ذكرنا في الاسبوع الماضي ان اقليم الشرق الاوسط يستحوذ على نصف المخزون الاستراتيجي من الغاز الطبيعي في العالم، وان الكويت تقع في وسط هذا الاقليم تماما، ونضيف في هذا المقال بان هناك دولتين في هذا الاقليم تحتلان المركزين الثاني والثالث لاكثر الدول انتاجا ومخزونا للغاز الطبيعي، وهما ايران ثم قطر بعد روسيا كدول اولا.

كل هذه المعلومات تؤكد انه ليس هنا عجز في الحصول على الغاز الطبيعي من دول الجوار في حالة استقرار الاوضاع السياسية في هذه الدول.
يمكن للكويت ان تجلب الغاز الطبيعي من السعودية وروسيا وايران وقطر والعراق ومصر وسوريا عبر انابيب مدفونة تحت الارض او ممدودة تحت الماء. سنخصص قريبا مقالا خاصا بهذه الفرص الغازية. اما في هذا المقال فإننا سنركز الحديث عما هو داخل الكويت.

تستهلك الكويت ما مقداره 2 مليار من الاقدام المكعبة من الغاز الطبيعي والغاز المسال (الغاز الطبيعي الذي يتم ضغطه الى ان يصبح سائلا ويتم نقله في انابيب ممتدة فوق سطح الارض او انابيب ممتدة تحت سطح الماء) والغاز المسيل (هو الغاز الذي يتم تسييله ليكون في حالة صلبة تحت ظروف صناعية معينة لابقائه في حالتة السائلة القريبة من الصلبة لنقله في ناقلات تطوف البحار ثم يعاد الى حالته الغازية في المرفأ الذي يصل اليه) كما يتم حرق النفط الخام عند الضرورة لتوفير الطاقة وهو الاكثر كلفة على الدولة.

في مقال سابق اكدنا ان الغاز الطبيعي الحر قد تم اكتشافه في تجربة الحفر التي تمت في البئر مطربة التي تقع وسط الصحراء غرب الروضتين، هذه التجربة تتطلب استخدام تقنيات جديدة في الصناعة النفطية، حيث ان التكنولوجيا النفطية تتقدم بسرعة فإننا نتوقع قريبا حدوث اختراق تقني يحقق تجاوز الصعوبات الجيولوجية والفنية في مطربة يجعل الغاز الطبيعي الحر قاب قوسين او ادني من النجاح بإذن الله تعالى.

اما الفرصة الاخرى المتوقعة لانتاج الغاز الطبيعي الكويتي فهي حقل الدرة الغازي، الذي تم اكتشافه في المياه الكويتية في الستينات من القرن الماضي، والذي يحتوي على غاز طبيعي يقدر بـ 20 تريليون قدم مكعبة، وهي تقديرات اولية تمثل الطبقات الارضية الدنيا من الحقل فقط، اما بقية الطبقات فتحتاج مزيدا من البحث والاستكشاف.

الاتفاقات النفطية التي تبرهما الشقيقتان المملكة العربية السعودية والكويت بشأن الحقول النفطية المشتركة تسير باتجاه الاستفادة من هذه الثروات، وما تم من اتفاق بشأن حقل الدرة سيوفر للكويت ما يقارب نصف مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميا عند اكتمال خطة الانتاج والتطوير لهذا الحقل، اي سوف يسد عجز الطاقة في الكويت بنسبة %25.

نتطلع الى اتفاقات اخرى مماثلة في الحقول المشتركة بين البلدين بما يؤدي الى حسن استغلال كامل للثروات النفطية لمصلحة البلدين.

© Al Qabas 2018