المصدر: رويترز

نفى متحدثان من الجيشين العراقي والأمريكي يوم أمس ما تردد عن استعداد القوات الأمريكية لإجلاء مئات من موظفي شركتي لوكهيد مارتن وساليبورت جلوبال من قاعدة عسكرية عراقية يعملون بها متعاقدين. وكانت أربعة مصادر عسكرية قالت لرويترز يوم الجمعة شريطة عدم نشر اسمائها إن متعاقدين من الشركتين يستعدون لمغادرة قاعدة بلد العسكرية الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا شمالي بغداد وتستضيف قوات أمريكية وذلك بسبب "تهديدات أمنية محتملة" دون توضيح طبيعة التهديدات.

وقال أحد المصادر العسكرية ومصدر أمني خامس في وقت لاحق إن عملية الإجلاء قد ألغيت في وقت مبكر يوم السبت بعد أن طمأن أفراد عسكريون أمريكيون وعراقيون الشركات بشأن تعزيز إجراءات السلامة حول القاعدة.

وقال متحدثان باسم الجيشين العراقي والأمريكي إنه لا وجود لمثل هذه الخطط التي كشفت عنها المصادر في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران المجاورة للعراق.

وقال الكولونيل كيفين ووكر من القوات الجوية في بيان "لا توجد أي خطط في الوقت الراهن لإجلاء أي فرد من قاعدة بلد... وإذا تزايدت التهديدات للعاملين لدينا فسوف تتخذ القوات الجوية الأمريكية إجراءات لتوفير الحماية اللازمة".

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان "الولايات المتحدة لا تجلي أفرادا من قاعدة بلد الجوية".

وذكر متحدث باسم الجيش العراقي أن العراق يضطلع بتوفير الأمن لجنوده وللمستشارين والمدربين الأمريكيين.

 

* هجمات صاروخية

قال الجيش إن ثلاث قذائف مورتر أصابت قاعدة بلد الضخمة الأسبوع الماضي في هجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

وأعقب الحادث هجمات على منشأتين عسكريتين أخريين تستضيفان قوات أمريكية قرب بغداد وفي مدينة الموصل بشمال البلاد.

وقال مصدر أمني عراقي إن شركة إكسون موبيل الأمريكية للطاقة أجلت 21 موظفا أجنبيا على الأقل من موقع قرب مدينة البصرة في جنوب البلاد يوم الأربعاء بعدما أصاب صاروخ المنشأة أيضا.

كان مسؤول عسكري مطلع على العمليات اليومية للقاعدة قد ذكر أن الجيش الأمريكي أبلغ المسؤولين العراقيين بأنهم سيشرعون في إجلاء نحو نصف الموظفين البالغ عددهم 800 والذين يعملون لدى الشركتين في قاعدة بلد.

وأضاف المسؤول أن عملية الإجلاء ستستغرق نحو عشرة أيام.

وقال مصدران عسكريان آخران إن عملية الإجلاء ستتم على مرحلتين وستجرى بطائرات عسكرية.

وأشارت المصادر إلى أن الإجلاء قد يبدأ في أي وقت.

وقال مصدر عراقي "أبلغنا الأمريكيون بأنهم سيبقون عددا محدودا وضروريا من الموظفين للعمل في صيانة مقاتلات إف-16 العراقية".

وبدأت لوكهيد مارتن تسليم أول دفعة من طائرات إف-16 للعراق عام 2014.

وقالت متحدثة باسم لوكهيد مارتن في الشرق الأوسط "نحن لا نقوم بإجلاء موظفين من لوكهيد مارتن في قاعدة بلد الجوية في الوقت الراهن". ولم توضح المتحدثة هل جرى الإعداد لأي عمليات إجلاء أخرى.

 

* أزمة إقليمية

ألقى مسؤولون محليون باللوم على الجماعات الشيعية المقاتلة المدعومة من إيران في حادث البصرة. ولم تعلق إيران على حوادث العراق لكنها رفضت بشدة اتهامات واشنطن بأنها كانت وراء هجمات على ناقلات نفط في الخليج في الأسابيع القليلة الماضية.

وأجلت السفارة الأمريكية في بغداد مئات من موظفيها الشهر الماضي بعدما أشارت واشنطن إلى وجود تهديدات إيرانية ضد المصالح الأمريكية بالمنطقة. وأجلت إكسون موبيل موظفيها في الشهر الماضي، وبدأت في إعادتهم إلى العراق قبل هجوم البصرة.

وكثفت واشنطن ضغوط العقوبات على طهران منذ العام الماضي، وألقي باللوم في عدة حوادث عنف بالخليج على التوتر المتزايد.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه ألغى ضربة أمريكية على ثلاثة مواقع إيرانية في اللحظات الأخيرة.

وفي العراق، تدعم إيران جماعات شيعية مقاتلة لديها مواقع قريبة من منشآت عسكرية أمريكية.

ولم تعلق هذه الجماعات علنا على الحوادث الأخيرة.

ويحاول أيضا تنظيم الدولة الإسلامية إعادة تجميع صفوفه في العراق ولجأ في الآونة الأخيرة لاستخدام أساليب حرب العصابات ضد القوات العراقية.