تصدرت السعودية أكبر أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عناوين الصحف في الفترة الماضية، ليس فقط بسبب سعيها المستمر لتنفيذ الطرح العام الأولي لحصة في شركة أرامكو بل بسبب التعديلات والتعيينات الجديدة التي أحدثتها في قطاع الطاقة في المملكة.

التغييرات والأسباب

فبعد تقسيم وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى كيانين منفصلين آخر الشهر الماضي، أصبح وزير النفط السعودي خالد الفالح وزير للطاقة فيما تم تعيين بندر الخريف وزير للصناعة والثروة المعدنية. وقد أثارت هذه التغييرات حيرة المحللين ووسائل الإعلام على حد سواء.

وبعدها بيومين عزل خالد الفالح عن منصبه كرئيس مجلس إدارة أرامكو وهو منصب ارتبط على مدار عقود بمنصب وزير الطاقة. ثم تمت إقالته من منصب وزير الطاقة في مرسوم ملكي جاء في وقت متأخر من مساء السبت الماضي.

ولا شك أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومستشاريه قد حثوا على هذا التغيير قبل الطرح العام الأولي لأرامكو الذي طال انتظاره والمقرر الآن أن يصبح مشروع ينفذ على مرحلتين في الفترة من 2019 إلى 2021.

والأسباب وراء إعادة هيكلة قطاع الطاقة في المملكة العربية السعودية واضحة. فمن وجهة نظري قد يكون الطرح العام الأولي لأرامكو والذي بدا متعثر في السنوات الماضية  قد تسبب في بعض التوترات داخل الحكومة، وفي الوقت نفسه لم تحقق استراتيجية خالد الفالح لاتفاقية أوبك+ لخفض الإنتاج النجاح الكافي. فبرغم نجاح أوبك وروسيا في عقد اتفاقية لخفض الإنتاج، و هو ما أدى إلى سحب عدة ملايين من براميل النفط الخام من السوق يومياً، لا تزال أسعار النفط منخفضة للغاية بما لا يحقق التخفيف المطلوب من الأعباء المالية لأطراف الاتفاق الرئيسية وهم المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة وروسيا.  

قرارات مهمة في الانتظار

في نفس الوقت، لا مفر من اتخاذ قرارات صعبة في الأسابيع المقبلة، لا سيما لتحديد ما إذا كانت أوبك+ ستواصل استراتيجيتها لسحب كميات إضافية من النفط من السوق أو إنهاء العمل بنهجها الحالي.

هناك حاجة لاتخاذ بعض تلك القرارات المحورية هذا الأسبوع بالفعل حيث تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لأوبك+ في أبو ظبي يوم الخميس 12 سبتمبر. وسيطرح الاجتماع عدد من القضايا للنقاش من بينها خفض الإنتاج المحتمل للعام المقبل أو تخفيضات أكبر في الحصص الحالية.

وتحظى فكرة تخفيضات الحصص بقدر كبير من الترقب في السوق، خصوصاً بعد إقالة خالد الفالح ومفاجأة تعيين نجل الملك سلمان الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير جديد للطاقة والذي يعد خروج تاريخي على ما جرى عليه العرف من عدم تعيين أفراد العائلة المالكة في هذا المنصب.

 

*تم التواصل مع Cyril عبر موقع WriteCaliber وهو موقع حديث ومقره دبي ويقدم للصحفيين مجموعة من الخبراء للتواصل معهم واستخدام آرائهم في مواضيع صحفية ومقالات رأي.

 

لقراءة مقالات سابقة لCyril : 

ماذا سيحدث لأسعار النفط في حالة نشوب حرب مع إيران؟

استهداف الشمس ... هل الطاقة الشمسية هي الحل في الشرق الأوسط؟

 

للمزيد عن وزير الطاقة السعودي الجديد عبد العزيز بن سلمان:

من هو الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي الجديد؟

 

(وقد قامت بترجمة المقال رنا منير البويطي. رنا مترجمة ومحررة مستقلة منذ عام 2011 وعملت سابقاً مترجمة صحفية بموقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز)

(وقامت بالمراجعة التحريرية ياسمين صالح، للتواصل:  yasmine.saleh@refinitiv.com)

© Opinion 2019

المقال يعبر فقط عن عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية أستثمارية معيّنة.