08 08 2018

شهدت الشبكة العنكبوتية خلال الاسابيع المنصرمة اسوأ انقطاع مرت به منذ العام 2003 ، ما اثر بشكل كبير على منظومة الاتصالات الخاصة بالدولة، فضلا عن الخسائر المادية التي تكبدتها القطاعات الخاصة بالتحويل المالي وشركات الصيرفة والسياحة والنقل الجوي والبري للبضائع.

40 مليون دولار يوميا كخسائر   

يقول عضو (التحالف العراقي لحرية الانترنت) احمد عز الدين بتصريح خاص لـ»الصباح»: «تعتمد الحياة العصرية بشكل شامل على جهاز الحاسوب وشبكة المعلومات والاتصالات الدولية الانترنت، وبالتالي فان توقف الشبكة بهذا الشكل المفاجئ، تسبب بمردود سلبي على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والمالية». 

من جانبه يؤكد الباحث الاقتصادي حسن جامغ، ان «حجم خسائر انقطاع الانترنت في اليوم الواحد يصل الى 40 مليون دولار» موضحا ،»كان من الممكن استغلالها في بناء  محطة لتحلية الماء في البصرة او تشغيل قوى عاملة بأجور يومية لزيادة الدخل الفردي وتنشيط العمالة وتشغيل القطاعات الاخرى، ليصبح السوق اكثر نشاطا بدلا من كل تلك الخسارات التي تكبدتها الدولة، بدءا من المصارف وشركات التحويل المالي ووكلاء الشركات العالمية وصولا الى بيجات البيع المباشر (اونلاين)، بالتالي تأثر اكثر من 19 مليون مستخدم للانترنت في العراق بهذا القطع الذي جعلهم غير قادرين على الاستفادة من الخدمة».

مشاكل أخرى 

استمرار قطع الانترنت وضعف الشبكة أثرا بشكل كبير في التطبيقات المعتمدة عليه، وهذا ما ذكره مدير احد مكاتب النقل الخاص عمر النعيمي، موضحا بالقول: «نعتمد على نظام (جي بي اس) لتقديم الخدمات بصورة مباشرة للزبائن، وانقطاعه ادى الى توقف كلي لطلبات سيارات الاجرة ما اثر على مستواهم الاقتصادي، بيد ان استرجاع الانترنت لم يصحح المسار خلال عملنا بل واجهتنا مشاكل جديدة منها تأخر استلام الطلبات من قبل اصحاب السيارات بسبب ضعف الخدمة المرجعة، وهو ما دفعنا الى وضع حلول فردية مؤقتة وتوفير خط  ساخن لاستقبال الطلبات وتوزيعها بين اقرب سائقي الاجرة لخدمة الزبائن».

فيما تبين صاحبة احدى (البيجات) الخاصة بالالبسة النسائية المستوردة، سرى البياتي، ان «العولمة فتحت ابوابها أمام انشطة تم استثمارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها، كالبيع والشراء التي اعتمدتها (بيجات) خاصة بالتسوق الالكتروني لغرض الترويج للبضائع بشكل كلي عبر الانترنت، وبالتالي فان انقطاع الشبكة لايام معدودة  ادى الى خسارات وتأخر في استلام وتسليم الطلبات لهذه المواقع خاصة (اونلاين)، بالتالي يقع الضرر على المواطن الذي وجد في  تلك الصفحات مصدر رزق له».

أضرار تشخيصية

ومن جانبه، يوضح صاحب ابراج الانترنت، سالار الفيلي، ان الانقطاع  «تسبب بأضرار معنوية على مستوى التعامل مع المشتركين، فقد سحب بساط الثقة بيننا وبينهم، حتى بات اغلبهم يرفض تجديد الاشتراك، واخرها مطالبتنا بتعويض عن مدة الانقطاع السابقة، وبالرغم من عودة الخدمة، بيد ان اغلب المشتركين رفضوا تجديدها خوفا من الانقطاع غير المعلن، مما سبب تراجعا كبيرا في ارباحنا».
 
وتقول مديرة معهد خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وفاء العلوي: ان  الانقطاع «اثر على آلية التواصل الاجتماعي مع اهالي اطفال التوحد لمتابعة حالتهم وتسجيل كل ما يتعلق بكيفية دمجهم في المجتمع، كما اثر في عملنا من ناحية التشخيص الطبي، كون المعهد مرتبطا مع معاهد دولية للوقوف على درجة الاعاقة وكيفية العلاج، ما سبب توقفا تاما في استقبال الكثير من الحالات». 

شلل الكتروني 

وفي الشأن نفسه يبدي موظف تسويق ومبيعات (كي كارد) محمد عادل، تذمره من انقطاع خدمة الانترنت بالقول: «وجدنا خلال الاسابيع الماضية صعوبة في دفع رواتب الموظفين نتيجة لانقطاع الخدمة، ما تسبب في انخفاض انتاجية الكثير من الشركات المضطرة لتحمل اعباء دفع رواتب موظفيها  خلال ايام القطع، وبالتالي فان قطع الانترنت بدون دراسة مسبقة يؤدي الى تضرر مشاريع كثيرة كونها تعتمد على الشبكة». 

وفي تصريحات سابقة، اكد الناطق الرسمي باسم وزارة الاتصالات حازم محمد علي، «اصلاح جميع القطوعات التي ادت الى ضعف الخدمة في الاونة الاخيرة لتوفير خدمة ذات جودة عالية ومستقرة ومؤمنة وثابتة وغير متذبذبة، واضافة سعات جديدة الى الشبكة».
 
واردف أن الوزارة «ستعمل على تحسين ورفع مستوى الخدمة بما يلبي متطلبات واحتياجات المشتركين من خلال مشروع بوابات النفاذ الدولية للانترنت ( Gate way ) التابع لها"، مفصحا عن ان "ربط جميع سعات الانترنت بمشروع بوابات النفاذ، سيؤدي إلى الإسراع بتحديد العارض ومعالجة اي خلل فني يطرأ بشكل مفاجئ، إضافة إلى تعزيز الجانب الأمني عن طريق مراقبة السعات الداخلة للعراق"، مؤكدا ان "استمرار القطوعات المتكررة في الكابل البحري (GBI) كان أحد الاسباب التي أثرت في سرعة ومستوى 
الانترنت".

© Al Sabaah 2018