مع بداية يوم الجمعة الماضية انهالت التعليقات عبر السوشيال ميديا بما يفيد بهروب أخوين عُرفا إعلاميا بالأخوين "نوح" ، مؤسسي شركة كابيتر لخدمات التجارة الإلكترونية الناشئة بمصر إلى خارج البلاد بعد اتهامات غير معلوم مصدرها بالاستيلاء على 33 مليون دولار من أموال الشركة. 

لم تمر ساعات وأصدر مجلس إدارة الشركة بيان صحفي جاء في نصه" أنه اعتبارًا من 6 سبتمبر، تم عزل محمود نوح وأحمد نوح من مناصبهم التنفيذية كرئيس تنفيذي للشركة ورئيس تنفيذي للعمليات بقرار يسري مفعوله فوراً". 

وأضاف البيان : "يأتي هذا الإجراء عقب عدم وفاء محمود وأحمد نوح كشركاء مؤسسين للشركة بالتزاماتهم وواجباتهم التنفيذية تجاه الشركة خلال الأسبوع الماضي وعدم الحضور أمام ممثلي مجلس الإدارة والمساهمين والمستثمرين خلال زياراتهم المتكررة لمقر الشركة الأسبوع الماضي لإتمام إجراءات الفحص النافي للجهالة لعملية دمج محتملة للشركة مع كيان آخر" . 

ونفي محمود نوح صحة ما تردد من أنباء عن سرقته وشقيقه أحمد نوح مبلغ 33 مليون دولار، قائلا في تصريحات تليفزيونية : "كل ما يقال عني غير صحيح ولم نسرق أي شيء على الإطلاق" .  

وأضاف في مداخلة له مع الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب خلال برنامج "الحكاية" الذي يبث على  قناة "إم بى سى مصر" : " تم صرف ال 33 مليون دولار خلال عام ونصف في عمل توسعات للشركة ولم يتم سرقتهم".

تأسست "كابيتر" في يوليو 2020، وبحسب بيانات صحفية صادرة عن الشركة في مايو 2022 يزيد عدد المنتجات على منصة الشركة عن 22 ألف منتج و1000 بائع،  ويعمل بها 2000 موظف، باستثمارات قدرت ب 33 مليون دولار أمريكي جمعتها بتمويلات واستثمارات من شركات مصرية وعربية وعالمية.

وقال محمود إنه يعمل حاليا مع مجلس إدارة الشركة لإيجاد حلول لكي تستمر الشركة في السوق، مضيفا أن الأمر يتعلق بأن الالتزامات الآن أكبر من حجم التمويل.  

وأوضح: "ممكن أجى مصر أي وقت. لم يصلنا أية مخاطبات تفيد عكس ذلك. وأنا متواجد الآن في دبي في مقر الشركة التي يتواجد بها مساهمين آخرين".  

وافتتحت الشركة أول مكاتبها خارج مصر في دبي نوفمبر الماضي.

بحسب مصدر في النيابة العامة المصرية لزاوية عربي، فإنه إلى الآن لم تتلق أية جهة قضائية أو شرطية محاضر من أي من أطراف تلك الأزمة وأضاف: "لم يحرر أحد محضر في قسم شرطة أو بالنيابة العامة". 

وقال محامي يعمل بالشركة لزاوية عربي طالبا عدم ذكر اسمه :" في اتصالات تجرى الآن بين كل الأطراف وهناك وسطاء تدخلوا للوصول إلى حل للازمة من بينها دخول شركات للاستحواذ على الشركة". وأكمل:" بالتأكيد سيكون هناك إجراء قضائي إذا لم يتوصل الأطراف الى حل" . 

هذا يلخص تطورات الأزمة ووجهات النظر في هذه القصة التي جذبت اهتمام كثير من المصريين. 

ومع مرور الوقت سيتضح لنا إذا ما كانت الأزمة اختلاف بين مؤسسين ومستثمرين أم أكثر، ولكن السؤال الآن هو عن تأثير هذه الأزمة على سوق الشركات الناشئة في مصر، الذي مثله مثل كثير من دول العالم يعاني من نقص في فرص التمويل بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

هل ستتأثر الشركات الناشئة في مصر بالأزمة؟

"بعد تلك الأزمة فإن الشركات الممولة ستعتمد معايير أكثر دقة عند اتخاذ قرار التمويل،"  بحسب أمين حلمى المتخصص في قطاع الشركات الناشئة وريادة الأعمال والمدرس المساعد بكلية التجارة جامعة عين شمس في تصريحات لزاوية عربي.

وأضاف:" هناك أثر سلبي على فكرة تمويل تلك الشركات الناشئة وهو ما يزيد التحدي لدى المؤسسين، خاصة أن أي شركة لديها تحديات الفكرة الجديدة. مع تلك الأزمة الخاصة بشركة كابيتر سيكون هناك تحدي إضافي".  

وبحسب شركة ماجنت المتخصصة في أبحاث الشركات الناشئة والتي مقرها الإمارات، تعتبر مصر سوق قوي في المنطقة للشركات الناشئة حيث نما حجم الاستثمار في الشركات الناشئة ب106% وعدد الصفقات ب22% في النصف الأول من 2022 مقارنة بالنصف الأول من 2021. 

وقال سعيد رأفت أستاذ إدارة الأعمال بجامعة القاهرة لزاوية عربي : "أي شركة ناشئة في العالم تواجه معدل مرتفع من خطر الفشل. وأي شركة ناشئة معرضة بنسبة كبيرة للفشل خلال 3 سنوات من التأسيس. فما بالك وأنت تتحدث عن شركة ناشئة في ظل ظروف اقتصادية سيئة بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية؟ فأحيانا تضطرك الظروف إلى البحث عن خطة مناسبة وليس خطة ممتازة اذا كانت الخطة المناسبة هي من ستقودك إلى البقاء دون الوقوع في مخاطرة الفشل".  

وأضاف:" لن يكون هناك تأثير سلبي على الشركات الناشئة لأنها مطلوبة ونسبة الاستثمار فيها تزيد يوما بعد الآخر. لكنها ستحتاج من مؤسسيها تحدي أكبر لعدم الفشل" .

 

(إعداد: أحمد حسن، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا