13 12 2018

مسؤولون بعد فوز أبوظبي باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»:

أكد مسؤولون أهمية استضافة أبوظبي للمؤتمر الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» إذ يعد دليلاً على القوة النامية لدولة الإمارات كعاصمة مؤثرة في مستقبل القطاع الصناعي العالمي.

وأشار المسؤولون في استطلاع رأي لــ«البيان الاقتصادي»، إلى أن القطاع الصناعي يعد من المحركات الرئيسة في دعم عجلة التنمية الاقتصادية في الإمارات، كما أن له دوراً محورياً في تعزيز الناتج المحلي للدولة، ولا سيما في ظل تنوع المنتجات الصناعية، والتي لم تقتصر على صناعات مشتقات النفط، بل امتدت لتشمل صناعة الطيران والصناعات الدفاعية والألمنيوم وصناعة مواد البناء والصناعات الغذائية والأدوية.

وذكر المسؤولون أن دولة الإمارات تعد مساهماً أساسياً في سلسلة التوريد العالمية، وقد تم تصنيفها في المركز الحادي عشر في أحدث مؤشر للأداء اللوجستي من قبل البنك الدولي، كما أنها قاعدة لاختبار تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في المنطقة.

وتشير البيانات إلى أن استثمارات المصانع في الدولة تتجاوز 131 مليار درهم وبلغ عدد المصانع عام 2016 أكثر من 6600 مصنع مقيدة في السجل الصناعي لوزارة الطاقة والصناعة، ويأتي ذلك بعد أن نجحت الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية في تأسيس قاعدة صناعية صلبة، تعزز الانطلاق بقوة نحو مزيد من النمو والتقدم والتنافسية.

ويهدف الاهتمام بالقطاع الصناعي وتعظيم دوره في الاقتصاد الوطني، في ظل رؤية 2021، ومئوية الإمارات 2071، إلى تحقيق اقتصاد غير نفطي مستدام ومتنوع، يقوم على المعرفة والابتكار، مع تقليص دور العائدات النفطية، وصولاً بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث يعد قطاع الصناعة من الروافد الحيوية المهمة للاقتصاد الوطني.

وشيدت الإمارات بنهاية العام الماضي، 37 منطقة ومدينة صناعية متنوعة ومؤهلة بمرافق البنية التحتية والطرق ومجمعات المكاتب الحديثة والطاقة، بهدف تأسيس صناعات محلية قادرة على المنافسة واستقطاب الاستثمارات، منها 8 مناطق في أبوظبي و6 في دبي و19 في الشارقة، إضافة إلى المنطقة الصناعية في عجمان والمنطقة الصناعية في أم القيوين، والمنطقة الصناعية في الفجيرة والمنطقة الصناعية والتكنولوجية الحرة في رأس الخيمة.

ثورة صناعية

وقال الدكتور مطر النيادي، وكيل وزارة الطاقة والصناعة، إن استضافة المؤتمر الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في أبوظبي يشكل دليلاً آخر على القوة النامية لدولة الإمارات كعاصمة مؤثرة في مستقبل القطاع الصناعي العالمي، وذلك بعد أن استطاعت الدولة، من خلال رؤية قيادتها الرشيدة، ريادة الفكر الصناعي عبر تبنيها للحراك العالمي نحو توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتشكيل مجلس الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وللقمة العالمية للصناعة والتصنيع، أول منصة عالمية تجمع قادة القطاع الصناعي لتبني نهج تحولي لمستقبل القطاع.

وأشار إلى أن دولة الإمارات تقدمت 13 مرتبة خلال 8 سنوات على مؤشر أداء التنافسية الصناعية، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، الذي يقيس أداء 150 دولة حول العالم.

وأظهرت بيانات المؤشر أن الإمارات احتلت المرتبة الـواحدة والأربعين على مؤشر أداء التنافسية للعام 2018، مقارنة بالمرتبة الرابعة والخمسين عالمياً في العام 2010، والمركز الثالث والأربعين في العام 2015.

اعتراف عالمي

من جانبه، قال المهندس ساعد العوضي، المدير التنفيذي في مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إن استضافة مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في العاصمة هو اعتراف عالمي بالتحول الاقتصادي والصناعي لدولة الإمارات وانفتاحها على التجارة.

لقد عملنا في مؤسسة دبي لتنمية الصادرات عن كثب مع يونيدو على مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة لدخول الأسواق العالمية، كما ستعزز الاستراتيجيات الصناعية لإمارة دبي والإمارات العربية المتحدة من مشاركتنا مع يونيدو.

وقال حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة «مركز محمد بن راشد للفضاء»، إن استضافة أبوظبي للمؤتمر تدل على المكانة الطليعية لدولتنا على الساحة العالمية، مشيراً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر العالمي المهم في أبوظبي ينسجم مع توجهات قيادتنا الرشيدة نحو تنويع الاقتصاد وتحقيق الاستدامة وبناء مستقبل أكثر إشراقاً لأجيالنا المقبلة.

وأضاف المنصوري: كما تأتي استضافة هذا المؤتمر استكمالاً لمسيرة ممتدة تكللت باستضافة دولة الإمارات العديد من الفعاليات الدولية المهمة التي كان آخرها مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات، أكبر الهيئات العالمية لقطاع الاتصالات والمعلومات.

مكانة مرموقة

من جهته، قال المهندس محمد عبيد بن ماجد، مدير عام دائرة الصناعة والاقتصاد في حكومة الفجيرة: تبوأ اسم دولة الإمارات مكانة مرموقة بين الأمم على مستوى العالم، وأصبحت الدولة اسماً مرتبطاً بالنجاحات والكفاءات في كافة المجالات والأصعدة.

ويأتي اختيار إمارة أبوظبي لاستضافتها المؤتمر في 2019 أعظم دليل على المكانة العالية التي تتبوأها الدولة حيث أثبت النجاح الباهر في استضافة الدولة للقمة العالمية للصناعة والتصنيع العام المنصرم اعترافاً ضمنياً ودولياً بكفاءة الكوادر الوطنية الإماراتية في تنظيم المؤتمرات الدولية.

وأضاف ابن ماجد: وهذا النجاح الباهر سهل من مهمة اتخاذ القرار في مجلس التنمية الصناعية التابع لمنظمة يونيدو في اختيار أبوظبي لانعقاد المؤتمر القادم عام 2019 أول مرة في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع ابن ماجد: لا شك في أن عوامل النجاح متعددة منها: الشراكة الوطيدة بين منظمة يونيدو ودولة الإمارات اللتين تترأسان القمة العالمية للصناعة والتصنيع بالإضافة إلى العلاقة القوية بينهما في تعزيز دور القطاع الصناعي لتحقيق الازدهار العالمي، وتوجه دولة الإمارات العربية المتحدة إلى رفع مساهمة الصناعة في الدخل القومي الإجمالي بنسبة 5% بحلول 2021 وبنسبة 25% في عام 2050. حسب الاستراتيجية التي أعلن عنها في الاجتماعات الحكومية الأخيرة 2018.

مسيرة النمو

بدوره، أكد عبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن اختيار أبوظبي رسمياً لاستضافة المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في 2019، هو إحدى المحطات المُضيئة في مسيرة الدولة نحو تحقيق «مئوية الإمارات 2071».

وقال العويس إن اختيار أبوظبي عبر التصويت الذي شهده الاجتماع الـ46 لمجلس التنمية الصناعية التابع للمنظمة، هو اعتراف عالمي جديد بموقع الإمارات كقوة مؤثرة ومنارة عالمية، وهو تأكيد على نجاح رؤيتها في تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة، مضيفاً إن هذا الإنجاز الذي يُعد أول سابقة من نوعها في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، يزيدنا فخراً وعزماً وإصراراً على المضي قُدماً للمساهمة الفاعلة في تحقيق رؤية القيادة الرشيدة للدولة، بأن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم، وأن نضاعف جهود العمل لبناء أفضل اقتصاد، بما يُعزّز مسيرة الإمارات التنموية في القطاعات كافة.

محطة مهمة في مسيرة دولة الإمارات

قال عبدالله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، إن اختيار أبوظبي لاستضافة المؤتمر يشكل محطةً مهمةً في مسيرة دولة الإمارات ويتوّج جهودها الرامية إلى خلق نموذج عالمي فريد لاقتصاد مستدام قائم على المعرفة.

وأكد ابن كلبان أن الإمارات تخطو بوتيرة ثابتة نحو ريادة الحراك العالمي لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، من خلال استثمار شركاتها في هذه التطبيقات وتركيزها على الابتكار للحفاظ على القدرة التنافسية على المستوى العالمي.

© البيان 2018