القاهرة، مصر: عقدت الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار «CFA Society Egypt» مؤتمرها السنوي السبت 3 فبراير 2024 بحضور عدد كبير من العاملين بمجال الاستثمار والجامعات.

وقد ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الكلمة الرئيسية في فعاليات المؤتمر، وخلال كلمته أكد الدكتور فريد أن رحلة التأهيل والتمكين طويلة وشاقة لكنها تستحق إذا ما قورنت بالمردود المتوقع مستقبلاً ليس فقط على مستوى الأفراد بل على مستوى المجتمعات والاقتصادات. وفي هذا السياق، أشار إلى أن عملية نشر الثقافة المالية ورفع مستويات الوعي تعد عنصراً رئيسياً في تحقيق الشمول المالي، مشيراً إلى أن الثقافة المالية هي الأساس والمحرك الدافع لزيادة مشاركة الأفراد واستثمارهم في الأسواق المالية.

وأضاف رئيس الهيئة أن عملية إصدار القرارات أمر يسير، لكن نفاذها يتطلب مؤسسات قوية، وخاصة المؤسسات المهنية كما هو الحال في جمعية CFA SOCIETY EGYPT، داعياً إياهم للعمل بجدية في المسائل المرتبطة بالاستدامة والبعد البيئي لمواجهة تغيرات المناخ من خلال الالتزام بتطبيق القرارات الصادرة في هذا الشأن. وأشار الدكتور محمد فريد إلى أنه دون التعرف على التطورات التكنولوجية، لن

نتقدم خطوة للأمام، موضحاً أن بناء القدرات أصبح عمليةً يسيرة في ظل سهولة الوصول إلى المعلومات. وأعلن أنه سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة، إتاحة الترخيص لاستخدام آليات الـ "robo-advisor" في إدارة المحافظ والاستثمارات، كمنتج مالي يساعد على الدمج المالي والتحوط من مخاطر التقلبات في أسواق رأس المال. وأوضح أن الـ "robo-advisor" عبارة عن نظام إلكتروني يعمل كمستشار مالي آلي أو رقمي يساعد المستثمر في اختيار الاستثمارات المناسبة للمخاطر التي يكون المستثمر على استعداد لتحملها، وبناءً عليه يقترح الأسهم المناسبة للاستثمار، وفي حالة عدم وجود مخاطر محتملة لدى المستثمر يقترح له الأدوات المالية ذات المخاطر المنخفضة كأذون وسندات الخزانة. يعمل هذا النظام على متابعة السوق تلقائياً ويقترح فرص الاستثمار المناسبة في الوقت المناسب.

وفي ختام كلمته وجه الدكتور محمد فريد، النصيحة للأجيال الناشئة من الشباب بضرورة استمرار التعلم، وتحقيق مزيدا من المعرفة والوصول إلى مراحل علمية متقدمة، حيث لديهم الفرصة لاستخدام الآليات التكنولوجية للوصول إلى كافة المعلومات والمواد العلمية المتطورة لتحصيل أكبر قدر من العلوم المختلفة، وهو ما يمكنهم من تحقيق أحلامهم الوظيفية والمعيشية، مع التأكيد على أهمية استمرار الرغبة في تحقيق مزيدا من التعلم وتطوير القدرات الذهنية واكتساب مهارات مختلفة ومتنوعة في كافة المجالات.

التخطيط المالي في اقتصاد اليوم: ضرورة أم رفاهية

 وفي إطار اهتمام جمعية CFA SOCIETY EGYPT بالوقوف على التحديات الاقتصادية التي يواجهها جموع الشعب المصري ومدى ضرورة التخطيط المالي، أدار النقاش الأستاذ أيمن أبو هند، الشريك المؤسس ومدير الاستثمار لشركة Advisabl الأمريكية للاستثمار وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار حلقة نقاش بعنوان "التخطيط المالي في اقتصاد اليوم: ضرورة أم رفاهية".

بدأ الحوار الأستاذ خليل البواب، الرئيس التنفيذي للأسواق المحلية والإقليمية بشركة بلتون القابضة، مشيداً بجهود CFA Society Egypt في تجهيز كوادر القطاع المصرفي والقطاع المالي والاستثمار، مؤكداً أن التخطيط المالي هو ضرورة حتمية بطبيعته دائمًا وأبدًا. وعلى الرغم من أن الجيل ألفا لديه الحظ الأفضل من الأجيال السابقة للحصول على المعلومة، إلا أن التحدي الذي ما زال يواجه كل الأجيال هو القدرة على تحليل المعلومة، ووجود التكنولوجيا والفينتك هما عوامل مؤثرة على زيادة الوعي، مما يستوجب ضرورة التطور العلمي لمواكبة السوق. مؤكداً أنه يجب على الجميع الاستعداد للتعامل مع الـ "robo-advisor" في المستقبل القريب. ونحن بصفتنا مقدمي الخدمات يجب أن نكون جاهزين لتقديم منتجات جديدة تتوافق مع الاحتياجات المستقبلية وتطوير المنتجات الحالية. كما أكد على ضرورة توافر"المستشارين"، حيث أننا نفتقدهم حاليا في العديد من القطاعات لخدمة المدخر والمستثمر. واستتبع حديثه مؤكدًا أن التوعية الاستثمارية يجب أن تبدأ من المدرسة والجامعة.

وأشار الأستاذ أحمد أبو السعد، رئيس إدارة الأصول لمجموعة أزيموت في منطقة الشرق الأوسط وتركيا ورئيس الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار، إلى أن هدفنا الرئيسي هو زيادة إمكانية وصول جموع المصريين إلى سوق المال وتشجيعهم على الاستثمار، وأشاد بقرار الهيئة العامة للرقابة المالية بالسماح لصناديق الاستثمار أن تُصدر من خلال بنوك الاستثمار، بعد أن كانت تعمل على استحياء تحت عباءة البنوك التجارية، وما يمثله هذا القرار كنقطة انطلاق لصناديق الاستثمار بداية بصناديق العائد الثابت حتى صناديق الذهب. وأكد على ضرورة بدء الاستثمار من عمر العشرين بغض النظر عن الطريقة التي يتم فيها الاستثمار، مشيرًا إلى الطفرة الكبيرة التي شهدتها البورصة على مدار العام السابق وزيادة عدد المستثمرين وقيم التداول واعداد المكتتبين فى صناديق استثمار الأسهم.

ثم أعقب الخبير الاقتصادي الدكتور مدحت نافع، مشيرًا إلى أنه إذا لم ننجح في التخطيط، فإننا في الواقع نخطط للفشل. وبالتالي، فأن التخطيط يعد أمرًا حيويًا، حتى إذا لم يكن مطلوباً بشكل واضح، إلا أنه يمارس بشكل تلقائي. وأكد أن الجميع يخطط، وعلى الرغم من أن الاقتصاد نشأ في سياق تطور الاقتصاد السياسي، إلا أن الاقتصاد المنزلي استمر في التطور من خلال ميزانيات الأسرة. وعرض نافع مبدأ التخطيط المالي البسيط، حيث يتم تقسيم الدخل الشهري إلى 50% لتغطية الاحتياجات الأساسية، و30% للتسوق وتطوير الإمكانيات الشخصية، و20% للتوفير. ورغم أن نسبة التوفير قد تبدو غير منطقية في المجتمعات الفقيرة، والتي منها مصر، إلا أنه شدد على أهمية تحقيق التوازن بين الاستهلاك والادخار. وفي سياق آخر، أشار نافع إلى التحديات التي تواجه مصر، مُلقيًا الضوء على الأزمات الاقتصادية والديون الخارجية والتضخم. وأكد أن الإعلام الاقتصادي والتعليم الفعال يلعبان دورًا كبيرًا في توجيه وتثقيف الناس حول التخطيط المالي، مُشيرًا إلى أهمية جهود مثل تلك التي تُقدمها مؤسسات تعليمية مثل CFA SOCIETY EGYPT في تعزيز الوعي المالي وتحفيز التحول نحو ثقافة التوفير والاستثمار. وختم بالتأكيد على أهمية بناء حواجز أمام الشائعات التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد من خلال التعليم والوعي المستمر.

ثم افتتح الأستاذ شريف سامي، الرئيس السابق لمجلس إدارة البنك التجاري الدولي (CIB) والهيئة العامة للرقابة المالية (FRA)، كلمته مسترشداً بكلمة الدكتور محمد فريد بقوله "يا جماعة، أتعلموا وابحثوا... الحصول على المعلومات اليوم أصبح أسهل بكثير من الأجيال السابقة". وأشار إلى أن الكسل يعد العدو الأول للتخطيط المالي، حيث يظهر هذا الكسل في عدم الاهتمام بالبحث عن المعلومات وتحليلها ومتابعتها. مستنكراً تساؤلات الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول المفاهيم الأساسية في إدارة الأموال والأدوات المالية، بغض النظر عن مراتبهم الاجتماعية أو مؤهلاتهم التعليمية. وأشار إلى ضرورة الإصلاح المؤسسي وأهمية الوعي المالي في إدارة الأموال على مستوى جميع المؤسسات، سواء كانت صغيرة مثل الجمعيات والنوادي والشركات الصغيرة، أو كبيرة مثل هيئة الأوقاف وصناديق التأمين الاجتماعي وغيرها، أو كانت جزءًا من القطاع التعاوني. وقدم مثالاً على المشاكل التي تواجه التمويل العقاري حاليًا نتيجة التحديات التي يواجهها سوق العقارات وصعوبة الإجراءات، وأشار إلى أهمية تطوير منظومة التسجيل العقاري والشهر العقاري وتسهيل الإجراءات لصناديق الاستثمار العقاري، ومن ثًم تحقيق إصلاح مؤسسي في قطاع العقارات، والذي من شأنه المساهمة في تحقيق طفرة في الثروة الاقتصادية للمجتمع.

ثم بدأ الأستاذ محمد الشربيني، الرئيس التنفيذي لقطاع الدخل الثابت وإدارة الأصول في شركة إن آي كابيتال، حديثه حول الفرق بين التحوط والاستثمار، حيث أوضح أن التحوط يهدف إلى الحفاظ على قيمة الثروة، فيما يُعتبر الاستثمار محاولة لتعظيمها. واستشهد بصناديق الذهب مؤخراً ودورها في تعزيز الشمول المالي، حيث بدأت فئات ذوي المبالغ الصغيرة في الدخول إلى هذا السوق. مشيراً إلى أن القنوات الرقمية تلعب دوراً هاماً في تعزيز الشمول المالي، وإن كانت تعتبر أدوات وليست أهدافًا. وأن الشمول المالي الحقيقي يكمن في توفير خدمات مالية لعملاء لم يسبق لهم التعامل مع المؤسسات المالية (بدءًا من البريد ووصولاً إلى البنوك التجارية). وكذلك أشاد بجهود الهيئة العامة للرقابة المالية في تنظيم عمل الشركات الناشئة في مجال التمويل الصغير "microfinance" والتي ازدهر أداؤها بشكل كبير فيما تجاوزت قيمة محافظها الستين مليار جنيه. مشيراً إلى أن أغلب عملاء هذا القطاع غير متفاعلين مع البنوك التقليدية. وأختتم حديثه بضرورة العودة إلى الإصلاحات المؤسسية لبناء الثقة بين الأطراف المعنية، لتطوير سوق المال بشكل عام.

 الجامعة الأمريكية تحصد المركز الأول
تحدي البحوث مصر 2024

شهد المؤتمر فعاليات التصفيات النهائية لمسابقة تحدي البحوث مصر 2024 والتي تنظمها الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار «CFA Society Egypt»، للعام الثالث عشر على التوالي، لاختيار أفضل تقرير بحثي في التقييم المالي وتحديداً في التحليل الأساسي لتحديد القيمة العادلة لسهم شركة «تعليم لخدمات الإدارة» (TALM) بمشاركة 26 جامعة، تأهل منهم إلى التصفيات النهائية ثمان جامعات حسب الترتيب الأبجدي كل من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الجامعة البريطانية في مصر، الجامعة المصرية الصينية، جامعة أسيوط، جامعة حلوان، جامعة لندن بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، جامعة مصر الدولية، وجامعة عين شمس.

واختتمت فعاليات المؤتمر بالإعلان عن فوز الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالمركز الأول في المسابقة السنوية لتحدي البحوث لعام 2024، فيما فازت الجامعة البريطانية في مصر بالمركز الثاني، وفازت جامعة لندن بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالمركز الثالث. من المقرر أن يتأهل فريق الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة البريطانية في مصر ليمثلا مصر في التصفيات الإقليمية "منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا"، ومنها إلى النهائي العالمي في مايو 2024. فيما سيصعد فريق الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليمثل مصر في التصفيات على مستوى الشرق الأوسط ابريل2024.

وعلى هامش فعاليات المؤتمر تم تكريم الحاصلين على شهادة المحلل المالي المعتمد وشهادة الاستثمار في الحوكمة البيئة والمجتمعية وحوكمة الشركات ESG Investing والفرق الجامعية المشاركة في مسابقة تحدى البحوث 2024 والمتطوعين الذين ساهموا في نجاح المسابقة وعلى رأسهم لجنة التحكيم، طبقاً للترتيب الأبجدي، الأستاذ أحمد شمس الدين، رئيس قطاع البحوث في المجموعة المالية هيرميس، الأستاذ أحمد صبحي، رئيس قطاع الاستثمارات الرئيسية وأسواق رأس المال ببنك مصر، الأستاذ حازم كامل، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار المباشر بشركة إن آى كابيتال، والأستاذ ماجد عز الدين، الشريك التنفيذي لمكتب برايس ووترهاوس كوبرز "مصر" والشريك المسئول عن إدارة الصفقات.

جدير بالذكر أن معهد المحللين الماليين المعتمدين «CFA Institute» يعد أكبر المؤسسات العالمية في مجال الاستثمار على مستوى العالم، وكذلك الجمعية العالمية لخبراء الاستثمار، ويدير المعهد برنامج المحلل المالي المعتمد «CFA» وشهادة قياس الأداء الاستثماري «CIPM» والبحوث العامة وبرامج التنمية المهنية، ووضع معايير الأداء الأخلاقية المهنية الطوعية لمجال الاستثمار.
 
كما يقيم معهد المحللين الماليين المعتمدين مسابقة أفضل بحث تحليلي عن الشركات المتداولة بالبورصة كل عام، وذلك لدعم مهارات البحث والتحليل للطلاب، وتوفير البيئة المهنية المناسبة لتقييم الشركات، وعرض تقرير مالي احترافي عنها، ويشارك في المسابقة العالمية عدد 119 مسابقة محلية تضم أكثر من 1000 جامعة ممثلين في أكثر من 6500 طالب من 100 دولة حول العالم.
 
تجدر الإشارة إلى أن الجمعية المصرية لخبراء الاستثمار «CFA Society Egypt» تأسست عام 2005 كجمعية مصرية غير هادفة للربح وأصبحت عضوًا في معهد «CFA» عام 2006، وتسعى إلى تلبية الاحتياجات الحالية لمجال الاستثمار، وزيادة النزاهة ومحو الأمية الاستثمارية وتنمية المهارات المهنية في مصر. كما فازت الجمعية عام 2011 بجائزة معهد «CFA» لأكثر المبادرات ابتكارًا، وتهدف إلى تلبية الاحتياجات المستمرة في مجال الاستثمار وتشجيع النزاهة والتوعية الاستثمارية والتنمية المهنية داخل سوق الاستثمار المحلي.
 
#بياناتشركات
-انتهى-