بعد 4 سنوات من الخسائر المتواصلة تحولت حديد عز المصرية، أكبر منتج للصلب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للربح في الربع الأول من العام الجاري.

الشركة التي تتبع رجل الأعمال والسياسي المصري السابق أحمد عز استفادت بشكل أساسي من ارتفاع الأسعار العالمية وزيادة مبيعات التصدير من الصلب المسطح ولفائف الحديد في ظل ارتفاع في الطلب والأسعار عالميا.

مؤشرات مالية

حققت حديد عز أرباح بنحو 1.188 مليار جنيه (75.9 مليون دولار) في الربع الأول من العام الجاري مقابل خسائر بنحو 1.350 مليار جنيه (86 مليون دولار) في نفس الفترة من 2020.

وقالت حديد عز إن قيمة مبيعاتها المجمعة ارتفعت بنسبة 25%، في الربع الأول من العام الجاري إلى حوالي 13.5 مليار جنيه (862 مليون دولار) مقابل حوالي 10.8 مليار جنيه (689 مليون دولار) في الربع الأول 2020.

وعزت الشركة هذا الارتفاع في المبيعات إلى "زيادة حجم مبيعات الصلب المسطح بنسبة 65%، وارتفاع متوسط أسعار بيع حديد التسليح والصلب المسطح بنسبة 37% و44% على التوالي".

ويستخدم حديد التسليح في البناء بينما يستخدم الصلب المسطح في الصناعات مثل الأجهزة والسيارات.

انتعاش التصدير

قال محمد حنفي، مدير عام غرفة الصناعات المعدنية، باتحاد الصناعات المصرية، وهو تجمع شبه حكومي يضم الشركات الصناعية، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة، إن التصدير كان السبب الرئيسي في تحسن مبيعات حديد عز.

"المبيعات الخارجية للحديد المسطح ولفائف الحديد، ساهمت في تحول حديد عز للأرباح، حيث أن الأسواق العالمية بدأت تفتح أبوابها للاستيراد بقوة، مع ارتفاع كبير في الأسعار".

وقالت حديد عز في بيان للبورصة المصرية، اليوم الخميس، إن إجمالي صادراتها في الربع الأول من العام الجاري بلغ 269 مليون دولار، بزيادة 47% عن الربع الأخير من العام الماضي.

وقالت ريهان حمزة، محللة قطاع الصناعة لدى العربي الأفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة، إن "الشركة استفادت أيضاً من مخزون الإنتاج، والخامات، بالأسعار القديمة المنخفضة، وبالتالي انتهزت فرصة ارتفاع الأسعار العالمية، لتحقيق هامش ربح مرتفع".

وأضاف حنفي أن "أسعار حديد عز تعتبر تنافسية أمام الدول الأخرى التي تعاني من اضطرابات في الإنتاج وارتفاع في التكاليف بسبب إغلاقات كورونا، وهو ما ساهم في زيادة صادراتها".

تباطؤ السوق المحلي

قال حنفي إن "السوق المحلي لا يزال يعاني من الركود، خاصة بعد التشديد الحكومي على اشتراطات بناء المساكن والتصدي للبناء العشوائي".

وبالفعل تشير بيانات الشركة إلى أن كمية مبيعاتها من حديد التسليح (المستخدم في البناء) انخفض في الربع الأول بنحو 37% عن نفس الفترة من العام الماضي.

وعوضت الشركة هذا التراجع من خلال زيادة أسعار بيع حديد التسليح بنحو 44% في الربع الأول.

وقال حنفي إن أسعار حديد التسليح المحلية ارتفعت بنحو 50% منذ أكتوبر الماضي، لتصل إلى حوالي 14.6 ألف جنيه (934 دولار) للطن، في الوقت الحالي، بعد أن زادت الخامات العالمية في هذه الفترة بنحو 70%.

وكانت مبيعات حديد التسليح المحلية تراجعت العام الماضي إلى حوالي 6.7 مليون طن، مقارنة بمتوسط مبيعات في حدود 8 مليون طن سنويا، بسبب تداعيات كورونا، بحسب ما ذكره حنفي.

وقال حنفي إن مبيعات حديد التسليح في أول خمسة أشهر من العام الجاري، بالسوق المحلي، بلغت حوالي 2 مليون طن، وهي لا تزال ضعيفة بسبب ركود الطلب.

خفض تكلفة الطاقة

قالت محللة العربي الأفريقي، لزاوية عربي، إن النتائج المالية لحديد عز في الربع الأول من العام الجاري استفادت أيضا من خفض الحكومة لأسعار الغاز الطبيعي والكهرباء للقطاع الصناعي من أول أبريل 2020.

وكانت الحكومة خفضت أسعار الكهرباء بقيمة 10 قروش للمصانع، كما خفضت سعر الغاز الطبيعي ووحدته في جميع الصناعات إلى 4.5 دولار للمليون وحدة حرارية، من أجل مساندة القطاع الصناعي في مواجهة أزمة كورونا.

"تكاليف الطاقة في الربع الأول من العام الجاري، كانت أقل من مثيلتها في نفس الربع من 2020، وساهم ذلك في تحسن هوامش الأرباح".

وترى حديد عز، أن أسعار الغاز لا تزال مرتفعة في مصر مقارنة بما يدفعه مصنعو الصلب في الدول الأخرى المنتجة للغاز الطبيعي، بحسب ما قالته في تقرير مجلس إدارتها الصادر أمس.

وقالت حديد عز إنها استفادت أيضا من انخفاض أسعار الفائدة في مصر والتسهيلات البنكية التي ساهمت في خفض عبء الفوائد.

توقعات 2021

تتوقع ريهان أن تحقق حديد عز أرباح هذا العام إذا استمرت الأسعار والمبيعات المرتفعة عند معدلاتها الحالية.

وكانت نتائج الشركة في آخر سنوات كالتالي:

(بحسب القوائم المالية المجمعة للشركة)

2020: خسائر 4.685 مليار جنيه (299 مليون دولار)

2019: خسائر 8.111 مليار جنيه (517.9 مليون دولار)

2018: خسائر 1.030 مليار جنيه (65.7 مليون دولار)

2017: خسائر 1.097 مليار جنيه (70 مليون دولار)

2016: أرباح 560 مليون جنيه (35.7 مليون دولار)

نبذة عن الشركة 

(بحسب الموقع الإلكتروني للشركة وقوائمها المالية)

تأسست حديد عز، في أبريل 1994، وتعد أكبر منتج مستقل للصلب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بطاقة إنتاجية 7 ملايين طن من منتجات الصلب سنويا.
ويتبع حديد عز مجموعة من الشركات من بينها العز الدخيلة للصلب بالإسكندرية، والعز لصناعة الصلب المسطح، ومصانع العز للدرفلة.

(إعداد عبدالقادر رمضان ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام