أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: في إطار جهودها لتعزيز القدرة على مواجهة تحديات التغير المناخي، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء، وشركة «بلانيت لابز»، الرائدة في مجال الخرائط والبيانات حول الأرض، توقيع اتفاقية تعاون، لبناء أطلس للخسائر والأضرار بالاعتماد على بيانات الأقمار الاصطناعية لتمكين الدول على مواجهة التغيرات المناخية. 

وتأتي الاتفاقية، في إطار رؤية واستراتيجية وكالة الإمارات للفضاء، لدعم المبادرات والمشروعات التحولية المختلفة والرامية إلى الحد من التغير المناخي، وضمن الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي ستستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي، خلال الفترة بين 30 نوفمبر - 12 ديسمبر من العام الجاري، بمشاركة نخبة من قادة الدول وصانعي القرار لمناقشة قضايا المناخ. 

وصمم أطلس الخسائر والأضرار، لتوسيع نطاق تقديم التكنولوجيا والخبرة الفنية للبلدان النامية لمعالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ، بما يتماشى مع مبادرة أنظمة الإنذار المبكر للجميع التي أطلقتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لتعزيز توافر أنظمة إنذار مبكرة للحد من أخطار الظواهر المناخية في عدة بلدان. وتعد مبادرة أنظمة الإنذار المبكر للجميع ناتج إنشاء صندوق الخسائر والأضرار خلال «كوب 27» عام 2022. 

وقالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، «إنَّ التعاون والشراكة الاستراتيجية مع شركة بلانيت لابز يمثل خطوة قوية في سبيل بناء مستقبل مستدام ومقاوم للتغيرات المناخية، كما يعكس التزامنا بتعزيز قدراتنا التحليلية لمواجهة التغيرات المناخية واتخاذ قرارات مستنيرة ومدروسة»، مضيفة «نحن ندرك أهمية التصدي للتحديات المناخية العالمية، ومن خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة والبيانات الفضائية والأقمار الاصطناعية سنعمل على تأسيس أطلس لدعم ملف الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ يسهم في تطوير أنظمة الإنذار المبكر، بما يدعم بناء قدراتنا والتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة، إلى جانب مساعدة الدول الأخرى على وضع خطط واستراتيجيات للحد من التغيرات المناخية المستقبلية». 

من جانبه، قال سعادة سالم بطي سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، «نضع على رأس أولويتنا دعم وتعزيز شركات القطاع الخاص الوطنية في مجال الاستدامة ومكافحة التغير المناخي»، مضيفا «أن هذه الاتفاقية تمثل أساسًا قوياً للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال أطلس متفرد للخسائر والأضرار من خلال ما يوفره من إمكانات هائلة بما يدعم إحداث تأثير إيجابي للحد من التغيرات المناخية، وبما يدعم الرؤى والاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى بناء اقتصاد مستدام من خلال الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي». 

وسيسهم أطلس الخسائر والأضرار بدور محوري في تحديد الأضرار الناجمة عن الظواهر المناخية، مثل الفيضانات والجفاف، بهدف المساهمة في إنشاء أنظمة الإنذار المبكر والاستجابة السريعة للتخفيف من الآثار المحتملة، بالإضافة إلى أنه سيتم تطويره من قبل الشركات الناشئة والمعاهد والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وسيتم عرضه الأول خلال مؤتمر «كوب 28». 

من جانبه، قال ويل مارشال، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «بلانيت لابز»، «نحن فخورون بشراكتنا مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإيصال هذه البيانات إلى شركائنا الدوليين»، مضيفا «أنَّ تغير المناخ يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجهنا على كوكب الأرض، لذلك من المهم أن تكون الدول النامية قادرة على الحصول على ملاحظات ورؤى حقيقية وملموسة لبناء قدراتها لمواجهة التغير المناخي، ونمتلك التكنولوجيا اللازمة للمساعدة في بناء أنظمة الإنذار المبكر ومواجهة تحديات المناخ، لكن لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا». 

وفي سبيل تحقيق رؤيتها لدعم الاستدامة، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء على مدار السنوات القليلة الماضية العديد من المشروعات والمبادرات لمواجهة التغيرات المناخية، ومن بينها مجمع البيانات الفضائية، المنصة الرقمية المتفردة لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية. 

كما أعلنت عن برنامج حلول الفضاء برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية، والذي يتضمن العديد من المبادرات والتحديات بما فيها مبادرة الأمن الغذائي، ومراقبة غازات الاحتباس الحراري، والمراقبة البيئية، والبنية التحتية، وإجراء الرصد البيئي والغطاء النباتي، بالإضافة العمل على تحسين البنية التحتية لضمان التنمية المستدامة في مواجهة المخاطر المتعلقة بالمناخ. 

ولتسهيل هذه المساعي، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء، منصة تحليل البيانات الفضائية، والمختصة برصد الأرض والاستشعار من بعد؛ والتي تهدف تسهيل الوصول إلى بيانات الأقمار الاصطناعية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع لتطوير حلول تدعم التحديات الوطنية والعالمية في شكل تطبيقات البيانات الفضائية والخدمات ذات القيمة المضافة، بالاعتماد على الأقمار الاصطناعية لمعالجة التحديات الوطنية والعالمية. 

#بياناتحكومية
- انتهى -

نُبذة عن وكالة الإمارات للفضاء 

وكالة الإمارات للفضاء هي هيئة اتحادية عامة، تم إنشاؤها بموجب مرسوم بقانون اتحادي رقم 1 لسنة 2014 في شأن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، ويشمل القطاع الفضائي جميع الأنشطة والمشاريع والبرامج ذات العلاقة بالفضاء الخارجي الذي يعلو الغلاف الجوي للأرض. وتهدف الوكالة إلى تنظيم وتطوير القطاع الفضائي الوطني بما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني المستدام، وتنمية الكوادر البشرية ودعم مشاريع البحث والتطوير في قطاع الفضاء، وتعزيز وإبراز دور الدولة على الخريطة الفضائية إقليمياً وعالمياً، وضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي.