تغييرات اقتصادية كبيرة شهدتها المملكة العربية السعودية خلال عام واحد، منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة، شملت حملات كبيرة للفساد حصّلت المملكة خلالها أكثر من 100 مليار دولار، إضافة إلى التوسع في صناعة الترفيه التي من المتوقع أن تدر أكثر من 500 مليار دولار خلال 10 سنوات؛ هذا علاوة على تغييرات تشريعية وقانونية عديدة، أثرت إيجابيًا في توفير النفقات الحكومية، بالإضافة إلى زيادة الدخل من القطاع غير النفطي، وفقًا لما صرّح به بعض الخبراء لموقع زاوية.

ترشيد الإنفاق

"ساهمت القرارات الاقتصادية في جذب الاستثمار الخارجي للمملكة، وإحداث قفزات نوعية في الاقتصاد السعودي، مما ساهم في التنوع والتعدد للفرص الاستثمارية الجديدة بشكل كبير، وأبرز ما تم خلال العام هو إنجاز الأعمدة الثابتة التي تم تأسيسها لتحقيق الرؤية بفاعلية حقيقية وناجحة قبل أوانها،" قالت لينا القحطاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة أتقن السعودية لموقع زاوية.

في هذا السياق، ظهرت خطوات ترشيد الإنفاق وتنويع الإيرادات واضحةً في أرقام الربع الأول، حيث جاء عجز الميزانية نصف المقدر، أي عند 26 مليار ريال، وهو ما يشكل تراجعًا بـِ 71% مقارنة مع الفصل نفسه من عام 2016، وفقًا لـِ العربية.نت.

كما ونصّ برنامج تحقيق التوازن المالي على رفع كفاءة الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي، ونجحت المملكة في برهنة ذلك خلال عام واحد من رؤية 2030، حيث بدأ العمل سريعاً على إحداث تغيير عميق في إدارة الإنفاق الحكومي، وكانت العلامة الفارقة تأسيس مكتب الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي، الذي راجع مئات المشاريع الحكومية، ووضع اليد على أوجه الهدر فيها، ليحقق لخزينة الدولة وفراً بـِ 80 مليار ريال في 2016، و17 مليار ريال في الأشهر الأولى من 2107.

وكان الأمير محمد بن سلمان واضحًا في أهمية الاستفادة من قدرة السعودية على دخول أسواق الدين العالمية، وهو ما أثبتته بالفعل الإصدارات الدولية والمحلية، التي نالت ثناء المؤسسات الدولية.

شكل رقم (1) إجمالي المصروفات الفعلية للحكومة (الربع الأول من العامين 2017/ مقارنة 2018)

 

>

كما وأعلن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي – في مايو الماضي – عن برنامج "جودة الحياة 2020"، بإجمالي إنفاق يبلغ 130 مليار ريال سعودي (34.6 مليار دولار)، وذلك ضمن "رؤية السعودية 2030".

وقال المجلس  – في بيان صحفي – أنّ " برنامج "جودة الحياة 2020" يهدف إلى "تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، ولدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وخلق الوظائف، وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية".

وأوضح المجلس أنّ "إجمالي الإنفاق في القطاعات ذات الصلة ببرنامج جودة الحياة حتى العام 2020 يصل إلى 130 مليار ريال ومنها مبلغ 74.5 مليار ريال إجمالي الاستثمارات المباشرة في البرنامج، وتشكل النفقات الحكومية الرأسمالية منها مبلغ يزيد عن 50.9 مليار ريال، واستثمارات متاحة للقطاع الخاص بمبلغ يصل إلى23.7 مليار ريال".

إعادة التوازن

" من الناحية الاستراتيجية، استطاعت السعودية إعادة التوازن لثقل الاستراتيجية المالي للمملكة، المتمركز في حزام آبار النفط في المنطقة الشرقية، حيث خلقت فرصاً ضخمة للثروة من خلال أكثر من 50 مشروع ضخم في المجالات الترفيهية والسياحية والصناعية واللوجستية والتنموية والثروة المعدنية على امتداد سواحل البحر الأحمر والمنطقة الشمالية بدايةً بـِ مشروع نيوم الذي وصلت ميزانيته الى 500 مليار دولار ونهايةً بأكبر مشاريع العالم للطاقة الشمسية،" قال خالد الغدير، خبير اقتصادي سعودي، في مقابلة حصرية مع موقع زاوية عربي.


>

خالد الغدير الخبير الاقتصادي السعودي

أضاف الغدير " في الجوانب المالية استطاعت الدولة القيام بخطوات قوية في مكافحة الفساد وإيقاف الهدر المالي، وفي المقابل تكللت الجهود التطويرية لهيئة سوق المال في نجاح انضمام السوق السعودي لمؤشر فوتسي راسل في شهر مارس 2018 ومن ثم إدراج السوق إلى مؤشر الأسواق الناشئة العالمي MSCI  في شهر يونيو 2018، وهو ما ينتظر أن يكون له دور كبير في جذب المستثمر الأجنبي. كما حافظ القطاع البنكي السعودي على تصنيف وكالة فوتشي والتي وضعته رابع اقوى نظام بنكي في العالم."

وأشار الغدير أيضًا إلى أنّ السعودية خلال عام واحد استثمرت قدراتها الاستراتيجية وعضويتها في مجموعة العشرين كواحد من أكبر اقتصادات العالم في إنشاء شراكات حقيقية مع بيوت الخبرة والتمويل في العالم، وخصوصاً الشركات الأميركية والأوروبية، لتنفيذ وتمويل المشاريع المرتبطة برؤية السعودية 2030.

ختم الغدير قائلاً: " تم التوقيع مع 490 شركة أجنبية، بدأت اعمالها لتنفيذ وتمويل المشاريع التنموية بشكل فعال، وكذلك توطين الصناعات الحيوية. لقد استدارت السعودية نحو المستقبل، فبدى تأثيرها الإقليمي والعالمي أوضح وأصبحت قدرتها على التأثير على الأحداث العالمية أكبر، وهو ما يحدث بكل كفاءة لتشكيل السعودية الجديدة."

كتبت / أسماء عبد الظاهر

تحرير / جنى سلوم

© ZAWYA 2018