مؤخراً، أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نشرته عن بيانات القوى العاملة في مصر خلال الربع الرابع من 2020، وهي، بطبيعة الحال، السنة الحافلة بأحداث وتذبذبات جديرة بالتحليل والدراسة. فما أهم ما جاء حول أرقام البطالة خلال هذه الفترة وما يمكن أن نفهمه منها؟ نلقي الضوء هنا باختصار على أهم النقاط: 

  • أظهر الربع الرابع (أكتوبر – ديسمبر 2020) استمرار حالة التعافي الهادئ في أراقم القوى العاملة، حيث انخفض معدل البطالة بشكل طفيف من 7.3% في الربع الثالث من العام إلى 7.2% في الربع الرابع. ودعونا نتذكر هنا  أن العودة لمستويات الـ7% جاءت بعد ارتفاع قوي خلال الربع الثاني من العام والذي شهد ذروة آثار جائحة كورونا في سوق العمل، حيث بلغ معدل البطالة 9.6% خلال أبريل – يونيو 2020. 
  • وهنا، يجب أن نوضح أن معدل البطالة وحده قد يكون مؤشر خادع في بعض الأحيان، فمن المهم أن نقرأه مع رقم آخر وهو قوة العمل. وقوة العمل هي عدد المشتغلين بالإضافة إلى الباحثين عن عمل. وأحياناً قد يصاحب انخفاض معدل البطالة انخفاض في قوة العمل نفسها، أي قد يكون انخفاض البطالة سببه عزوف بعض الباحثين عن عمل عن الاستمرار في البحث، أو يأسهم من الأمر، وحينها لا يعبر انخفاض البطالة عن تحسن حقيقي مرتبط بتحسن ظروف التشغيل وتزايد فرص العمل. 
  • إلا أنه خلال الربع الرابع من العام الماضي، صاحب التحسن النسبي في معدل البطالة زيادة في قوة العمل، من 28 مليون شخص إلى حوالي 30 مليون شخص ما بين مشتغل أو يبحث عن عمل، وبالتالي فانخفاض نسبة البطالة تعني هنا أن أشخاص أكثر وجدوا طريقهم لفرص عمل، وهو أمر صحي. 
  • تشير البيانات كذلك إلى عودة الإناث لسوق العمل، حيث زادت قوة العمل من الإناث إلى 5.4 مليون تقريباً، ما بين مشتغلة وباحثة عن عمل، بعد أن كانت قوة العمل من الإناث قد تلقت ضربة قاسة من كورونا في الربع الثاني وتراجعت إلى 3.9 مليون فقط، مع عزوف العديد من الإناث عن العمل أو البحث عنه خاصة مع غياب دور رعاية الأطفال والحضانات والذي استلزم تواجد لوقت أطول من ربات البيوت مع صغارهن. 
  • أما عن القطاعات الاقتصادية، فيمكن أن نقول أن قطاع تجارة الجملة والتجزئة نجح في تعويض ما فقده خلال الجائحة، حيث فقد حوالي 624 ألف مشتغل خلال الربع الثاني، بينما اجتذب حوالي 477 ألف مشتغل في الربع الثالث و634 ألف مشتغل خلال الربع الرابع، كما اجتذب نشاط الزراعة والصيد 382 ألف مشتغل، واجتذب نشاط التشييد والبناء 382 ألف مشتغل خلال نفس الفترة. 
  • وبشكل عام، تشير البيانات إلى عودة الحياة إلى "شبه طبيعتها"، حيث يعتاد الناس والمشاركون في النشاط الاقتصادي التعايش مع فيروس كورونا، والرغبة في استمرار أنشطتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان، وهو ما يدفعنا للظن أنه برغم وجود موجة أخرى للجائحة إلا أن ذروة أثر الجائحة على معدل البطالة كانت في الربع الثاني من العام.  

(إعداد: إسراء أحمد، المحللة الاقتصادية بزاوية عربي، وعملت إسراء سابقا كاقتصادي أول بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية - مصر، وكذلك شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، بالإضافة لعملها كباحث اقتصادي في عدة وزارات مصرية)

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام