المصدر: رويترز

 

أسقطت إيران اليوم الخميس طائرة عسكرية أمريكية مسيرة قالت إنها كانت في مهمة تجسس فوق أراضيها، لكن واشنطن قالت إن الطائرة استُهدفت في مجال جوي دولي في هجوم "لم يسبقه استفزاز".

أثارت الواقعة مخاوف من اندلاع صراع أوسع بالشرق الأوسط بينما يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حملة لعزل طهران بسبب برنامجها النووي وبرنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية ودورها في حروب بالمنطقة.

والواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها منطقة الخليج، التي تعد شريانا مهما لإمدادات النفط العالمية، منذ منتصف مايو أيار بما في ذلك هجمات بمتفجرات استهدفت ست ناقلات نفط بينما تنزلق طهران وواشنطن نحو المواجهة.

وتنفي إيران الضلوع في أي من الهجمات، لكن قلقا عالميا من مخاطر تفجر حرب أوسع بالشرق الأوسط تؤدي لتعطيل صادرات النفط أدى لقفزة في أسعار الخام، التي ارتفعت ما يزيد عن ثلاثة دولارات إلى أكثر من 63 دولارا للبرميل اليوم الخميس.

وتفاقمت التوترات مع انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين قوى عالمية وإيران. وازداد الأمر سوءا عندما فرضت واشنطن عقوبات جديدة لخنق تجارة النفط المهمة لطهران، والتي ردت في وقت سابق من الأسبوع بالتهديد بتجاوز الحدود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق.

وفي تصعيد جديد للموقف، قالت واشنطن يوم الاثنين إنها ستنشر نحو ألف جندي إضافي وصواريخ باتريوت وطائرات استطلاع تقليدية وأخرى مسيرة في الشرق الأوسط، ليضاف ذلك إلى زيادة سابقة في القوات قوامها 1500 جندي والتي تم الإعلان عنها بعد الهجمات على ناقلات في مايو أيار.

وقال موقع سباه نيوز الإلكتروني، الذراع الإعلامية للحرس الثوري الإيراني، إن طائرة "تجسس" أمريكية مسيرة أُسقطت في إقليم هرمزجان المطل على الخليج بجنوب البلاد.

وقالت وكالة أنباء فارس إن الحرس الثوري استخدم منظومة (3 خرداد) الصاروخية الإيرانية، والتي كشفت طهران عنها قبل خمس سنوات، لتدمير الطائرة المسيرة.

وذكر مسؤول أمريكي أن الطائرة المسيرة من طراز إم.كيو-4سي ترايتون وتتبع البحرية الأمريكية وإنها أُسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز الذي يمر فيه نحو ثلث النفط المنقول بحرا ليخرج من الخليج.

وقال بيل أوربان الكابتن في البحرية الأمريكية إن الرواية الإيرانية التي تفيد بأن الطائرة كانت تحلق فوق إيران زائفة.

وأضاف "كان هذا هجوما لم يسبقه استفزاز على طائرة مراقبة أمريكية في المجال الجوي الدولي".

وذكر أن الطائرة أُسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز الساعة 11:35 مساء تقريبا بتوقيت جرينتش، أي في ساعات الصباح الباكر بتوقيت منطقة الخليج.

ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل لموقع الطائرة المسيرة عند إسقاطها.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن بيان للحرس الثوري أن أجهزة التتبع وتحديد هوية الطائرة كانت قد أغلقت "في انتهاك لقواعد الطيران وكانت تتحرك في سرية تامة" عندما تم إسقاطها.

وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية ما وصفته بانتهاك الطائرة المسيرة للمجال الجوي الإيراني، وحذرت من عواقب مثل هذه التحركات "غير القانونية والاستفزازية".

 

* إيران تقول إنها "رسالة واضحة" لواشنطن

حذر حسين سلامي قائد الحرس الثوري من أي اعتداء على إيران قائلا إن إسقاط الطائرة المسيرة حمل "رسالة واضحة" لواشنطن.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله "مجالنا الجوي هو خطنا الأحمر. إيران ردت وستواصل الرد دوما بقوة على أي دولة تنتهك مجالنا الجوي".

وتقول شركة نورثروب جرومان المصنعة للطائرة إم.كيو-4سي ترايتون على موقعها الإلكتروني إن الطائرة ترايتون قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة في الرحلة الواحدة على ارتفاع يزيد على 16 كيلومترا ويبلغ مداها 8200 ميل بحري.

ولم يُعرف على الفور ما إذا كانت الطائرة ترايتون مسلحة مثل الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الأمريكي للقضاء على مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن.

وسعت إدارة ترامب أمس الأربعاء لحشد الدعم العالمي للضغوط التي تمارسها على إيران وذلك بعرض شظايا لغم لاصق قالت إنها كانت بناقلة نفط تعرضت لأضرار في هجمات يوم 13 يونيو حزيران، وقالت إنها تبدو إيرانية الأصل.

ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن هناك حاجة لمزيد من الأدلة لتحديد المسؤول عن الهجمات على الناقلات.

 

* العقوبات الأمريكية

ألحقت العقوبات الأمريكية، التي تستهدف تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر واقصاء طهران عن النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار، أضرارا جسيمة باقتصاد إيران.

وأرسل الرئيس الأمريكي قوات وحاملات طائرات وقاذفات قنابل من طراز بي-52 إلى الشرق الأوسط خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت إيران الأسبوع الماضي إنها مسؤولة عن أمن مضيق هرمز وطالبت القوات الأمريكية بمغادرة الخليج.

وقالت طهران أيضا إنها ستعلق الالتزام بالقيود التي يفرضها الاتفاق النووي على تخصيب اليورانيوم، بهدف سد أي سبيل أمامها لامتلاك أسلحة نووية، وهددت بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز.

ووصف القادة الإيرانيون اتهامات الولايات المتحدة وحليفتها السعودية لطهران بالمسؤولية عن الهجمات على الناقلات بأنها "دق لطبول الحرب".

لكن ترامب والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قالا إنهما لا يرغبان في اشعال حرب.

 

* حروب بالوكالة

أثار التوتر المتزايد بين طهران وواشنطن مخاوف من تصاعد الصراعات وإراقة الدماء في دول تخوض فيها إيران وخصومها في المنطقة حروبا بالوكالة منذ وقت طويل من أجل النفوذ في الشرق الأوسط.

ويقول ترامب إن الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما لم يفعل ما يكفي لوقف تدخلات إيران في شؤون دول أخرى بالشرق الأوسط أو كبح برنامجها للصواريخ الباليستية.

وتقول طهران إن تطوير الصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة لأغراض دفاعية.

وقالت طهران يوم الاثنين إنها ستتجاوز الحدود القصوى لتخصيب اليورانيوم خلال عشرة أيام، لكنها ذكرت أنه ما زال هناك وقت أمام الموقعين الأوروبيين لإنقاذ الاتفاق النووي.

وتتهم السعودية أيضا إيران بإمداد حركة الحوثي في اليمن بصواريخ وطائرات مسيرة استخدمت في هجمات على محطتين سعوديتين لضخ النفط في مايو أيار وعلى مطار مدني سعودي في وقت سابق من الشهر.

واليوم الخميس، قال التحالف الذي تقوده السعودية ويحارب الحوثيين في اليمن إن مقذوفا سقط قرب محطة تحلية في محافظة جازان السعودية، وذلك بعدما قالت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين إن الجماعة أطلقت صاروخا على محطة كهرباء هناك.