جذب أكثر من 24 مليون زيارة من شتى أنحاء العالم وحققت الفنادق في دبي أعلى معدلات إشغال في 15 عام خلال الأسابيع الأخيرة من فترة إقامته. 

تلخص تلك الأرقام الدفعة التي أعطاها إكسبو 2020 دبي، الذي أقيم في الإمارة منذ 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، للسياحة أثناء فترة تعافي القطاع من آثار جائحة كورونا.

كذلك كان لإكسبو دبي مردود ملموس على قطاع الأعمال في الإمارة، حيث فازت الشركات الصغيرة والمتوسطة بعقود تبلغ قيمتها 6.8 مليار درهم (1.85 مليار دولار) من خلال فعالياته، وفقا للموقع الرسمي للحدث.

الآن الهدف هو جعل تأثير إكسبو دبي دائم، حيث أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم الإمارة افتتاح "مدينة إكسبو دبي" في مطلع أكتوبر القادم في نفس المكان الذي اقيم فيه معرض إكسبو دبي، حيث ستضم المدينة مركز عالمي للمعارض وأجنحة "السعودية والمغرب ومصر وغيرها" من البلدان التي شاركت في الحدث، وفقا لبيان رسمي. 

ولم يوضح البيان ما إذا كانت المدينة ستحتفظ بأجنحة جميع الدول التي شاركت في إكسبو 2020 دبي أم بعض منها فقط.

وأصدر بن راشد خلال يوليو الجاري مرسومين بتعيين مسؤوليين رفيعي المستوى في الإدارة العليا للمدينة، حيث تم تعيين أحد أعضاء العائلة الحاكمة في دبي، أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيسا لسلطة مدينة إكسبو دبي، ووزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي في منصب الرئيس التنفيذي لسلطة المدينة. 

فما هو المردود المتوقع لمدينة إكسبو دبي؟ 

السياحة 

"الاستضافة الناجحة" للإكسبو في وقت كان العالم لا يزال يتعافى من تأثير جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى استجابة حكومة دبي الفعالة للجائحة، عزز  مكانة الإمارة كمدينة جاذبة للسياح خلال العام الجاري، وفقا لفيصل دوراني، رئيس أبحاث الشرق الأوسط لدى Knight Frank وهي شركة استشارات عقارية، مقرها لندن.  

وكان عدد السائحين الوافدين إلى دبي قد وصل إلى 5.1 مليون خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مسجلا زيادة تخطت 203% على أساس سنوي، وفقاً لبيانات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي.  

وقال دوراني لموقع زاوية عربي إنه يتوقع أن تكون مدينة إكسبو "بلا شك مقصد أساسي للسائحين لسنوات كثيرة قادمة."  

وأضاف "من ضمن الإرث.. الذي تركه إكسبو دبي هو التصميمات الهندسية التي تمثل الجيل الجديد" من المباني في دبي،" والتي تم بناؤها على مساحة تقارب ضعف إمارة موناكو. 

العقارات 

ستحتفظ مدينة إكسبو دبي بنسبة 80% مما تم تشييده من بنية تحتية وأبنية خلال الإكسبو، وفقا للبيان الرسمي الذي أعلن افتتاح المدينة في أكتوبر القادم، بما في ذلك 123 مبنى حاصل على شهادة "LEED"، وهي من أشهر التقييمات العالمية للمباني الخضراء، "مما يجسد حصولها على أعلى مستويات التصميم والبناء والعمليات المستدامة،" وفقا للبيان. 

وستكون مدينة إكسبو دبي خالية من البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة، وفقا للبيان الصادر في يونيو الماضي. 

وقال دوراني "بينما يصارع العالم تحديات تغير المناخ، بدأ قطاع العقارات أيضا في الاستجابة، وهو أمر غير مفاجئ نظرا لأن أعمال البناء تساهم بنسبة 40% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم."   

"ينجذب شاغلو (الوحدات الإدارية في الوقت الحالي) الي المباني المصنفة خضراء والتي يوجد نقص في المعروض منها، خاصة المباني التي تحظى بتقييمات بيئية معترف بها دوليا مثل LEED أو BREAM." 

وأضاف: "نوعية المباني التي شيدت في موقع الإكسبو هي رائدة.. وتعد النقيض التام لناطحات السحاب التي تملأ الإمارة، التي لم يتبنى معظمها الاجندة الخضراء بشكل هادف."  

وتهدف الأجندة الوطنية للإمارات، التي اعتمدها مجلس الوزراء - الذي يرأسه بن راشد - في عام 2015 وتستمر حتى 2030، إلى تحقيق أهداف للتنمية الخضراء وتحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون.   

مقرات الشركات 

تتيح إكسبو دبي للشركات أن تتخذ مقرات ضخمة لها في المدينة. 

وأشار البيان الذي صدر الشهر الماضي أن المدينة "تجذب بالفعل اهتمام عدد كبير من المستأجرين،" وستضم "قريبا" مقرات لموانئ دبي العالمية وشركة سيمنس، بالإضافة إلى عدد من الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة. 

ولم يستجيب فريق العلاقات العامة لمدينة إكسبو لسؤال زاوية عربي عبر البريد الإلكتروني عن أسماء الشركات الأخرى التي تعتزم نقل مقراتها إلى المدينة. 

ويتعافى السوق العقاري في دبي، الذي يمثل حوالي ثلث اقتصاد الإمارة، بعد انحداره على مدار سبع سنوات تقريبا، مدفوعا بارتفاع مشتريات الروس عقب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ فبراير الماضي. 

من جانب آخر، سجل مؤشر مديري المشتريات (PMI) في الإمارات تراجع إلى 54.8 نقطة في يونيو من 55.6 نقطة تم تسجيلها في مايو، متأثراً بارتفاع مستلزمات الإنتاج إلى أعلى مستويات في 11 عام. ويهدف المؤشر إلى قياس أوضاع القطاع الخاص غير النفطي.

ويقول تقرير صادر عن وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في شهر يوليو الجاري إن بعض القطاعات العقارية في الإمارات، وبالأخص قطاع المكاتب في دبي، تعاني من تخمة في المعروض وقد تحتاج لسنوات لتتعافى من آثار الجائحة.

وقد أظهر تقرير لشركة الأبحاث العقارية الشهيرة جي إل إل، انخفاض عدد الوحدات الشاغرة بقطاع المكاتب بدبي في الربع ال2 من العام بنسبة تقل ب3% عن الربع الأول.

للمزيد: فيديو - استمرار انتعاش القطاع العقاري في الإمارات في الربع الثاني

وقال دوراني "أسواق عقارات الإمارة.. في منطقة التعافي. هناك أعمال تسعى إلى الحصول على مساحات عمل من الطراز الأول تساعدهم في تحقيق أهدافهم المتعلقة بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة"، وهو ما ستوفره مدينة إكسبو بوفرة. 

 

(إعداد: شريف طارق، تحرير: ياسمين صالح، للتواصل zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا