* منتجو النفط الخليجيون لم يتفقوا حتى الآن على موقف موحد

* إيران لا تتوقع التوصل لاتفاق يوم الجمعة وترفض ضغوط ترامب

* روسيا تضغط من أجل زيادة كبيرة في الإنتاج بدءا من يوليو

(لإضافة تفاصيل وخلفية)

من رانيا الجمل وشادية نصر الله وإرنست شيدر

فيينا 20 يونيو حزيران (رويترز) - قالت مصادر مطلعة على نقاشات منتجي النفط الخليجيين اليوم الأربعاء إن السعودية تواجه صعوبات في إقناع رفاقها الخليجيين بالحاجة إلى زيادة إنتاج النفط، وهو ما يضيف المزيد من التعقيدات قبيل اجتماع منظمة أوبك هذا الأسبوع.

وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الجمعة للبت في سياسة الإنتاج وسط دعوات من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والصين لتهدئة أسعار النفط ومن ثم دعم الاقتصاد العالمي عن طريق إنتاج المزيد من الخام.

وقالت إيران أمس الثلاثاء إن من غير المرجح أن تتوصل أوبك إلى اتفاق بشأن إنتاج النفط هذا الأسبوع، لتفتح بذلك الباب أمام صدام مع السعودية وروسيا اللتين تدفعان باتجاه زيادة كبيرة في الإنتاج اعتبارا من يوليو تموز لتغطية الطلب العالمي المتنامي.

وقال مصدران مطلعان إن غياب توافق بين منتجي النفط الخليجيين الذين عادة ما يكون موقفهم موحدا يضيف المزيد من التعقيدات قبيل اجتماع الجمعة.

وقالت مصادر إن الحلفاء التقليديين للسعودية، الإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين، يرون أن المملكة تسرعت جدا في الاستجابة لدعوات أمريكية طالبت بزيادة الإنتاج. كما أثار التنسيق الوثيق بين الرياض وروسيا غير العضو في أوبك حفيظتهم.

وقال مصدر بعد اجتماع لوزراء النفط الخليجيين مساء أمس الثلاثاء إن هناك آراء متباينة بشأن حجم زيادة الإنتاج وما إذا كان مثل هذا الإجراء يجب أن يكون تدريجيا.

كانت روسيا اقترحت زيادة الإنتاج من أوبك ومن خارجها بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا، وهو ما ينهي من الناحية العملية تخفيضات الإنتاج الراهنة التي تصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا وساهمت في إعادة التوازن للسوق على مدى الثمانية عشرة شهرا الماضية ورفعت أسعار النفط إلى 75 دولارا للبرميل. وكان سعر النفط انخفض إلى 27 دولارا للبرميل في عام 2016.

وتعارض إيران وفنزويلا والجزائر والعراق الأعضاء في أوبك أي تخفيف في تخفيضات الإنتاج خشية أن يؤدي ذلك لتعثر الأسعار.

غير أن أوبك ربما تتوصل لاتفاق في اللحظة الأخيرة يوم الجمعة بشأن توافق على خفض زيادة الإنتاج لأقل من مليون برميل يوميا حسبما ذكرت مصادر في المنظمة.

* إقناع إيران

قد يتم اتخاذ قرار بشأن زيادة الإنتاج على الرغم من رفض إيران المشاركة فيه مثلما حدث من قبل في أوبك.

وظلت إيران العقبة الرئيسية التي تواجه الاتفاق، حيث قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أمس الثلاثاء إن أوبك لا ينبغي أن ترضخ لضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الإنتاج.

وأضاف أن ترامب ساهم في زيادة الأسعار عن طريق فرض عقوبات على إيران وفنزويلا العضوين في أوبك، وهو ما سيؤدي على الأرجح لخفض الصادرات.

وقال زنغنه للصحفيين إنه سيغادر فيينا يوم الجمعة قبل أن تعقد أوبك محادثات مع المنتجين من خارجها في اليوم التالي، لكن الجهود مستمرة اليوم الأربعاء لإقناع إيران بالمشاركة في اتفاق.

وقالت المصادر إن السعودية لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تمارس الكثير من الضغط على إيران، بينما يُنظر إلى روسيا غير العضو في المنظمة على أنها قد تكون قادرة على إقناع طهران.

وقال مصدران إن من المنتظر أن يحضر زنغنه لجنة وزارية غدا الخميس. ولا تشارك إيران عادة في هذه اللجنة التي تشمل روسيا والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والكويت والجزائر وفنزويلا.

وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي اليوم إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق عندما تجتمع أوبك، لكنه أضاف أن "سوق النفط لم تصل إلى مستوى الاستقرار".

(شارك في التغطية ألكس لولر وأحمد غدار وفلاديمير سولداتكين - إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيى)