمع الدول من جميع أنحاء العالم وتعزز الأمن البحري... هذا أحد أكثر خطوط الشحن أهمية ولا يمكننا السماح لإيران بتهديد التدفق الحر للتجارة وتهديد الأرواح".

وخلال زيارته لإسرائيل سعى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لمواصلة الضغط العسكري على إيران.

وقال بولتون "يجب ألا تخطئ إيران أو أي عدو آخر في تفسير حكمة وتعقل الولايات المتحدة على أنه ضعف. لم يمنحهم أحد رخصة للمطاردة في الشرق الأوسط".

وأبدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تفهمها لموقف ترامب بالنظر إلى حملة الضغط الدبلوماسي التي يشنها على طهران.

في الوقت نفسه هتف نواب إيرانيون "الموت لأمريكا" خلال جلسة برلمانية يوم أمس.

وقال مسعود بزشكيان نائب رئيس البرلمان في بداية الجلسة التي بثتها الإذاعة الرسمية على الهواء "أمريكا هي الإرهابية الحقيقية في العالم من خلال نشر الفوضى في الدول وتزويد جماعات إرهابية بأسلحة متطورة بما يتسبب في انعدام الأمن وما زالت تقول ’تعالوا لنتفاوض’".

وهتف كثير من النواب بعد ذلك "الموت لأمريكا".

وجاءت تلك الهتافات، التي كثيرا ما تكررت منذ الثورة الإسلامية في 1979 والتي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة، بعد أسابيع من قول ترامب في مقابلة مع محطة تلفزيونية أمريكية "إنهم (الإيرانيون) لم يصرخوا ’الموت لأمريكا’ مؤخرا".