من أبرز التساؤلات عقب فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية هي كيف ستتأثر المحادثات الجارية حول تفعيل الإتفاق النووي من جديد.

وكان رئيسي البالغ من العمر 60 عام قد فاز بالانتخابات السبت الماضي بعد أن حصد 61,95% من الأصوات، وسيتولى السلطة بشكل رسمي في أغسطس المقبل خلفا للرئيس الحالي حسن روحاني.

وقال رئيسي يوم الاثنين في أول مؤتمر صحفي له بعد الفوز بالانتخابات إن السياسة الخارجية لإيران لن تتقيد بالإتفاق النووي مضيفا أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني غير قابل للتفاوض على الرغم من مطالب غربية وخليجية بإدراجه في محادثات الإتفاق النووي.

للمزيد: من هو إبراهيم رئيسي رئيس إيران الجديد؟

ماذا سيحدث لمحادثات الاتفاق النووي؟

يعتقد محمد سهيمي وهو أستاذ إيراني في الهندسة الكيميائية في جامعة جنوب كاليفورنيا ومعلق وكاتب سياسي في الشأن الإيراني أن رئيسي والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهما حليفان لصيقان، سيدعمان العودة للاتفاق النووي.

وقال سهيمي لموقع زاوية عربي إن تردي الأحوال الاقتصادية في إيران، نتيجة العقوبات المادية والتي تقيد تصدير إيران للنفط منذ عام 2018، تدعم هذا السيناريو. وقد وعد رئيسي عقب فوزه ان الحكومة الجديدة ستبذل كل الجهود الممكنة لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الإيراني.

"الفارق التي من الممكن أن تشكله إدارة رئيسي سيكون في المفاوضات اللاحقة، بما أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها يريدون اتفاق نووي طويل المدى، بالإضافة إلى فرض قيود على برنامج إيران للصواريخ وتراجع أنشطتها في الشرق الاوسط،" بحسب سهيمي. 

وأضاف: "لكني لا اعتقد أن في هذه المرحلة (اللاحقة) سيوافق كل من رئيسي وخامنئي على ذلك، على الأقل ليس بالدرجة التي تسعى اليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها".

خلفية سريعة

كان الإتفاق النووي في 2015 بين إيران و مجموعة 5+1 (بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا وألمانيا) قد أدى إلى رفع الكثير من العقوبات عن إيران مقابل وضع قيود على برنامجها النووي، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم الذي من الممكن أن يستخدم في صناعة الأسلحة النووية إذا تم تخصيبه بنسبة 90% أو أكثر.

وقد قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإلغاء الإتفاق من جانب واحد في 2018. وتجري الآن المفاوضات مع الدول الست لإحياء الإتفاق.  

ويجمع المحللون السياسيون في الشأن الايراني أن سيكون لخامنئي الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بسياسة إيران الخارجية وبرنامجها النووي.

ويتبنى رئيسي، الذي يعتبر خليفة محتمل لخامنئي كمرشد أعلى للثورة، موقف متشدد من الغرب مما يثير تخوفات لمزيد من تردي العلاقات الخارجية الإيرانية.   

للمزيد: تسلسل زمني لتطور المحادثات الإيرانية  

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز)

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام