زاوية عربي

من عبدالقادر رمضان، الصحفي في موقع زاوية عربي

تأمل مصر في إعادة الحياة لفنادقها مع اقتراب اجازات عيد الفطر وموسم الصيف بعد ان سمحت لها بالعمل بما لا يزيد على 25% من طاقتها الاستيعابية، اعتبارا من يوم 15 مايو الجاري، على أن ترتفع نسبة الإشغال إلى 50% من أول يونيو، وفق شروط صحية للوقاية من فيروس كورونا.

ويرى خبراء تحدثت معهم زاوية عربي أن فتح الفنادق خطوة مهمة من أجل استعادة جزء من الإيرادات السياحية الضائعة وحماية الوظائف في هذا القطاع المهم بالإضافة إلى التأكد من قدرة الفنادق على حماية نزلائها تمهيدا لاستقبال جميع السياح من الخارج والداخل بعد إلغاء القيود على السفر.

تأثير كورونا على السياحة في مصر

تسبب فيروس كورونا بخسائر فادحة في قطاع السياحة الذي يوفر فرص عمل لملايين المصريين بعد توقف حركة الطيران وإغلاق الفنادق والمطاعم والمقاهي وفرض حظر تجوال ليلي، وهو ما أسفر عن خسائر تقدر بمليار دولار شهريا، بحسب تقرير سابق لوكالة رويترز.

تعليقات الخبراء

توقعت رضوى السويفي رئيسة البحوث في بنك الاستثمار فاروس، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة، أن تعود الفنادق لفتح أبوابها أمام السياحة الداخلية بشكل تدريجي خصوصا مع اقتراب موسم الاجازات في عيد الفطر والصيف.

"العودة التدريجية للفنادق بطاقة استيعابية قليلة بداية مهمة، وسيتم استكمالها كلما كانت النتائج إيجابية في هذه المرحلة التجريبية مع التأكد من التزام الفنادق بقواعد الوقاية والنظافة والتعقيم والسلامة الصحية وحماية النزلاء من العدوى،" بحسب ما قالته رضوى.

وأضافت أن "قطاع السياحة في مصر مهم جدا لأنه يساهم بشكل مباشر بنسبة 5% في الناتج المحلي، كما أثره الكبير الذي يمتد لقطاعات مختلفة يجعل نصيبه الفعلي يصل إلى 25% من الناتج المحلي".

وقالت رضوى إن فتح الفنادق أمر إيجابي لأن لديها تكاليف ثابتة ومصروفات بينما توقفت إيراداتها بشكل كامل.

وأضافت أن "إعادة تشغيل الفنادق سيحافظ على العمالة ويقلل من تسريح الموظفين في الفنادق وشركات السياحة ويوفر للفنادق إيرادات تساعدها على الاستمرار والوفاء بالتزامتها الأساسية على أقل تقدير".

وقالت رضوى إن إعادة فتح الفنادق سيختبر أيضا رغبة المواطنين في الإقامة بالفنادق وعودة السياحة الداخلية لمعدلاتها الطبيعية أو الإحجام بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كورونا.

وقال معتز صدقي مدير عام شركة ترافكو للسياحة المصرية في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة، إن عودة عمل الفنادق خطوة "مهمة".

وأضاف:"لأنها مصدر رزق لآلاف المواطنين في مصر، وهذا لن يحدث إلا وفق ضوابط وقواعد مشددة تضمن التزام الفنادق بمعايير صحية لحماية النزلاء، وهو ما تقوم به الحكومة بالفعل حاليا من خلال لجان تفتيش تضم وزارة الصحة ووزارة السياحة وغرفة المنشآت السياحية وتعطي شهادات صحية للفنادق الملتزمة المستوفية للشروط".

وقال معتز ان عودة الفنادق أمام السياحة الداخلية خطوة ضرورية تمهد لعودة السياحة الخارجية من خلال الترويج لالتزام الفنادق المصرية بالقواعد التي تضمن سلامة النزلاء وكذلك تدريب العاملين في الفنادق على التعامل مع الأزمة التي من المتوقع ألا تنتهي في وقت قريب.

"نحن نريد أن نروج لفكرة الفنادق الآمنة في مصر، بمعنى أن تكون فنادقنا فتحت بالفعل وتطبق كل المعايير وأن تكون لدينا تجربة مشهورة بالنجاح تسمح بجذب السياح من الخارج مع عودة الطيران،" بحسب ما قاله معتز.

شروط إعادة فتح الفنادق

قالت وزارة السياحة والآثار المصرية في بيان أمس إنها منحت 18 فندق في جنوب سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح، شمال مصر، شهادة سلامة صحية وهي شرط أساسي لإعادة فتح الفنادق واستقبال النزلاء.

وتواصل الوزارة إرسال لجان التفتيش التابعة لها للفنادق التي تقدمت بطلبات من أجل إعادة الفتح من أجل التأكد من التزامها بالشروط والضوابط ومنحها شهادة السلامة الصحية، بحسب بيان الوزارة.

وتعني هذه الشهادة أن الفنادق التي حصلت عليها ملتزمة بالاشتراطات الصحية التي اعتمدتها وزارتي الصحة والسياحة وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، بحسب بيان من وزارة السياحة، منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك أمس الاثنين.

وطالبت غرفة الشركات السياحية – وهو كيان غير حكومي يضم الشركات العاملة في السياحة - من أعضائها عدم ترويج برامج سياحية إلا في هذه الفنادق التي حصلت على شهادات السلامة، بحسب بيان من الغرفة اليوم الثلاثاء.

وذكر بيان للحكومة في مطلع الشهر الجاري أن الفنادق ملزمة بتوفير عيادة وطبيب مقيم حتى يتسنى لها العودة للعمل وفحص درجات الحرارة بانتظام وتوفير مواد للتعقيم.

وشملت الاشتراطات تسجيل الضيوف إلكترونيا وإخضاع العاملين لفحوصات سريعة للكشف عن الفيروس عند دخول المنتجعات وتوفير طابق بالفندق أو مبنى صغير كمنطقة حجر لحالات الاشتباه أو المكتشف إصابتها بالفيروس.

وألزمت الحكومة الفنادق بعدم السماح بإقامة أفراح أو حفلات أو أي أنشطة ترفيهية أو تقديم الشيشة أو تنظيم بوفيهات مفتوحة. وستعتمد مطاعم الفنادق بدلا من ذلك على قوائم أطعمة معدة سلفا وإتاحة مساحات أوسع بين الطاولات.

وخففت مصر التي تأكد بها أكثر من 12 ألف إصابة بفيروس كروونا  القيود خلال شهر رمضان وسمحت لبعض الأنشطة التجارية بإعادة فتح أبوابها وخفضت مدة حظر التجول.

وتعتزم مصر تشديد قيود الحركة في اجازة عيد الفطر التي تستمر طوال الأسبوع المقبل حيث قررت إغلاق كافة المولات والمطاعم والمقاهي والشواطئ والحدائق العامة وزيادة فترة حظر التجوال لتبدأ من الساعة 5 مساءا بدلا من 9 مساءا، بحسب ما أعلنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في مؤتمر صحفي يوم الأحد الماضي.

 

 (ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)


© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا