11 03 2019

أبوظبي: أصدر المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي المرسوم الأميري رقم (4) لسنة 2019 بشأن إعلان منطقة الياسات محمية بحرية بمساحة إجمالية قدرها (2,256) كيلو متراً مربعاً، والذي ينص على توسعة المحمية لتشمل شبه جزيرة الفزعية والمياه المحيطة بها، ليلغي بذلك المرسوم السابق رقم (33) لسنة 2005، الذي جاء للإعلان عن إنشاء المحمية في المرة الأولى.

وتتولى هيئة البيئة - أبوظبي إدارة محمية الياسات البحرية، التي تشمل بالإضافة إلى شبه جزيرة الفزعية جزر الياسات الكبرى والصغرى وكرشا وعصام والمياه المحيطة، والتي تعد من المواقع التي تتميز بأهميتها البيئية لتوفر مواطن حساسة من الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والشواطئ الرملية فضلا عن أهميتها التاريخية والثقافية والتي أضافت لها دوراً هاماً في الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وتعتبر محمية الياسات واحدة من المحميات الطبيعية التي تديرها الهيئة ضمن شبكة متكاملة وشاملة للمناطق المحمية تسمى "شبكة زايد للمحميات الطبيعية" وتضم 19 محمية (ست محميات بحرية و 13 محمية برية) تضم عدداً من أفضل وأهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة لما تحتويه من موائل حساسة بيئاً وكائنات هامة ومعرضة للإنقراض. ومع صدور هذا الإعلان ترتفع المساحة الإجمالية للمحميات البحرية لتصل إلى 6,780 كيلو متراً مربعاً وبما يعادل 13.9% من المساحة البحرية لإمارة أبوظبي.

وتقع محمية الياسات البحرية في أقصى جنوب منطقة الخليج العربي والتي تم تشكيلها خلال العصر الجيولوجي البليستوسيني، قبل حوالي عشرين ألف سنة، حيث كان الخليج العربي جافاً تماماً. ومنذ ذلك الحين، تذبذبت مستويات سطح البحر ووصلت إلى عدة أمتار أعلى من المستويات الحالية، حيث استقرت عند المستويات الحالية منذ 5000 سنة مضت.

تمتاز محمية الياسات البحرية بوجود العديد من مناطق الصخور المكشوفة والشعاب الضحلة (الفشت) الموزعة في المنطقة وتعتبر بمثابة أخطار ملاحية، خاصة أثناء المد المنخفض. ويمكن تقسيم المنطقة البحرية داخل الياسات إلى 12 نوع من الموائل البيئية الهامة، مع المكونات الأحيائية المرتبطة بها ومن تلك الموائل مروج الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية. كما يتميز الشريط الساحلي لجزر المحمية بوجود البيئات الساحلية الصخرية والرملية وتعتبر شواطئ منطقة المحمية من الأماكن المؤهلة لتعشيش سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض. وتأوي المنطقة أعداد كبيرة من الحيوانات البحرية الأخرى المهددة بالانقراض مثل أبقار البحر والسلاحف الخضراء.

وتنتج معظم الصخور الضحلة شبه المدّية من سطح الأرض بالمحمية فسيفساء من الموائل المتفرقة من أنواع مختلفة من الطحالب الكبيرة، التي تهيمن عليها الطحالب البنية مثل طحلب السرجاسوم والطحالب الحمراء شائعة بشكل خاص. وعادة ما تشمل مجموعة من أصداف محار اللؤلؤ (Pinctada radiata)، فضلا عن غيرها من محار ذوات المصراعين والإسفنج والسرطانات الناسكة.

كما تم العثور على أكثر المجتمعات المرجانية أهمية في غرب إمارة أبوظبي بالكامل تقريباً حول الجزر البحرية الموجودة داخل منطقة الياسات البحرية. وبالمقارنة مع مناطق الشعاب المرجانية الأخرى في العالم، فإن الشعاب المرجانية التي تعيش في منطقة الياسات تتحمل أكثر الظروف البيئية تطرفاً. ويصل الغطاء المرجاني في المنطقة إلى 10% من قاع البحر حول الجزر الرئيسية. ومع ذلك، فإن تنوع المرجان منخفض مقارنة بالمناطق الأخرى في أبوظبي.

في حين تتميز منطقة الفزعية المضافة لمحمية الياسات في المرسوم الأميري رقم (4) لسنة 2019 بالتضاريس المرتفعة والمنحدرات الصخرية والجروف والرؤوس الساحلية التي لا توجد إلا في هذه المنطقة بإمارة أبوظبي. ويبلغ ارتفاعها أكثر من 25 متراً من مستوى سطح البحر. وتدعم هذه البيئة الطيور الساحلية والطيور الخواضة بشكل عام، لكنها تمتاز بأنها البيئة الوحيدة المحمية في إمارة أبوظبي والتي يعيش فيها الصقر الأسخم (Sooty Falcon) والذي تعتبر أعداده بالمنطقة العربية في تناقص. وتمثل شبه جزيرة الفزعية والمنطقة أحد أهم المواقع لإنتشار هذا النوع من الصقور، والذي تم تسجيل هجرته في موسم الخريف لأكثر من 5,600 كيلو متراً للوصول إلى مدغشقر مروراً بدول المجال للراحة والغذاء. بالإضافة لوجود كثافة عالية من الأعشاب البحرية التي تعتبر الموئل الأساسي لأبقار البحر المهددة بالإنقراض. وتعتبر مروج الأعشاب البحرية ذات أهمية عالية للحماية ضمن حدود المحميات البحرية لما لها من حساسية للتأثيرات البيئية وأهميتها في دعم الحياة البحرية للعديد من الكائنات البحرية مثل الأسماك العشبية والقواقع والمحار وغيرها.

كما تتواجد أنواع مختلفة من الخرشنات (Terns)، بالإضافة للغاق السوقطرى (Socotra Cormorants) وتعتبر الجزر الغربية بالقرب من الفزعية، مستعمرات تكاثر هامة لهذا النوع. وفي السنوات الأخيرة تم تسجيل ما يقرب من نصف تعداد الغاق السوقطري المستوطنة في إمارة أبوظبي تعيش وتتكاثر بالجزر الغربية. كما تدعم المنطقة الصخرية وجود السحالي شوكية الذيل (الضب) حيث تتكاثر بالجحور الصخرية والتي تحتمى بها أيضاً من قيظ الصيف والمفترسات من الطيور الجارحة.

وتبذل هيئة البيئة - أبو ظبي جهود حثيثة لحماية البيئة الطبيعية بمحمية الياسات التي يحظر القانون ممارسة الصيد فيها، وتقوم فرق مراقبة الإمتثال بالدوريات بشكل منظم بالساحل والبحر لمنع الخروقات لقوانين حماية البيئة، كما تقوم بمراقبة حالة الموائل والأنواع الهامة من الكائنات الفطرية.

- انتهى -

نبذة حول هيئة البيئة - أبوظبي

تلتزم هيئة البيئة - أبوظبي، التي تأسست في عام 1996، بحماية وتعزيز جودة الهواء، والمياه الجوفية بالإضافة إلى حماية التنوع البيولوجي في النظم البيئية الصحراوية والبحرية في إمارة أبوظبي. ومن خلال الشراكة مع جهات حكومية أخرى، والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات البيئية العالمية، تعمل الهيئة على تبني أفضل الممارسات العالمية، وتشجيع الابتكار والعمل الجاد لاتخاذ تدابير، وسياسات فعالة. كما تسعى الهيئة لتعزيز الوعي البيئي، والتنمية المستدامة، وضمان استمرار إدراج القضايا البيئية ضمن أهم الأولويات في الأجندة الوطنية.

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال:

بالمكتب الإعلامي لهيئة البيئة- أبوظبي:

هاتف مباشر: 6934637-2 971+ هاتف متحرك: 4425096-50 971+ 

البريد الإلكتروني:pressoffice@ead.ae  الموقع الإلكتروني:www.ead.ae

 

© Press Release 2019