في خطوة مخالفة لتوقعات السوق، قام البنك المركزي المصري الخميس الماضي بخفض أسعار الفائدة الأساسية إلى 9.75% للإقراض و8.75% للإيداع لليلة الواحدة. فبعد التخفيض المفاجئ الذي قام به المركزي بـ 3% في الاجتماع غير المخطط في 16 مارس، شهدت أسعار الفائدة المصرية شهور من التثبيت، كسرها المركزي الخميس بقرار الخفض بمقدار 0.5%.

فلماذا اتخذ المركزي ذلك القرار...؟ لنلقي نظرة إذن. 

  • يأخذ المركزي دائماً في اعتباره معدلات التضخم من ضمن عوامل أخرى عديدة عند تقرير أسعار الفائدة. وتعتبر معدلات التضخم في مصر منخفضة نسبياً ومستقرة نوعاً ما هذه الفترة – حيث سجلت 3.4% في أغسطس 2020. وتعتبر معدلات التضخم المنخفضة عامل مساعد على خفض أسعار الفائدة. 
  • يتجه صانع السياسة الاقتصادية حالياً لتشجيع الاستهلاك بالذات على المنتجات محلية الصنع، وذلك لتعويض الأثر الركودي لجائحة كورونا والأثر السلبي لإجراءات الحظر والإغلاق. ويعتبر خفض أسعار الفائدة إجراء مكمل لتشجيع الاستهلاك لتحفيز الناس للشراء بدلاً من الاحتفاظ بمدخراتهم في البنوك، بالإضافة طبعاً لانخفاض تكلفة تقسيط المنتجات المختلفة. 
  • الانخفاض الحالي في أسعار النفط عالمياً عامل آخر مهم. فغالباً ما يأخد المركزي المصري في اعتباره أسعار السلع العالمية، والتي يثير ارتفاعها مخاوف من ارتفاع محلي في التضخم، بينما يتيح انخفاض أسعارها عالمياً مساحة كافية لخفض الفائدة إذا توفرت باقي العوامل. 
  • الرغبة في تنشيط استثمار القطاع الخاص، فالخفض المستمر لأسعار الفائدة يؤدي لانخفاض تكلفة الائتمان أي تكلفة رأس المال اللازم لتمويل مشروعات القطاع الخاص. 
  • فضلاً عن الظروف المحلية، فإن الظروف العالمية مواتية كذلك. فبالإضافة لانخفاض أسعار النفط عالمياً، يشهد العالم موجة من التيسير النقدي (أي اتخاذ إجراءات عدة لتسهيل الوصول للائتمان، من بينها خفض الفائدة)، بالذات في الأسواق المتقدمة. فمثلاً، أشار الفيدرالي الأمريكي مؤخراً إلى توقعه ببقاء أسعار الفائدة في مستويات تقارب الصفر حتى عام 2023. ومثل هذا الاتجاه يجعل مهمة الخفض أكثر سهولة في الدول النامية والأسواق الناشئة، بدون الخوف من هروب رأس المال لأسواق أخرى.

    (إعداد: إسراء أحمد، وعملت إسراء سابقا كاقتصادي أول بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية - مصر، وكذلك شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، بالإضافة لعملها كباحث اقتصادي في عدة وزارات مصرية)
    (للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)


    تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة.

     

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا