* تم تحديث عدد  القتلى

اندلعت السبت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من أكبر الجماعات  المسلحة في السودان، في أماكن مختلفة من البلاد في خطوة تنذر بمزيد من التوتر السياسي في البلد المنهك اقتصاديا.

ويرأس الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة الإنتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان بينما يدير قوات الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وهو كان حليف سابق لبرهان قبل ان ينقلب عليه بسبب خلافات سياسية.

ونقلت رويترز عن لجنة أطباء السودان ان الأحداث أسفرت عن مقتل 25 وإصابة 183.

وأعلنت شركة مصر للطيران المصرية عن وقف الرحلات من وإلى الخرطوم ل 72 ساعة، بحسب وسائل إعلام مصرية.

وعلقت الخطوط الجوية السعودية جميع الرحلات من وإلى السودان حتى إشعار آخر وقالت ان احدى طائراتها تعرضت "لحادث" في مطار العاصمة السودانية الخرطوم قبل مغادرتها المقررة إلى الرياض يوم السبت، وفق تغريدة على تويتر للمركز الاعلامي للخطوط السعودية.

وأوضحت لاحقا أنه تضمن إطلاق نيران وأحدث أضرار.

وأعلنت أيضا خطوط فلاي دبي- وهي خطوط طيران اقتصادية إماراتية - تعليق رحلاتها من وإلى الخرطوم لمدة يومين، بحسب متحدث للشركة لموقع خليج تايمز الإماراتي.

وقد أعربت عدة دول ومؤسسات عن قلقها بشأن الأحداث هناك ودعت للتهدئة منها الإمارات، مصر، السعودية، الكويت، الأمم المتحدة، منظمة التعاون الإسلامي ، الاتحاد الإفريقي، مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

ماذا حدث؟

قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة البرهان ومطار الخرطوم الدولي،  بينما نفى الجيش السوداني هذا وقال إن قواته الجوية تنفذ عمليات لمواجهة قوات الدعم السريع، حسب ما نقلته وسائل اعلام عربية ودولية.

وقد توقف العمل بمطار الخرطوم الدولي.

وتأتي الاشتباكات المسلحة بين الطرفين فيما يسعى السودان، الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية حادة، إلى التخلص من سيطرة الجيش على البلاد والدخول في مرحلة انتقالية مدنية تنتهي بإجراء انتخابات.

ويشهد البلد اضطرابات واحتجاجات منذ أن أطاح البرهان بحكومة رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك في انقلاب عسكري في أكتوبر 2021.

ونقلت قناة العربية عن مراسلها بالخرطوم أن الاشتباكات امتدت إلى عدة مناطق في الخرطوم وأم درمان واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وسط حالة من الهلع والخوف بين السودانيين. 

وقال الجيش على صفحته على فيسبوك أنه لن يتفاوض أو يحاور "قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة".

و أعلنت قوات الدعم السريع عن أسرها بعض أفراد الجيش المصري الموجودين هناك بغرض إجراء تدريبات ولكنها أعلنت عن نيتها الافراج عنهم حين تهدأ الأجواء بينما قال الجيش المصري في بيان على صفحة المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية على فيسبوك انه يراقب الوضع عن كثب ويتابع وضع الجنود هناك.

لماذا حدث صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع؟

في مارس الماضي، تعهد البرهان بوضع أسس لبناء قوات مسلحة لا تتدخل في السياسة وتتوافق مع النظم الديمقراطية مجددا التزام القوات المسلحة بالمسار الديمقراطي فيما قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو وقتها إن الوضع الأمني والعسكري ليس نشاط سياسي ولا يجب أن يخضع لأي أجندة سياسية.

ومجلس السيادة السوداني هو السلطة المسؤولة عن الإشراف على المرحلة الانتقالية في البلد بعد رحيل نظام عمر البشير في 2019 بعد مظاهرات عارمة ضده امتدت  لشهور.  

وفي ديسمبر الماضي، اتفقت القيادة العسكرية ومجموعة واسعة من الأطراف المدنية في السودان على اتفاق إطاري للتوصل إلى حل سياسي نهائي وتشكيل حكومة مدنية جديدة تقود البلاد نحو  انتخابات ديمقراطية.

وكانت أطراف الاتفاق قد اتفقت أيضا على التوقيع مطلع أبريل الحالي على الاتفاق النهائي على أن يبدأ تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية يوم 11 أبريل لكن يبدو ان المحادثات تعطلت بسبب مقترح دمج قوات الدعم السريع ضمن قوات الجيش.

وبحسب بي بي سي عربي، كانت قوات الدعم السريع تريد تأجيل هذه الخطوة ل10 سنوات بينما كان الجيش يريدها خلال عامين.

بيان الجيش السوداني 

ووصف بيان من الجيش السوداني ما تتعرض إليه البلاد ب "التآمر والعدوان.. من قبل القوات المتمردة على الدولة وعلى السيادة الوطنية".

وأضاف: "ويخوض ابناؤكم في القوات المسلحة منذ صباح اليوم معركة الحق والكرامة الوطنية ويبذلون دماءهم الغالية رخيصة في سبيل الكرامة الوطنية وسننتصر باذن الله".

(إعداد: جيهان لغماري، ، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا