حزمة من الإصلاحات الجديدة بدأت السعودية في تطبيقها، وهناك المزيد في المستقبل القريب، حيث أصدر ولي العهد قراراتٍ تسمح للمرأة بقيادة السيارة، وشغل مناصب رفيعة، ودخول مدرجات الملاعب الرياضية، حتى أنه بات من المحتمل أن تعمل السعوديات كشرطيات مرور، وفي مجال المراقبة.

هذا بالإضافة إلى إعلان الأمير محمد بن سلمان عن عمل الحكومة على مبادرات قانونية لتحقيق مساواة راتب المرأة بالرجل.

وقد لمّح ولي العهد السعودي في مقابلة مع  قناة "سي بي إس" الأمريكية مطلع الأسبوع الجاري إلى إمكانية تغيير قادم في المملكة عبر انتقاده بعض الأوضاع الاجتماعية الحالية، قائلاً "لدينا متطرفون يحرمون الاختلاط بين الجنسين، وغير قادرين على التمييز بين وجود رجل وامرأة بمفردهما ووجودهما في مقر عملهما معًا، وهذه الأفكار تناقض أسلوب الحياة التي كان يعيشها المسلمون زمن الرسول والخلفاء".

تمكين المرأة

“ليست القرارات "الرسمية" الصادرة يومًا بعد يوم، إلا انعكاسًا لمدى اهتمام القيادة الرشيدة بتطوير دور المرأة السعودية، ورغبةً مستمرة في تمكينها "اقتصاديًا" واجتماعيًا"، وتيسير سُبل نجاحها في الحياة والعمل"، قالت الدكتورة هند آل زاهد، مديرة مركز سيدات أعمال الشرقية، وعضو مجلس مديري شركة مطارات الدمام، في تصريح هاتفي لموقع زاوية.

أضافت: "لقد تغيرت ملامح السعودية كثيرًا خلال الأشهر القليلة الماضية، وتغيرنا نحن أيضًا معها؛ تغيرت بقوانين تُمكّنُ المرأة وتفتح الطريق أمامها. وتغيرنا فأصبحنا أكثر إصرارًا على التقدم واختصار المسافات باتجاه تحقيق مجتمع داعم متكافئ، فاعل ومتفاعل، بنسائه ورجاله".

وتابعت آل زاهد " لقد خطت المرأة في المملكة خطوات واسعة خلال فترة قصيرة بداية من قانون العمل الذي لا يفرّق بين امرأة ورجل، وقد أصرّ سمو ولي العهد في مقابلة سي بي سي الأسبوع الماضي أنه سيغير أيضًا من الممارسات غير المعلنة بهذا الشأن، بالإضافة إلى قانون استثماري متكافئ، برامج مخصّصة داعمة للمرأة العاملة مثل برنامج قرة للعناية بأطفال الموظفة و برنامج دعم المواصلات، تعيين قيادات نسائية حكومية، وكلها في صالح المرأة و دعمًا لرؤية المملكة في زيادة عدد النساء في سوق العمل.

أضافت: " إنّ قيادة المرأة للسيارة من أهم القرارات التي  ستفتح العديد من الفرص للنساء ".

 وأكدت آل زاهد أيضًا عبر الهاتف أنّ رؤية المملكة تهدف إلى التنوع الاقتصادي وعدم الاعتماد على البترول كمورد رئيسي، والسعي إلى تمكين المرأة.

" تمكين المرأة هو دعم لاقتصاد الدولة وتحقيقًا لزيادة ناتجها القومي المحلي، وخلق الفرص وفتح المجالات للنساء سيعكس تغيرات إيجابية على الاقتصاد وستحلّ النساء مكان بعض من العمالة الأجنبية خاصة بعد توطين مهن البائعات في مراكز التسوق وبعض المهن الأخرى"، قالت آل زاهد لموقع زاوية.

ففي الثامن من مارس 2018 احتفلت مجموعة من النساء في مدينة جدة السعودية باليوم العالمي للمرأة بممارسة إحدى الحريات الجديدة المتمثلة في حقهن في الخروج لممارسة رياضة الجري دون أن يعبأن بالمحدقين، وفقا لـِ رويترز.

عائد اقتصادي

"هناك حزمة من الإصلاحات الجديدة بحق المرأة، والتي ترسم مستقبلاً واعدا لدولة صنعت بيئة مناسبة لتبدع المرأة، وتكون ذات إنتاجية مستدامة، ولها الأثر على مستوى العالم وليس فقط المملكة،" قالت لينا القحطاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة أتقن السعودية في تصريح هاتفي لموقع زاوية.

أضافت:" تلك إصلاحات استراتيجية ذات عدّة أبعاد: أوّلها بيئة آمنة فكريًا لاستيعاب دور المرأة، وثانيها توفير فرص حقيقية للمرأة التي تملك الجاهزية لتقدم دور فعال، وثالثها إصلاحات تصنع جيل قادم من السيدات المميزات اللاتي ينافسن العالم في صناعة مستقبلهنّ."

وأكدت القحطاني أنّ تلك الإصلاحات سوف تعود بالنفع الاقتصادي على السعودية وتفعّل دور المرأة أكثر في المشاركة في النهضة الاقتصادية للمملكة.

 نجدر بالذكر أنّ إجمالي العاطلات عن العمل في السعودية بلغن 439.7 ألف مواطنة، حيث يمثلن 63.6 % من إجمالي العاطلين عن العمل في المملكة، وفقا للهيئة العامة للإحصاء السعودية.

كتابة أسماء عبد الظاهر

تحرير جنى سلوم

© ZAWYA 2018