يتزايد إجمالي الإصابات اليومية المسجلة بكوفيد-19 في السعودية بالمئات يوميا، في أعقاب ظهور متحور أوميكرون في المملكة، فيما عادت السلطات إلى فرض بعض الإجراءات الوقائية وكان آخرها يتعلق بالعمرة، فهل نحن بصدد إغلاق عام من جديد وما تأثيره على الاقتصاد؟

أعلنت السعودية يوم الأربعاء (5 يناير) تسجيل 3,045 إصابة جديدة بكورونا، وهي المرة الأولى التي تتخطى فيها الإصابات اليومية حاجز الـ 3000 حالة منذ يوليو 2020، بحسب بيانات وزارة الصحة السعودية.

وفي غضون أسبوعين تضاعفت الأعداد من 252 إصابة في إعلان وزارة الصحة يوم 22 ديسمبر الماضي إلى أكثر من ثلاثة آلاف الآن.

>

تدابير بتبعات اقتصادية

دفعت الزيادة الكبيرة في الإصابات اليومية في المملكة السلطات السعودية إلى إعادة فرض بعض الإجراءات الاحترازية وكان آخرها يوم الثلاثاء، إذ ألزمت بوجود فترة 10 أيام لتكرار العمرة، وذلك بعدما كانت السعودية بدأت في أغسطس الماضي استقبال طلبات العمرة من مختلف دول العالم. 

وتستهدف السعودية الوصول إلى مليوني معتمر شهريا. وكانت المملكة قبل الجائحة تجني ما يقارب 4 مليار دولار أمريكي سنويا من عائدات العمرة. وتكون ذروة موسم العمرة في أشهر رجب وشعبان ورمضان وهو ما يوافق الفترة من فبراير  وحتى منتصف مايو في عام 2022. 

وقال محمد السويّد الرئيس التنفيذي لشركة رزين المالية السعودية التي تقدم الاستشارات في مجال الأوراق المالية، في حديث لزاوية الأربعاء، إن القرار الخاص بالعمرة سيؤثر على عائدات السعودية السنوية من العمرة "بكل تأكيد".

وأضاف أن "أي اجراءات حاليا أو تقييد للحركة الاقتصادية والتجارية سيؤثر على سير التعافي لقطاع الحج والعمرة الذي مازال يواجه بعض المصاعب للعودة لمستوى ما قبل الجائحة".

وقبل قرار العمرة ببضعة أيام، عادت المملكة لإلزام جميع المواطنين والمقيمين بارتداء الكمامة وتطبيق إجراءات التباعد في جميع الأماكن المغلقة والمفتوحة بداية من آخر ديسمبر الماضي.

هل قرار الإغلاق قريب؟

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، خلال إحاطة إعلامية يوم الأحد، إن "مؤشر المنحنى الوبائي يتصاعد بشكل ملحوظ ومخيف قد يعود بنا إلى أيام لا نرغب في عودتها في حال عدم التزامنا بتطبيق الإجراءات الاحترازية والمسارعة إلى أخذ اللقاحات المستحقة".

وقد فرضت السعودية حظر تجوال لأول مرة لمنع انتشار كورونا في أبريل عام 2020، ثم عادت لفرضه مرة أخرى في يونيو من العام نفسه، وبعدها أبقت على عدة اجراءات منها حظر السفر لفترة أطول من دول خليجية أخرى. وقد وصل عدد الإصابات بكورونا وقت ذروة الفيروس في 2020 لـ 4,919  إصابة في يوم واحد.

لكن السويّد استبعد، في حديثه لزاوية عربي، اتخاذ السلطات السعودية مزيد من التدابير الوقائية في الوقت الحالي، وقال إن "أي إجراء اغلاق اقتصادي سواء كان جزئي أو كامل سيزيد من مخاطر نمو اقتصاد السعودية خلال سنة 2022 ويعرض آمال النمو للاضمحلال".

وتتوقع المملكة تعافي النمو الاقتصادي في العام الجاري إلى مستوى 7.4% مقابل 2.9% متوقعة في عام 2021، وذلك بعد انكماش بنحو 4.1% في 2020، وأن تحقق فائض في الميزانية في 2022 يقدر بـ 90 مليار ريال (24 مليار دولار) بنسبة 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك للمرة الأولى منذ 2013.

واستبعد السويّد فرض اغلاق عام، لكنه قال في الوقت نفسه إنه "مازال احتمال قائم حتى تصرح الجهات المسؤولة بوضوح خطتها الفترة القادمة مع انتشار المتحورات".

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

 (تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

(الإنفوجرافك من إعداد: أماني رمضان)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2022

#تحليلسريع

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام