تم تأجيل اجتماع مجموعة "أوبك +" يوم الاثنين بدون تحديد موعد جديد له، مع استمرار الخلافات بين الإمارات وباقي الدول الأعضاء كما هي في الوقت الحالي، الأمر الذي سيتطلب وقتا ومجهودا لإنهائه، وفقا لمحللين.

وكان اجتماع مجموعة "أوبك +" السابق يوم الجمعة قد فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة إنتاج النفط، والذي كان من المقرر أن يسفر عن قرار بإضافة 400 ألف برميل يوميا، اعتبارا من أغسطس وحتى نهاية العام الجاري، وتمديد اتفاق التحالف إلى نهاية 2022 بدلا من أبريل المقبل.

وارتفع سعر خام برنت لما فوق مستوى ال 77 دولار للبرميل بعد الاجتماع إلا أنه انخفض يوم الاربعاء لمستوى 75 دولار بحسب بيانات ريفينيتف.

وقالت وزارة الطاقة الإماراتية إن الإمارات تدعم زيادة إنتاج المجموعة من أول أغسطس وحتى نهاية الاتفاقية الحالية في أبريل 2022، "لأن السوق العالمية في حاجة ماسة لزيادة الإنتاج". إلا أنها ترفض ربط زيادة الإنتاج بتمديد الاتفاقية الحالية، وهو الشرط الذي تؤيده وتصر عليه باقي دول منظمة أوبك وحلفاؤها، وعلى رأسهم السعودية.  

وتضغط الإمارات من أجل تعديل نقطة الأساس المتعلقة بالإنتاج، والمستخدمة لحساب حصتها، حيث تقول إنها غير عادلة وتعطل جزءا كبيرا من قدراتها الإنتاجية. وكانت نقطة الأساس التي احتسبت قيمة الخفض منها بالنسبة للإمارات 3.1 مليون برميل يوميا، وهو ما تراه الإمارات غير عادل، إذ أن إنتاجها الفعلي يبلغ 3.8 مليون برميل يوميا، بحسب الإمارات، وهو الحد الذي تريده أن يكون نقطة الأساس في حساب حجم الخفض المطلوب منها.  

وكانت الإمارات قد قبلت هذا الحد في أبريل 2020، إلا أنها لا ترغب في أن يبقى الوضع على ما هو عليه لفترة أطول، حيث أنها أنفقت بكثافة لتوسيع طاقتها الإنتاجية، وجذبت شركات أجنبية.

توقعات الخبراء    

يتوقع روبرت مكنالي رئيس رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة ومقرها واشنطن أن مجموعة "أوبك +" سيتعين عليها التفكير في مرحلة ما في طلب الإمارات رفع نقطة الأساس وتلبيته.

وقال في رسالة عبر تطبيق الواتساب لموقع زاوية عربي "تصر الإمارات على طلبها في (الحصول على) نقطة أساس أعلى حتى تعكس زيادة قدرتها على الإنتاج، ولكن الاستجابة إلى طلب الإمارات قد يطلق مفاوضات أوسع حول نقاط الأساس وحتى الحصص (لدول أعضاء أخرى)".

وأضاف: "ستكون هذه المفاوضات خادعة، ونجاحها سيتطلب نية حسنة ودبلوماسية ماهرة".  

ويتوقع مكنالي أن فور إنهاء الخلاف حول نقطة الأساس، سيتفق الدول أعضاء المجموعة على تمديد تعاونهم حتى نهاية 2022 على الأقل.

وأضاف أن استمرار التعاون سيكون ضروريا لتجنب وجود فائض في الإنتاج وهبوط في أسعار النفط في العام القادم.

وصعدت أسعار النفط العالمية يوم الثلاثاء لأعلى مستوياتها منذ عام 2014 على خلفية تأجيل اجتماع "أوبك+" إلى أجل غير مسمى، بعد فشل المجموعة في التوصل لاتفاق.

وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة  0.2% لتصل ل77.32 دولار أمريكي للبرميل، و هو أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2018.

وزادت عقود خام غرب تكساس الأمريكي، والتي كانت انهارت في أبريل 2020 لتصل إلي  نحو سالب 40 دولار أمريكي بسبب الجائحة، مسجلة 76.98 دولار للبرميل، وهو أعلى سعر منذ نوفمبر 2014.

من ناحيته، يتوقع جيوفاني ستانوفو محلل النفط لدى شركة يو.بي.إس التي توفر خدمات مالية لأكثر من 50 دولة ومقراتها الرئيسية في مدينتي زيورخ وبازل السويسريتين أن توافق مجموعة "أوبك +" على الزيادة المقترحة بإضافة 400 ألف برميل يوميا اعتبارا من أغسطس وحتى نهاية العام.

وأضاف عبر الإيميل لموقع زاوية عربي أنه يتوقع أن التحالف "سيناقش مرة أخرى قرار تمديد الاتفاق (إلى نهاية 2022) في مرحلة لاحقة". 

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز)  

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام