نجاح الفنان لا يتوقف عند حد موهبته، بل يمتد إلي عوامل أخرى مثل أي سلعة إستهلاكية تحتاج إلى عمليات تصنيع وترويج لاكتساب ثقة المستهلكين قبل إتاحتها في السوق.

وفي المجال الفني يتوقف انتشار الفنان علي سلوكياته واختياراته فمن الممكن أن يدمر فنان نفسه باختيارات غير جيدة أو بعنصر في العمل كتعاونه مع شركة إنتاج لا توفر أمامه فرصة الإنتاج المتميز. 

سلوكيات الفنان من أهم عناصر النجاح، لذلك يحرص النجم على حساب خطوات حياته بالورقة والقلم.

السوشيال ميديا والمال

الجمهور لا يقبل أن يرى نجمه المفضل انسان عادي، فما بالك إن رأه غير جيد في شيء سواء كان نتيجة  قرار شخصي أو مهني.

كثير من النجوم تأثر مشوارهم الفني بسلوكياتهم الشخصية. وهو ما حدث مؤخرا مع المطرب أحمد سعد الذي كان حديث الناس على وسائل التواصل الاجتماعي عقب تعليق طويل نشرته زوجته الرابعة علياء بسيوني على حساباتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي وأعلنت خلاله انفصالهما.

وتعاطف معها عدد كبير من الناس لإقتناعهم إنها شكلت علامة فارقة في مشواره وأنها ساهمت في زيادة شعبيته خلال السنوات الأخيرة. حيث أصبح أجره هو الأعلى بين أبناء جيله. وانتقلت أخباره التي كانت توجد بشكل أكبر على صفحات الحوادث نتيجة القضايا المتبادلة بينه وبين طليقته السابقة الفنانة سمية الخشاب إلى تواجد أقوى في صفحات الفن.

ولكن الأمر لم يقف عند التعاطف.

يبدو إن تعليق علياء بسيوني ساهم - على حد علمي - في تراجع عدد من منظمي الحفلات عن تنظيم حفلات لسعد لتخوفهم من تأثر الحضور الجماهيري بأخبار إنفصاله والتي أصبحت حديث السوشيال ميديا وبرامج التوك شو في مصر. 

وسعد ليس المثال الوحيد لتأثير قرارات النجم على فنه.

هنيدي ونزيف التراجع في الإيرادات

في العامين الأخيرين قرر نجم الكوميديا محمد هنيدي تأسيس شركته الإنتاجية حتي يتيح لنفسه فرص اختيار الأعمال التي يفضل تقديمها وتسهم في استمراره في المنافسة كواحد من نجوم الشباك.

وفيلما "نبيل الجميل أخصائي تجميل" الذي عرض العام الماضي  و"مرعي البريمو" الذي يعرض حاليا كانا هما أول بوادر شركة هنيدي الإنتاجية.

ولغياب الخبرة أعتمد هنيدي في العملين على فكرة النجم الأوحد بينما الباقي - بما في ذلك فكرة العمل وتنفيذه - مجرد عوامل مساعدة.

والنتيجة لم يحقق الفيلمان الإيرادات المرجوة داخل مصر.

ففيلم "نبيل الجميل إخصائي تجميل" لم تتجاوز إيراداته حاجز الـ 35 مليون جنيه أو ما يعادل حاليا 1.1 مليون دولار. بينما حقق "مرعي البريمو" مع نهاية أسبوع عرضه الخامس يوم الخميس الماضي إيرادات بنحو 16 مليون جنيه أو ما يوازي 518 ألف دولار .

 وفي إيرادات يوم الأربعاء في مصر لم يحقق الفيلم سوي 47,138 جنيه أو ما يوازي 1,525 دولار. أما يوم الخميس والذي عادة ما يزيد الإقبال على السينما فيه لأنه اليوم السابق لعطلة نهاية الأسبوع بمصر، حق الفيلم 64,242 وهو رقم ضعيف على نجم مثل هنيدي.

فعلى سبيل المثال فيلم "وش في وش" الاجتماعي بطولة أمينة خليل ومحمد ممدوح والذي يلقى رواج حاليا بين الجمهور العربي حقق بمصر 814,011 جنيه يوم الخميس فقط.

ولهذا يبدو أن المطرب أحمد سعد كان معه حق حين غنى "اختياراتي مدمرة حياتي" ولكن ليس لحياته فقط أو لأسباب شخصية بل لحياة نجوم الفن بشكل عام وبسبب قرارات فنية أيضا.

(إعداد: أحمد النجار، عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما )  

(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)