أعلن وزير المالية المصري محمد معيط خلال لقاءاته التي عقدها مع البنوك والمستثمرين الأجانب في إطار اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي أن المالية العامة المصرية حققت فائض أولي نسبته 1.8% من الناتج المحلي بنهاية يونيو 2020، أي نهاية العام المالي 20/2019. 

فما هو الفائض الأولي؟  

الفائض الأولي، أو العجز الأولي كذلك، هو الفرق بين إيرادات الموازنة العامة ومصروفاتها، ولكن يتم احتساب تلك المصروفات باستثناء الفوائد على الديون. بمعنى، أن الموازنة العامة قد تشهد عجز بين الإيرادات والنفقات الكلية، ولكن إن تم خصم مدفوعات الفوائد من المصروفات المحسوبة نجد أن الموازنة حققت فائض. في هذه الحالة، تكون قد حققت فائض أولي رغم وجود عجز كلي بالموازنة العامة. وكمعظم المؤشرات الاقتصادية، يتم احتسابه ليس فقط كقيمة نقدية وإنما كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي ليعطي صورة عن مسار المالية العامة. 

ما أهمية الفائض الأولي كمؤشر للمالية العامة؟ 

يعتبر الفائض/ العجز الأولي هو أحد أهم العناصر التي تؤثر في مسار الدين العام للدولة. بمعنى آخر، لتكون الدولة قادرة على الحصول على مسار منخفض للدين العام، لابد أن تتوافر بعض الشروط أحدها تحقيق فائض أولي. دعونا نضرب مثل بسيط. إذا كان دخل الأسرة أقل من إنفاقها على الطعام والشراب والتعليم، ستتجه الأسرة للاستدانة. ومع إنفاقها المستمر على الطعام والشراب والتعليم، سيظهر باب رابع للإنفاق وهو الفوائد على ما قامت الأسرة باقتراضه لتحصل على الخدمات التي تحتاجها. ولكي ينخفض رصيد الأسرة من الدين، لابد أن تحقق أولاً شرط مهم: أن يكفي دخلها خدماتها الأساسية مع بقاء جزء يتم إنفاقه على سداد الفوائد والدين تدريجياً. أي تحقيق فائض يضمن أولاً عدم احتياج الأسرة للاقتراض مرة أخرى للحصول على خدماتها الأساسية، وكذلك يتم توجيهه لسداد الديون.. هذا هو الفائض الأولي.  

وقد يتحقق الفائض الأولي عن طريق زيادة دخل الأسرة ليكفي إنفاقها على خدماتها (أي تنمية موارد الدولة بلغة المالية العامة)، أو عن طريق تقليص إنفاقها على خدماتها (وهذا ما تسميه الدول إجراءات تقشفية أو إصلاح للموازنة). 

كيف تطور الميزان الأولي المصري خلال عشر سنوات...؟ 

حققت مصر عجز أولي في السنوات المالية 2010/2011 إلى 2016/2017 وجاءت الأرقام كالآتي:

11/2010: عجز قدره 49 مليار جنيه، بنسبة 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي. 

12/2011: 62 مليار جنيه، بنسبة 3.8% من الناتج. 

13/2012: 93 مليار جنيه، بنسبة 5% من الناتج. 

14/2013:  82 مليار جنيه بنسبة 3.9% من الناتج. 

15/2014:  86 مليار جنيه، بنسبة 3.6% من الناتج. 

16/2015: 96 مليار جنيه، بنسبة 3.5% من الناتج. 

17/2016: تقلص العجز الأولي إلى 63 مليار جنيه، بنسبة 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مع إجراءات الإصلاح المالي التي أجرتها مصر في نوفمبر 2016. 

ثم بدأت مصر بتحقيق فائض وكانت أرقامه كالآتي:

18/2017:  5 مليارات، بنسبة 0.1% من الناتج المحلي. 

19/2018: 111 مليار جنيه، بنسبة حوالي 2% من الناتج المحلي. 

20/2019: فائض أولي بنسبة 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لتصريحات وزير المالية بدون تحديد قيمة الفائض الأولي، وبالرغم من تداعيات فيروس كورونا. 

 

(إعداد: إسراء أحمد، وعملت إسراء سابقا كاقتصادي أول بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية - مصر، وكذلك شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، بالإضافة لعملها كباحث اقتصادي في عدة وزارات مصرية)
(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)


تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة.

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا