14 05 2016

 كشف مؤتمر كلية الصيدلة جامعة مصر الدولية الذى انعقد مؤخرا، النقاب عن نتائج أحد الأبحاث المثيرة التى أجراها فريق من الخريجين والطلبة بالكلية حول قش الأرز، حيث تبين للباحثين أن قش الأرز قد يستخدم كدواء لمكافحة الأورام السرطانية بدلا من حرقه وتلويث البيئة، وهو ما يجعله يحمل بعدا قوميا واقتصاديا مهما، ويجعل القش عاملا مهما فى مقاومة الأمراض بدلا من التسبب فيها.
 
وبيّن الدكتور خالد مصيلحى، رئيس قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، فى تصريحات خاصة لـ"ليوم السابع" المزيد من التفاصيل حول نتائج هذا البحث، مشيرا إلى أن حرق مخلفات قش الأرز يتسبب فى سحابة سوداء خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام، ويرفع خطر الإصابة بحساسية الصدر وضيق الشعب الهوائية وصعوبة التنفس والتهابات الجيوب الأنفية وزيادة أعداد الأمراض التنفسية بين الأطفال بشكل عام، هذا بخلاف التأثيرات التراكمة المدمرة على المدى البعيد مثل السرطان.

وقال "مصيلحى": "إن الحلول المتوفرة لإستغلال قش الأرز مثل الكبس والتخزين غير عملية، بخلاف التكلفة العالية على الدولة والمزارعين، وهو ما حفز الباحثين على تطبيق فكرة استغلال هذه المخلفات لعلاج للأمراض".

وتابع مصيلحى: "وفى إطار اهتمام الدولة بوضع حلول للتخلص من المخلفات بطريقة صحية سليمة أو إعادة تدويرها للاستفادة منها وتحويلها لمصدر ذى بعد قومى واقتصادى، قام الفريق البحثى بعمل مسح بيولوجى لدراسة التـأثيرات الطبية لبعض مخلفات الغذاء التى تحرق بالأطنان كل عام فى مصر، مثل قش الأرز".

وأوضح أستاذ العقاقير أن الدراسة خلصت إلى أن قش الأرز يتمتع بتأثيرات طبية رائعة غير متوقعة، فقد أثبتت الدراسة أن خلاصة قش الأرز لها تأثير قوى مضاد للأكسدة يضاهى قوة فيتامين "هـ" Vitamin E ، المعروف بخواصه القوية المضادة للأكسدة، وهو ما يبشر باستخدامه كمصدر علاجى لحماية الخلايا من التلف وسرعة تجديدها، ومحاربة السموم المتراكمة فى الجسم والجزيئات الحرة الناجمة من التلوث الغذائى والجوى.
 
كما أثبتت الدراسة أيضا فاعلية خلاصة قش الأرز (بعد تنقيتها وتجزئتها) فى تعطيل نمو بعض الخلايا السرطانية المفصولة من الكبد والبروستاتا والثدى، وذلك طبقا للمعايير التى وضعها المعهد الأمريكى للأورام National Cancer Institute, U.S.A)) ، حيث يعتبر المعهد أن خلاصة النباتات الطبية واعدة وتستحق المزيد من الدراسة إذا استطاعت إيقاف نمو الخلايا السرطانيه المفصولة فى تركيزات أقل من IC50 30μg/ml ، وهو ما حدث بالفعل مع خلاصة قش الأرز حيث استطاع إيقاف نمو الخلايا السرطانية السابق ذكرها بتركيزات أقل من المذكورة. ولفت فى الوقت نفسه إلى أن الباحثين فصلوا خلايا سرطانية بالرئة، ولكنها قاومت خلاصة قش الأرز ولم يستطع إيقاف نموها سوى خلاصة ردة الأرز.
 
ويعكف حاليا فريق بحثى بالاشتراك مع الدكتور خالد مصيلحى على دراسة طبيعة المواد الفعالة التى لها طبيعة فينولية فى قش الأرز، لتحديد المواد الفعالة المسئولة عن التأثيرات الطبية السابقة.
 
وينوى الباحثون حال استكمال الدراسات الكيميائية اللازمة البدء فورا فى الدراسات الإكلينيكية اللازمة على أربعة مراحل، لضمان أمان المواد الفعالة وتحديد الجرعات العلاجية والجرعات السامة لخلاصات قش الأرز.

جدير بالذكر أن هذه الأبحاث نشرت مؤخراً فى مؤتمر دولى بمدينة دبى الإماراتية وفازت بجوائز وأثارت إعجاب اللجنة العلمية، نظرا لقيمتها ودورها المتوقع فى تحويل مخلفات تكلف الدولة أموالا طائلة إلى مصدر قومى وعلمى يعالج الأمراض، بدلا من رفع معدلات الإصابة بها.

© Al-Youm Al-Sabea 2016