رد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني انفانتينو بقوة يوم السبت على سيل الانتقادات التي طالت مؤخرا الفيفا وقطر على خلفية مسائل تتعلق أبرزها بحقوق العمال والأقليات.

وقال انفانتينو في مؤتمر صحفي يسبق انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022 والتي تبدأ بلقاء أصحاب الأرض مع الإكوادور مساء الأحد "فضلت الصمت في الشهور الأخيرة لكنني قررت اليوم الرد. اليوم أشعر أنني قطري وعربي وافريقي. اليوم أشعر أنني مثلي ومن ذوي الاحتياجات الخاصة. اليوم أشعر أنني عامل مهاجر،" في إشارة للمسائل التي أثارت جدل في السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ أن فازت قطر بتنظيم كأس العالم في ديسمبر 2010.

وأشاد انفانتينو بجهود قطر التي تمثلت بتوفير فرص العمل لمئات الآلاف من العمال وأسرهم في الوقت الذي لا يعاملون فيه بالمثل في أوروبا ووصف الانتقادات التي وُجهت للإمارة الخليجية بأنها أتت من أشخاص "ذوي معايير مزدوجة" وبنوع من أنواع "النفاق".

"منذ عام 2014 توفي أكثر من 25 ألف مهاجر لأوروبا لأسباب مختلفة من دون أي تعويضات... التغيير في أوروبا احتاج لمئات السنوات بينما يطلب الأوروبيون أن يحدث ذلك في سنوات قليلة في العالم العربي".

الفيفا ينظم كأس عالم وليس حرب، بحسب انفانتينو وستفتح البطولة أعين الغرب على الوطن العربي ومقدار التقدم والتسامح الذي يتمتع به.

وعلى الرغم من الانتقادات، توقع رئيس الفيفا ان تحقق البطولة أرباح تجارية للفيفا تزيد عن مونديال روسيا 2018 بقيمة 600 مليون يورو بفعل المنافع من إقامة البطولة في مدة زمنية أقصر وبمدينة واحدة وطالب بضرورة التركيز على كرة القدم واللاعبين والاحتفال بالبطولة.

اعتذار واجب

في سياق رده على المنتقدين في أوروبا، قال انفانتينو إن على القارة الأوروبية الاعتذار لمدة 3 آلاف عام عما قامت به قبل أن تمنح دروس في الأخلاق لبقية العالم. وأضاف أنه ناقش أوضاع العمال مع السلطات القطرية ومع العمال أنفسهم، على عكس المنتقدين الذين لم يروا شيئا بأعينهم.

ولمساعدة العمال، قال انفانتينو إن الفيفا اتفق مع منظمة العمل الدولية على فتح مكتب دائم في قطر مع وضع إطار قانوني لتعويض المتضررين منهم، ودعا للتبرع بصندوق إرث جديد لكأس العالم يخصص جزء منه لمساعدة العمال ودعم التعليم في الدول النامية. 

أهلا بالجميع

وتطرق انفانتينو في مؤتمره الصحفي إلى القضايا التي كانت موضع جدل. فلفت مثلا إلى قضية معاملة المثليين في قطر وقال إنه يضمن سلامة الجميع والكل مرحب به بدعم من أكبر السلطات القطرية.

كما سيحضر أكثر من 11 ألف مشجع من تل أبيب على رحلات تضم فلسطينيين وإسرائيليين معاً للدوحة في تطور عملت الفيفا من أجله وتسعد به، وفقا لـ انفنتينو.

وحول أزمة منع بيع البيرة الكحولية، أكد انفانتينو أن شركة بدوايزر تفهمت الأمر وأنه يتعلق بسلامة الجماهير فسيتمكن المشجعين من شراء المشروبات الكحولية في عشرة مناطق مختلفة وأن المنع يتعلق فقط بالساعات الثلاث الخاصة بالمباريات مثلما هو الحال في عدد من الدول الأوروبية.

وفي رد على سؤال حول تصريح رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر أنه كان من الخطأ اسناد تنظيم كأس العالم لقطر قال انفانتينو إنه لم يكن رئيس للفيفا وقتها لذا لن يعلق لكنه أكد أن معايير تنظيم البطولات المستقبلية ستختلف وستتضمن بنود خاصة بحقوق الأقليات.

وأكد انفانتينو أنه واثق من فوزه بفترة جديدة على رأس الفيفا واعتبر إقامة كأس العالم بمشاركة 48 فريق بدءا من نسخة 2026 قرار جيد يمنح الفرصة للمزيد من الدول والجماهير بالمشاركة في الحدث الأكبر في العالم.

(إعداد: عادل كُريّم، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا