الشارقة، الإمارات العربية المتحدة: انطلقت اليوم النسخة الثانية عشر لمنتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر، تحت شعار "اتجاهات جديدةٌ في عالم السياحة"، والذي يقام بتنظيم من هيئة الإنماء التجاري والسياحي وبشراكة استراتيجية مع هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وذلك في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.
حضر حفل الافتتاح، سعادة الشيخ محمد بن سعود بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية بالشارقة، إلى جانب عدد من الشخصيات الهامة ومسؤولين وممثلين من الجهات الحكومية والخاصة في القطاع السياحي ووسائل الإعلام المختلفة، واستهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبعه عرض مصور تناول أهداف المنتدى محاور الجلسات الرئيسية، وألقى بعدها سعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي كلمته الافتتاحية مرحباً بضيوف المنتدى والحضور كافة، وتضمن الحضور والمشاركين عدداً من الخبراء العالميين وقادة القطاع المبدعين وصناع القرار والسياسات، لمناقشة واستعراض أبرز التوجهات المستقبلية في السياحة العالمية وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين تجربة السياح وتعزيز الاستدامة في القطاع.
صرّح المدفع في كلمته، أن قطاع السياحة والسفر يُعد من أبرز القطاعات الاقتصادية وأكثرها تأثيراً على المستوى العالمي، فوفقاً لتقرير مؤشرات مقياس السياحة العالمية الصادر من منظمة الأمم المتحدة للسياحة، شهدت السياحة العالمية ارتفاعاً بنسبة 5% في النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024 رغم التحديات، وبلغ عدد السياح الدوليين الوافدين نحو 690 مليون سائح بين يناير ويونيو 2025، بزيادة 33 مليون سائح عن العام السابق،
وأكد المدفع أن إمارة الشارقة تواصل تعزيز التحول الرقمي والابتكار المستدام في قطاع السياحة، وذلك بفضل القيادة الرشيدة التي أولت اهتماماً كبيراً بتطوير البنية التحتية السياحية، وتبني الحلول الذكية ارتقت بتجربة الزوار ، وأبرزت التنوع الذي تتميز به الإمارة بين الثقافة والطبيعة والبيئة مما جعلها وجهة سياحية وثقافية وإنسانية متجددة تلهم الزائر بتجاربها الغنية وروحها الأصيلة.
وأشار المدفع إلى أن منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر يواصل دوره كمنصة حوارية تجمع نخبة من الخبراء والمتحدثين العالميين وصنّاع القرار، لمناقشة أحدث الاتجاهات في السياحة المستدامة والابتكار الرقمي، واستعراض التجارب الناجحة والتقنيات الحديثة التي تسهم في تطوير القطاع.
وشهدت فعاليات النسخة الثانية عشرة من منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر كلمة ضيف الشرف ممثل وزارة الاقتصاد والسياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ألقاها سعادة عبدالله آل صالح، وكيل الوزارة. حيث أشاد سعادته بدور هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة في دعم وتطوير القطاع السياحي للدولة، من خلال إطلاق مبادرات رائدة ومشاريع نوعية، ساهمت في تنويع المنتج السياحي وتعزيز جودته، مع تسليط الضوء على البيئة الثقافية والطبيعية الغنية التي تتميز بها الإمارة.
وأكد سعادته أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً متقدماً في تطوير قطاع سياحي مبتكر ومنافس، وهو ما تحقق بفضل دعم القيادة الرشيدة التي تبنّت نهجاً يسعى لمواكبة التوجهات الجديدة في الابتكار والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أن هذه الجهود أسهمت في تعزيز جودة التجربة السياحية والارتقاء بخدمات الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث جذب القطاع السياحي استثمارات بلغت 28.8 مليار درهم في 2023، وارتفعت إلى 32.2 مليار درهم في 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 35.2 مليار درهم بحلول عام 2025.
وأضاف أن القطاع شهد خلال عام 2025 نمواً ملحوظاً يعكس قوة وتكامل الأداء بين الجهات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص. فقد ارتفعت إيرادات المنشآت الفندقية إلى 26 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة نمو بلغت 6.3%، واستقبلت هذه المنشآت أكثر من 16 مليون نزيل، محققة زيادة قدرها 5.5%. كما ارتفع عدد ليالي الإشغال إلى 56 مليون ليلة، محققاً معدل نمو بلغ 7.3%.
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل السياحة
يركّز المنتدى في نسخته الحالية على الدور المحوري للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في إحداث تحول جذري في القطاع السياحي، مع التأكيد على أهمية تحقيق التوازن بين استخدام هذه التقنيات والحفاظ على الأصالة في الابتكار. ويحظى الحضور بفرصة الاطلاع على رؤى خبراء بارزين حول تأثير المنصات الرقمية على سلوك المستهلكين، وأهمية اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات في تعزيز تجربة الزوار والمسافرين.
كما تستعرض الجلسات دراسات حالة تسلط الضوء على كيفية تحسين خدمات الزوار من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويتم استعراض أهمية تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، وشركات التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وضمان تطبيق ممارسات سياحية مستدامة تواكب التطور المتسارع للقطاع.
الاستثمار في الابتكار السياحي
يركز المنتدى أيضاً على أهمية الاستثمار في الابتكار السياحي ودوره في دعم نمو الشركات الناشئة وتمكينها من التوسع في أسواق جديدة. يشارك نخبة من الخبراء ورواد الأعمال رؤاهم حول التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في قطاع السياحة، والفرص المتاحة لتعزيز الابتكار وتحقيق النجاح المستدام.
وتتناول الجلسات العوامل الأساسية التي تحتاجها الشركات الناشئة للتوسع، بما في ذلك تسهيل الوصول إلى التمويل، وبناء الشراكات الاستراتيجية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة. كما يتم تسليط الضوء على دور التعاون بين القطاعين العام والخاص في توفير بيئة داعمة للشركات الناشئة وريادة الأعمال، وتشجيع الابتكار الذي يعزز من تنافسية القطاع السياحي على المستويين المحلي والعالمي.
الاستدامة الحقيقية في قطاع السياحة
ويتضمن المنتدى كذلك مناقشة واستعراض مفهوم السفر المستدام، مع التركيز على التحديات المرتبطة بالتضليل البيئي و وسبل الحد منه للوصول إلى ممارسات سياحية أكثر مسؤولية. يشارك الخبراء والمتخصصون رؤاهم حول أهمية تعزيز الشفافية في القطاع السياحي، وضمان أن تكون المبادرات البيئية حقيقية وفعالة.
وتتناول المناقشات كيفية تحقيق التوازن بين تطوير القطاع السياحي والحفاظ على الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى استعراض أمثلة ناجحة لممارسات سياحية مستدامة. كما يتم التركيز على دور التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية في دعم الاستدامة البيئية، وتشجيع المبادرات التي تدعم استمرارية القطاع وازدهاره على المدى الطويل.
ورش عمل للخبراء في قطاع السياحة
إلى جانب الجلسات الحوارية، يقدم منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر ورش عمل متخصصة تهدف إلى استكشاف موضوعات حيوية تواكب التطورات العالمية في القطاع السياحي. وتركز إحدى ورش العمل على التحول الرقمي وإدارة السمعة الالكترونية في قطاع السياحة، حيث تناقش سبل توظيف التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والتطبيقات الذكية لتحسين تجربة الزوار وتعزيز الكفاءة التشغيلية للقطاع. كما ستتناول الورشة استراتيجيات دمج التحول الرقمي في العمليات السياحية لضمان تعزيز التنافسية في الأسواق العالمية.
وتناقش ورشة أخرى مستقبل السياحة العلاجية، وهو قطاع يشهد نمواً متسارعاً في المنطقة. وتتناول الورشة ديناميكيات السوق العالمي الفرص والتحديات التي تواجه هذا القطاع، مع تسليط الضوء على تجربة دولة الصين كنموذج ناجح في هذا المجال، والتركيز على سبل تطوير البنية التحتية والخدمات الصحية لجذب الزوار الباحثين عن العلاجات المتخصصة وتجارب الاستشفاء.
بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص ورشة عمل أخرى لمناقشة موضوعات قطاع الضيافة، وتشمل مناقشة استراتيجيات تحسين جودة الخدمات، وتعزيز تجربة الضيوف، وتطبيق معايير الاستدامة في إدارة الفنادق والمنتجعات. ستوفر هذه الورشة منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الخبراء والمتخصصين في مجال الضيافة.
حلقة شبابية وحوارات إعلامية تسلط الضوء على دور الشباب في إثراء القطاع السياحي
وتتضمن الفعاليات المصاحبة للمنتدى حلقة شبابية بعنوان "من الفكرة إلى الوجهة: ريادة الأعمال وصناعة الفرص في القطاع السياحي"، بمشاركة مسؤولين وأصحاب القرار في القطاع، مع مجموعة من أعضاء مجلس الشباب، لمناقشة واستعراض أبرز الفرص والتحديات في هذا القطاع الحيوي الذي يساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني.
إلى جانب جلسة إعلامية سياحية، تحت عنوان "الإعلام والسفر: كيف يوجّه الشباب البوصلة السياحية"، والتي تجمع نخبة من الإعلاميين الإماراتيين وصنّاع المحتوى الشباب المتخصصين في مجالات السفر والمغامرات والضيافة والإنتاج الإبداعي في المحتوى المرئي، وتتضمن الجلسة، حوار شبابيّ شيّق ومثري حول كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي وفن صناعة المحتوى في تشكيل الاتجاهات السياحية الجديدة وصناعة مستقبل السفر، إلى جانب استعراض تأثير الإعلام الشبابي في تعزيز ثقافة السفر المستدام ونشر الوعي حول أهمية السياحة المسؤولة في احترام ثقافات الدول وشعوبها.
ورش عمل مصاحبة للعاملين والمتخصصين في قطاع الضيافة والفندقة
وتتضمن الفعاليات المصاحبة أيضاً ورش عمل مخصصة للعاملين والمتخصصين في قطاع الضيافة والفندقة، حيث تسلط ورشة العمل "اهتم: الضيافة الشاملة" الضوء على كيفية تقديم تجارب استثنائية للزوار من مختلف الخلفيات والثقافات، من خلال خدمات مدروسة تلبي احتياجات الجميع بشمولية وابتكار، مما يُعزّز مكانة الوجهات السياحية ويضمن رضا الزوار، وورشة "اهتم: السياحة العلاجية الشاملة"، تستعرض أبرز الوجهات التي تجمع بين الاستشفاء الطبي والترفيه، حيث تُقدَّم خدمات علاجية متكاملة وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مع توفير بنية تحتية حديثة ومرافق تدعم الراحة النفسية والجسدية للزوار.
وتقدم ورشة "إطبخ" تجربة مميزة بتحضير أطباق إماراتيه مبتكرة من خلال طاه إماراتي يسلط من خلال هذه المبادرة الضوء على النكهات الغنية والمتنوعة للمطبخ الإماراتي. وسيحظى الضيوف بمشاهدة الفن والإبداع الذي يميز تراث الطهي الإماراتي.
المتحدثون الرئيسيون والضيوف المميزون
يستضيف المنتدى نخبة من المتحدثين والحضور المتميزين من بينهم وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة، سعادة عبدالله آل صالح، وسعادة خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة.
كما يشارك في المنتدى خبراء مرموقون في القطاع، مثل آرون جولدرينج، خبير اقتصادي أول في أكسفورد إكونوميكس، و مارك راينيكي – المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة سمارتفوكس، و بيوتر كورزيبا، رئيس قسم الشرق الأوسط في مركز التمويل والتكنولوجيا وريادة الأعمال (CFTE).
ويشارك في المعرض المُصاحب للمنتدى هذا العام، العديد من الجهات الحكومية والخاصة من إمارة الشارقة، ومنهم هيئة مطار الشارقة الدولي، وهيئة الشارقة للمتاحف، وساتا للسفريات، ونيست (أرادَ)، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وزرزورة للمغامرات، ومجلس سيدات أعمال الشارقة، وتكوين، وكوزمو ترافل. وتلقى دورة هذا العام من المنتدى، دعماً مميزاً وشراكاتٍ مثمرة، يأتي ذلك بالتعاون مع عدد من الرعاة البارزين في الإمارة، من ضمنهم العربية للطيران إلى جانب روّاد ودائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة كجهات راعية ذهبية، بالإضافة إلى مجموعة الشارقة كراعٍ داعم.
وقد تم تسليم جوائز منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر في فئاتها الثلاثة مع أعضاء لجنة التحكيم، وهي جائزة فئة "لاستدامة الشارقة" للوجهات السياحية والتي كانت لمركز الحفية لصون البيئة الجبيلة، وجائزة فئة "لاستدامة الشارقة" للمنشآت الفندقية والتي كانت لمنتجع كورال بيتش الشارقة، وجائزة فئة مشاريع الشباب"هاكاثون الشارقة للابتكار السياحي" وكان الفريق الفائز "فريق حياكم"، كما تم تكريم المتحدثين والمشاركين والرعاة مع ختام الحدث.







