بدأت رحلة بيتكوين في عام 2009 عندما تم تقييمها في البداية بحوالي سنت واحد لكل عملة، تخيلوا؟ هذا كان سعرها وقتها فعلا.

وفي عام 2010، وصلت إلى دولار واحد، وارتفعت منذ ذلك الحين إلى ان وصلت هذا العام إلى-  نفس عميق-  64 ألف دولار في رحلة كانت أكثر من مذهلة! 

البيتكوين: رحلة الصعود والهبوط 

رافق الارتفاع الهائل في السعر تقلبات غير عادية، فقد تخللته 3 مراحل هبوط عميق:

1- بنسبة 93% ما بين 2010 و2011

2- 83% ما بين عامي 2013 و2014

 3- 82% خلال 2018 و2019 

جزء من سبب تقلب عملة البيتكوين هو عدم مرونة الطلب عليها. فبغض النظر عن تحرك السعر، يزداد المعروض من البيتكوين بنفس الوتيرة المحددة مسبقًا، أي ان العرض لا يستجيب للطلب.   

لماذا؟ 

ل3 أسباب رئيسية:

تكلفة المعاملة: وهي العمولة التي يدفعها المستثمر عندما يريد بيع أو شراء البيتكوين. جاءت كل من ال3 دورات الهبوط السابق ذكرها بعد ارتفاع حاد في تكلفة معاملات البيتكوين.  

العلاقة بين حجم التداول وأسعار البيتكوين: ليست واضحة دائمًا، ولكن منذ عام 2013، بدا أن عدد متزايد من المعاملات ينذر أحيانًا بارتفاع أسعار البيتكوين، بينما يظهر ركود أو هبوط في بعض الأحيان قبل انخفاض الأسعار.

الصعوبة: والتي تتمثل في عدد العمليات الحسابية اللازمة للكمبيوتر لسك عملة بيتكوين جديدة. 

في عام 2010، كان يمكن لجهاز الكمبيوتر إجراء ما لا يقل عن 10 عمليات حسابية لإنتاج عملة معدنية واحدة. اليوم، يتطلب الأمر 25 تريليون عملية حسابية في المتوسط. هذا يعني أنه مع وجود 18.7 مليون عملة بيتكوين من ال21 مليون بيتكوين التي يمكن انشاءها على الاطلاق، فإن إنتاج ال 2.3 مليون عملة المتبقية سيكون مكلف من الناحية الحسابية وتكلفة الكهرباء المتطلبة لإجراء هذه العمليات الحسابية.   

ما يحدث مع البيتكوين له آثار على عالم الأصول المشفرة الأوسع، بما في ذلك الإيثر، عملةشبكة الايثريوم وهي تكنولوجيا- مثل نظام الاندرويد أو الأيفون -لها لغة البرمجة الخاصة بها وتقدم مجموعة من التطبيقات للمستثمرين التي تضمن خصوصيتهم وعدم امكان آخرين الوصول إلى المعلومات أو الأموال الخاصة بهم. ويرتبط الإيثر ارتباط وثيق بالبيتكوين، فعندما ترتفع أسعار البيتكوين، تميل أسعار الإيثر إلى الارتفاع.

الإيثر: تنوع وفرص أكبر 

تم إنشاء الايثريوم لتمكين المطورين من إنشاء ونشر العقود  والتطبيقات المتنوعة التي يمكن استخدامها بدون مخاطر التوقف أو الاحتيال أو التدخل من طرف ثالث. 

تصف ايثريوم نفسها بأنها تميز نفسها عن البيتكوين كشبكة قابلة للبرمجة تعمل كسوق للخدمات المالية والألعاب والتطبيقات، والتي يمكن دفع ثمنها جميعًا بالعملة المشفرة الخاصة بها، الإيثر، وهي آمنة من الاحتيال أو السرقة أو الرقابة. 

و تحتل الإيثر المرتبة الثانية في القيمة السوقية بعد البيتكوين منذ مايو 2020 . وتجاوز عدد عملات الإيثر المتداولة 100 مليون في عام 2018. فعلى عكس البيتكوين، لا يوجد حد لعدد الإيثر الذي يمكن إنشاؤه. ولكن يمكن إنشاء 18 مليون إيثر فقط في 12 شهر.

بالرغم من تصميم عملة الإيثر المشفرة لاستخدامها على شبكة الايثريوم. مع ذلك، مثل البيتكوين، فإن الإيثر هي الآن طريقة دفع مقبولة من قبل بعض التجار وموردي الخدمات. 

تخضع ايثريوم حاليًا لترقية طال انتظارها تُعرف باسم ايثريوم 2.0، والتي تهدف إلى معالجة مشاكل الازدحام التي أدت إلى إبطائها في الماضي. 

بين البيتكوين والايثريوم، من سيكسب؟

ربما يتخيل المرء أن مرونة عرض الإيثر الأكبر قد تخفف من تقلباته، ولكن يبدو أن العكس هو الصحيح. 

مؤخرا بدأت تبرز علاقات بين الإيثر والبيتكوين. لاحظ الباحثون أن كمية الإنشاء السنوي للإيثر الجديد تتبع سعر صرف الإيثر مقابل البيتكوين. عندما ترتفع أسعار الإيثر بالنسبة إلى البيتكوين، كما حدث في عام 2017 وكما حدث مؤخرًا، يحفز هذا على إنشاء عملات إيثر إضافية. ما يشير إليه هذا هو أن العرض الجديد للإيثر لا يتبع حجم الطلب على الإيثر بقدر ما يستجيب لسعر الإيثر بالنسبة إلى البيتكوين. 

يشير هذا إلى أن عملة البيتكوين ما زالت تتمتع بمميزات الأسبقية، كونها الأولى من نوعها في الأسواق، كما انها تتميز بكونها تعتبر وسيلة لحفظ الثروة في عالم العملات المشفرة ومنافسة الذهب.

يتأثر سعر البيتكوين بتكلفة المعاملات وحجم التداول، بينما ترتبط أسعار الإيثر بعملة البيتكوين. ولكن الإيثر له تطبيقات عملية أكثر من البيتكوين، يا ترى من سيكون رقم واحد بعد 10 أعوام؟

المقال الجزء الثاني من سلسلة مقالات عن العملات المشفرة، لقراءة الجزء الأول: أسواق العملات الرقمية بين الماضي والمستقبل  

 

(إعداد:  محمد طربيه، المحلل الاقتصادي بزاوية عربي و أستاذ محاضر ورئيس قسم العلوم المالية والاقتصادية في جامعة رفيق الحريري بلبنان وحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال)    

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com) 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام