27 02 2019

أكد اقتصاديون، أن جولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي شملت باكستان والصين والهند، حققت أهدافها على صعيد تعزيز الشراكات الاستثمارية والتقنية وتمهيد الطريق لدخول عصرالثورة الصناعية الرابعة التي تقوم على البرمجيات والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
 
وأشاروا إلى أن الهند والصين من الدول التي تتمتع باقتصاد قوي متعدد الأركان ونجحتا في غزو الأسواق العالمية، مؤكدين أن الشراكات معهما تدعم خطة المملكة نحو التحول الاقتصادي وتوطين التقنية والنهوض الصناعي باعتباره الركيزة الأساسية للنقلة المستهدفة للمملكة في المرحلة المقبلة.

وأبرزوا أهمية التحول في العلاقات مع النمور الآسيوية، والتي لم تعد ترتكز على النفط فقط، وإنما امتدت لتغطي مختلف المجالات العلمية والثقافية والصناعية والزراعية وغيرها.

وأشاروا إلى أن التحول الاستثماري والصناعي في المملكة يستهدف تكوين قاعدة اقتصادية متكاملة الأركان بعيدًا عن النفط، وهو الأمر الذي اتضحت مؤشراته خلال فترة زمنية قصيرة، منوهين بتحول الاستثمارات السعودية تجاه التقنية ومشاريع الطاقة المتجددة، بما يسهم في توفير النفط للأجيال المقبلة والتصدير.

ونوهوا بالتحول نحو التوسع في الاستثمار بقطاع المصافي بشرق آسيا لاسيما، وأن الصين والهند يستوردان 3 ملايين برميل تمثل 40 % وقال الخبير الاقتصادي الدكتور علي الدقاق: إن جولة سموولي العهد الآسيوية تميزت في الجانب الاقتصادي وما يخدم التنمية الاقتصادية في المملكة وبدون شك واضعة في الاعتبار رؤية 2030 خاصة في تلك المجالات التي شهدت توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات استثمار كما هوالحال مثلا في الاستثمار في ميناء جوادر الباكستاني إضافة إلى أنه لم تغب عن سموه قوة العملاقين الهندي والصيني القادمتين لميدان المنافسة الاقتصادية وبقوة مع ما يعرف بمجموعة السبع والتي تمثل الدول الصناعية الكبرى في أوروبا وأمريكا إضافة إلى أن الدولتين إلى جانب المملكة في مجموعة العشرين.

وأضاف أنه بدا واضحا قوة الجانب الاقتصادي في ما تم طرحه من نقاشات وما تم توقيعه من مذكرات تفاهم بما سينعكس بقوة على تعميق العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري والتقني والعلمي خاصة مع الهند والصين وبما ستظهر انعكاساته على التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية ونموالناتج القومي الإجمالي والفرص الوظيفية وارتفاع دخل الأفراد لأطراف الاتفاقيات التجارية وما قد يتبعه من توطين وتطوير بعض التقنيات من الهند والصين خاصة ونحن قادمون على ثورة صناعية في استخدام الرقميات وتسخير الذكاء الصناعي لرفع كفاءة ومقدرة الاقتصاد الوطني.

وأشار إلى أن مثل هذه الجولات المتميزة اقتصاديا لاشك سترفع التنافس وتخفض التكاليف والضغوط السياسية والمعنوية على المملكة من الأطراف الأخرى والشركاء التقليديين خاصة في مجموعة السبع الصناعية.

وأكد رجل الأعمال المهندس محمد بن صالح بابقي أن الجولات الآسيوية لسمو ولي العهد خطوة رائدة لشراكات اقتصادية مع دول ذات ثقل اقتصادي على المستوى العالمي وفتح آفاق لإستراتيجية تنويع الاستثمارات السعودية مما سينعكس أثره على الاقتصاد السعودي وتوطين الوظائف وارتفاع دخل الفرد، ونحن نعلم أهمية الهند والصين في الاقتصاد العالمي.

وقال الاقتصادي عبدالله اليامي: إن جولة سمو ولي العهد كانت مدروسة بعناية فائقة ان هذه الدول تتميز بالتعداد السكاني الهائل بالمليارات بالنسبة للصين والهند وباكستان.. وهذا يعني فوائد كبيرة للتبادل التجاري بين بلادنا وهذه البلدان الثلاثة النشطة صناعيا.. علاوة على تعزيز الصورة الذهنية للمملكة لدى سكان هذه الدول لتنظيم المزيد من الرحلات السياحية سواء دينية أو ترفيهية وكذلك الاستفادة من الإمكانيات التكنولوجية والصناعية من هذه البلدان بأسعار معقولة مقارنة بالدول الأوروبية.

وأضاف أن أهمية الزيارة تأتي أيضا للاستفادة من العقليات المتميزة التي تصدر من هذه الدول الثلاث إلى الدول المتقدمة وتحقق أفضل الإنجازات هناك إضافة إلى فوائد كثيرة لا يتسع المجال لحصرها.

وقال أمين غرفة جازان الدكتور ماجد الجوهري إن رؤية المملكة 2030 من أهم محاورها « اقتصاد قوي « ولن يكون الاقتصاد قويًّا إلا من خلال الشراكات والاتفاقيات مع كبار الشركات العالمية، وهذا ما يسعى له ولي العهد السعودي من خلال جولته الحالية في أهم الدول في شرق آسيا( باكستان - الهند - الصين )، حيث سيكون لها أثر اقتصادي مميز على المدى البعيد، حيث سيسهم هذا التعاون بين المملكة وهذه الدول في تنوع وتطوير الاقتصاد السعودي، وذلك لأهمية هذه الدول على المستوى الإقليمي في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة.

وقال الخبير الاقتصادي - الدكتور شاهر النهاري: «إن خطوات ثلاث خطاها ولي العهد، وتلك كانت خطوات أكيدة من مسارات الرؤية، كان لا بد من العبور منها إلى مناطق تكامل وتعاون وشراكات وصلاح لمناطق لا يذهب إليها إلا وهو يدرك واقعا بأنه فأل خير، وسلام ومحبة. وأضاف أن تلك الخطوات تجلب التنوع السياسي المحمود والتحالفات القوية والشراكات الاقتصادية الدائمة والتعاون المثمر في جميع المجالات.

وأضاف أن باكستان دولة محبة تعرف قدسية أرض المملكة، وتتفانى من أجلها، ولا تنسى أدوار السعودية في تكوينها ورعايتها، ودعمها على كل الأوجه، وهي تحفز بعلاقاتها معها المستقبل بذكريات الماضي المتوافق الملتحم، وتدرك تأثير جيشها وتسليحها المتطور النووي.

وأشار إلى أن الهند أرض التقنية العالمية، والثروات، والأيدي العاملة، وبلاد العجب، وهي تعرف أن نهايات النزاع مع باكستان ستكون قريبة عادلة طالما تواجدت السعودية في المنتصف.

ولفت إلى أن الصين تنين الحاضر وعملاق المستقبل في الصناعات والاقتصاد المعجز، وفي السياسة الداعمة، والتواجد العسكري الآمن، وتعمل على أن ينفتح لها أسواق جديدة، ليس فقط في السعودي.

© Al Madina 2019