افتتحت إسرائيل الأسبوع الماضي محطة جديدة في ميناء حيفا على البحر المتوسط بقيمة استثمارات تبلغ 5.5 مليار شيقل (1.7 مليار دولار)، في خطوة جديدة لتطوير الملاحة البحرية الإسرائيلية وتعزيز علاقاتها التجارية في المنطقة.

وتقنيا، ستتيح المحطة الجديدة رسو سفن شحن تبلغ حمولتها 18 ألف حاوية أو أكثر، وستديرها مجموعة "شنغهاي إنترناشونال بورت" الصينية لمدة 25 عام.

ولكن استراتيجيا هناك المزيد من المكاسب، فقد صرحت ميراف ميخائيلي، وزيرة المواصلات الإسرائيلية، في بيان أصدرته بعد تدشين المحطة يوم الأربعاء الماضي إن تلك الخطوة ستمهد الطريق "لاقتناص الفرص وتقديم مساهمة حقيقية لجيراننا في الشرق الأوسط".  

خلفية سريعة

تعتمد إسرائيل بشكل أساسي على النقل البحري في استيراد وتصدير البضائع، مما دفعها لبيع موانئ مملوكة للدولة للقطاع الخاص حتى بدوره يقوم بإنشاء موانئ أكثر تطورا تساهم في خفض تكلفة ووقت الشحن.

وتؤكد كارن يونج مديرة برنامج الاقتصاد والطاقة في معهد الشرق الأوسط للأبحاث، ومقره واشنطن، أن بالرغم من أن ميناء حيفا ليس بجديد وأن ما تم افتتاحه هو فقط محطة جديدة، إلا أنها "خطوة أخرى للتوسع التجاري واندماج إسرائيل في اقتصاد المنطقة وما بعدها".

وقالت لموقع زاوية عربي عبر البريد الإلكتروني إن التوسع في الموانئ البحرية هي "أولوية اقتصادية" لإسرائيل، "حيث إنها أصبحت أكثر اندماجا في شرق المتوسط من خلال عدد من القطاعات، منها الطاقة".

الاستفادة

في العام الماضي، وقعت الإمارات على اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. كذلك قامت كل من البحرين والمغرب والسودان بتطبيع العلاقات معها، مما مهد الطريق لعلاقات تجارية إسرائيلية أكثر عمقا في المنطقة.  

ويعتقد جيمس دورسي، زميل أول في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، ومعهد الشرق الأوسط التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، أن محطة ميناء حيفا الجديدة تعد خطوة لتعزيز علاقات اسرائيل التجارية، بالرغم من قلق الولايات المتحدة من تدخل الصين في أعمال التوسيع الخاصة بميناء حيفا.

وأضاف أن ميناء حيفا كان دائما الخيار الأفضل للسفن المتجهة إلى أوروبا من الأردن، لأن الخيار الثاني لها هو المرور من البحر الأحمر للعبور من خلال قناة السويس المصرية، وهو طريق أطول.

وقال لموقع زاوية عربي في مكالمة هاتفية إن الإمارات "لديها اهتمام حقيقي في التصدير من خلال إسرائيل"، مما يزيد من أهمية تطوير الموانئ الإسرائيلية.    

وفي أكتوبر الماضي، وقعت اسرائيل والامارات اتفاق مبدئي يتعلق بشحن النفط الخام والمنتجات النفطية من الاخيرة إلى الأسواق الأوروبية عبر خط أنابيب للنفط في إسرائيل يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.  

التوسعات الجديدة

وأكدت كارن من معهد الشرق الأوسط للأبحاث على أهمية رغبة الحكومة الإسرائيلية في فتح باب المناقصات أمام مستثمرين وتحالفات للتوسع في موانئ حيفا وأشدود وإيلات، وهم الموانئ البحرية الثلاثة في إسرائيل، وسط اهتمام مستثمرين من بلاد مختلفة.

وقالت "هناك مقدمي عطاءات هامين في تلك العمليات من الامارات وتركيا، على سبيل المثال".

ونقلت وكالة رويترز الشهر الماضي أن أربعة مجموعات استثمارية من إسرائيل والإمارات وأوروبا والهند يتنافسون على حق تطوير اقسام أخرى في ميناء حيفا في صفقة تقدر قيمتها بنحو 600 مليون دولار، ويتوقع إغلاقها بنهاية العام.

وكانت شركة أحواض بناء السفن الإسرائيلية قد قدمت عرض مشترك في أكتوبر 2020 مع موانئ دبي العالمية في عملية خصخصة ميناء حيفا، بعدما وقعا الشركتان اتفاق للتعاون الحصري في عملية خصخصة الميناء الجارية.

من ناحية اخرى، من المقرر أن يتم بعد شهرين افتتاح محطة "ميناء الجنوب" في أشدود، وسيقوم بإدارتها شركة ترمينال انفستمنت المحدودة، ومقرها سويسرا، وفقا لرويترز.

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايم)  

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)    

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام