تتصاعد التوترات في كازاخستان، مع اندلاع الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، على خلفية احتجاجات بدأت منذ عدة أيام.

الاحتجاجات بدأت بعدما قررت الحكومة رفع أسعار الغاز ما أثار غضب مواطنين، وانطلقوا في احتجاجات شعبية تطورت سريعا لمحاولات هجوم على بعض مباني الدولة.

وفي محاولة لاحتواء الغضب، استقال رئيس الوزراء عسكر مامين، وتم تعيين عليخان اسماعيلوف - نائب رئيس الوزراء - رئيس جديد للوزراء بالإنابة.

كما أعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، إنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات تضمنت خفض سعر الغاز  ووقف زيادة تعريفات المرافق السكنية والنظر في إعانات للإيجار.

وتولى توكاييف، 68 عام،  بنفسه رئاسة مجلس أمن البلاد بدلا من نور سلطان نزارباييف، الذي يعتقد انه سبب رئيسي أيضا في الاحتجاجات. ونزارباييف، هو الرئيس السابق لكازاخستان، وقاد البلاد  لمدة 30 عام منذ  1990 وأعيد انتخابه رئيس للبلاد عام 1991 بعد  إنتهاء الاتحاد السوفيتي حتى عام 2019، وظل شخصية مؤثرة ومثيرة للجدل خلف الكواليس وفي مجلس أمن البلاد منذ ذلك الحين.

ولم يظهر نزارباييف منذ بدأ الاحتجاجات.

انقطاع الإنترنت وفرض طوارئ

تؤكد بيانات NetBlocks  المتخصصة في رصد شبكة الإنترنت، انقطاع كبير في خدمة الإنترنت في كازاخستان اعتبارًا من مساء يوم الثلاثاء 4 يناير 2022، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات على مستوى الدولة بعد ظهر يوم الأربعاء.

وقد  أعلن الرئيس الكازاخستاني الأربعاء حالة الطوارئ حتى 19 يناير وحظر للتجول، وتعليق حركة الطيران، وتعليق عمل البنوك والبورصة بشكل مؤقت.

وتسببت الاشتباكات في قتل العشرات من المتظاهرين  وأكثر من 10 من قوات الشرطة بالإضافة لنحو ألف جريح.

تدخل روسيا

طالب الرئيس الكازاخستاني، روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، بإرسال قوات حفظ سلام بقيادة روسيا وهو ما حدث بعدها بوقت قليل وانتشرت القوات في الشوارع الكازاخستانية.

ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، تضم روسيا وبيلاروسيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وأرمينيا و كازاخستان وهي من الدول الموقعة على اتفاق أمني يعود إلى التسعينيات بين جمهوريات من الاتحاد السوفيتي السابق. وأنشئت عام 2002 بعد دخول تحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.  وتعرف المنظمة ب"ناتو مصغر".

استعادة النظام

وقال توكاييف في بيان الجمعة إن البلاد استعادت أغلب نظامها الدستوري بعد موجة الاضطرابات التي اجتاحتها الأيام الماضية.

وأضاف لاحقا في كلمة متلفزة  إنه أمر أفراد الأمن بفتح النار دون سابق إنذار إذ وقعت اضطرابات أخرى مضيفا أنه سيتم "سحق" من يرفضون تسليم أنفسهم و أن قوات حفظ السلام التي أرسلتها روسيا  ودول أخرى وصلت بناء على طلب كازاخستان وستبقى في البلاد مؤقتا لضمان الأمن.

ماذا نعرف عن كازاخستان؟

هي تاسع أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها نحو 19 مليون نسمة، وهي دولة غنية بالنفط وعضو بالأوبك + وتجتذب الاستثمار الأجنبي ولديها اقتصاد قوي، لكن نظام الحكم يواجه اتهامات بالاستبداد.

تقع بين روسيا والصين وتتشارك الحدود مع دول من الاتحاد السوفيتي السابق.

والرئيس قاسم جومارت توكاييف هو ثاني شخص يقود كازاخستان منذ إعلان استقلالها في عام 1991. وتولى الحكم في 2019.

هي أيضا ثاني أكبر دولة من حيث عمليات تعدين البيتكوين بعد أمريكا.

 وقد انخفضت البيتكوين  الجمعة بأكثر من 5%  لتبلغ أدنى مستوى لها منذ  سبتمبر إلى أقل من 41 ألف دولار  ويرجع هذا بشكل كبير إلى انقطاع  الإنترنت في كازاخستان.

 

(المصدر: تقارير إعلامية)

(إعداد: شيماء حفظي، صحفية متخصصة في الشأن الاقتصادي، وتركز بشكل أساسي على القصص التحليلية، وهي محررة في موقع مصراوي المصري) 

(تحرير:ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@lseg.com)

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا

#أخبارسياسية

© ZAWYA 2022

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام