يحاول قادة عسكريون جدد في غينيا إحكام قبضتهم على البلاد، بعد تنفيذهم لانقلاب عسكري قاموا خلاله باحتجاز رئيس البلاد ألفا كوندي واتخاذ عدة قرارات جذرية.

ويأتي الانقلاب العسكري يوم الأحد بعد عام تقريبا من فوز كوندي بفترة رئاسية ثالثة، بعدما سمحت له تعديلات دستورية بالبقاء في السلطة لأكثر من فترتين.

وخلال تلك الانتخابات في العام الماضي، قتل العشرات في اشتباكات اندلعت بين مؤيدي الحكومة والمعارضة.

وهذا ليس أول انقلاب عسكري تشهده البلاد، فقد شهدت انقلابين في عامي 1984 و2008 قبل أن يتولى كوندي السلطة لأول مرة عام 2010 ليصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا لغينيا، قبل أن تتم إعادة انتخابه للمرة الثانية في 2015.

وحقق كوندي البالغ من العمر 83 عام مكاسب اقتصادية للبلد إلا أنه واجه اتهامات بشأن ارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان في عهده.

ماذا حدث يوم الأحد؟

(بحسب تقارير إعلامية)

اندلع صباح يوم الأحد إطلاق نار كثيف استمر لساعات بالقرب من القصر الرئاسي في غينيا. ولا يوجد حتى الآن تقارير مؤكدة حول وجود ضحايا أو مصابين.

وخرجت وزارة الدفاع لتقول إن قوات الأمن أحبطت الهجوم، إلا أن الشكوك تزايدت مع عدم ظهور الرئيس لاحقاً على التلفزيون أو الراديو.

وبعدها تبين أن قوات خاصة يقودها مامادي دومبوي، وهو عنصر سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي (وحدة عسكرية تابعة للجيش الفرنسي يخدم فيها غير الفرنسيين)، قامت بانقلاب عسكري وسيطرت على موجات الراديو والتلفزيون.

وأعلنت القوات خلال خطاب متلفز السيطرة على البلاد واعتقال الرئيس وحل الدستور والبرلمان وإعلان حظر تجوال في أنحاء البلاد وإغلاق الحدود ومجالها الجوي لمدة أسبوع.

وأقر القادة العسكريون أيضا خلال الخطاب، الذي ظهر كوندي فيه جالسا، التزامهم بمبادئ الديمقراطية، وأطلقوا على أنفسهم اسم "اللجنة الوطنية للمصالحة والتنمية".

وأرجع العسكريون انقلابهم إلى الفشل في تحقيق أي تقدم اقتصادي منذ استقلال البلاد عن فرنسا قبل عقود. لكن مراقبون يقولون إن سبب الخلاف بين الرئيس وقادة الجيش قد يكون مقترح قدم مؤخرا للاقتطاع من رواتب العسكريين.

وقال القادة إنهم سيعلنون لاحقا خططهم لاستبدال حكام المناطق في غينيا بقادة عسكريين.

ومنع قائد الانقلاب دومبوي الاثنين سفر مسؤولي الحكومة إلى الخارج وطالبهم بتسليم سياراتهم الرسمية. 

عهد كوندي

(بحسب تقارير إعلامية)

كان كوندي ينظر له عند انتخابه لأول مرة عام 2010 على أنه بداية جديدة لغينيا بعد سنوات من الفساد والحكم السلطوي والاضطرابات، لكن معارضيه يقولون إنه فشل في السنوات التالية لانتخابه في تحسين حياة المواطنين، الذين تعيش الغالبية العظمى منهم تحت خط الفقر.

وعلى الرغم من أن غينيا أصبحت في عهد كوندي مصدر كبير للبوكسيت المستخدم في صناعة الألومنيوم، إلا أن هذا الإنجاز الاقتصادي أتى على حساب بعض المواطنين، إذ تسببت شركات التعدين في اضطراب حياة المجتمعات الريفية.

وتعتبر غينيا أحد أفقر دول العالم بالرغم من وفرة مواردها الطبيعية.

وبعد عام من انتخابه لأول مرة، نجا كوندي من محاولة اغتيال حين حاصر مسلحون منزله ليلا واستهدفوه، ما أسفر عن مقتل أحد حراسه.

والعام الماضي، شهدت البلاد احتجاجات عقب تنظيم كوندي استفتاء على الدستور لتوفير الغطاء القانوني لتمديد رئاسته لفترة ثالثة، واحتدمت أعمال العنف عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي.

وقوبلت أنباء إطاحة رئيس غينيا من الحكم بارتياح في السنغال المجاورة، حيث أن عدد كبير من المغتربين الغينيين يعارضون كوندي.

وأدان الانقلاب كل من الاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مطالبين بالإفراج عن كوندي.

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)  

(تحرير: شريف طارق، للتواصل:yasmine.saleh@refinitiv.com) 

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام