26 07 2017

تواجه شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط خاصة منطقة الخليج معضلة ارتفاع درجات الحرارة، والتي تحد من قدرات الطائرات على التحليق والهبوط في المناطق الأشد حرارة والتي تصل فيها إلى حاجز الـ 50 درجة، مما يضطر بعض الرحلات إلى تغيير وجهاتها إلى مناطق تنخفض فيها الحرارة، آخرها رحلة لوفتهانزا الألمانية على طائرة من نوع إيرباص A320 القادمة من فرانكفورت إلى بغداد، والتي اضطرت إلى قطع رحلتها إلى العراق والعودة إلى فرانكفورت بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت إلى 45 درجة مئوية.

عمليات حسابية
تخضع الطائرات إلى عمليات حسابية معقدة في رحلاتها أبرزها درجات الحرارة واتجاه الرياح وسرعتها، وكمية الوقود، وعدد الركاب،وكمية العفش، ووزن الطائرة الكلي، وبعضها يشكل قيودا على الرحلة في مسارها، ويشمل ذلك جميع الشركات، إلا أنها تختلف من شركة إلى أخرى، ولعل شركة بوينج الأميركية تأتي الأفضل من بين جميع الشركات في عملية دقة وتحمل هذه القيود، حيث تستطيع طائراتها تحمل درجات حرارة تصل إلى 54 درجة فوق الصفر، تأتي خلفها شركة الإيرباص الأوروبية التي تصل فيها درجة حرارة التحمل حتى 44 درجة مئوية، إلا أن الشركة أخضعت طائراتها في الفترة الأخيرة لعدة اختبارات في سبيل تطويرها لتحمل حرارة الخليج على وجه الخصوص، آخرها كان تجربة الأداء والتحمل التي عملتها في مدينة العين الإماراتية لطائراتها من نوع A350-1000، والتي وصلت فيها درجة التحمل إلى ما فوق الأربعين درجة، إلا أنه ورغم ذلك إلا أن القائمين على الشركة يؤكدون أنهم استطاعوا أن يصلوا بدرجات التحمل فيها إلى 53 درجة.

اختلاف القيود
مصدر مطلع «رفض ذكر اسمه» يعمل في إحدى شركات الطيران العاملة في المملكة، أكد أن هذه القيود تختلف حسب الحسابات التي تخضع لها، فرحلات المساء تختلف عن رحلات الصباح، فيما تحاول كثير من الشركات تقليص عدد رحلاتها وقت النهار الذي تشتد فيه درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة، خاصة في منطقتنا الخليجية والسعودية، أيضا تختلف الرحلات باختلاف موقع المطارات، ولكل لها حساب خاص بها، فالمطارات التي تقع في مدن بحرية لها حسابات خاصة، حيث يصل ارتفاع بعض هذه المدن إلى صفر عن سطح البحر، والمطارات التي تقع في مدن مرتفعة لها حسابات أخرى خاصة، حيث يصل بعضها إلى أكثر من 8 آلاف متر عن سطح البحر.

وزن الطائرة
كابتن طيار متقاعد محمد طاهر فلاتة، قال بالفعل هناك حسابات تخضع لها كل رحلة حسب حالة الطقس وموقع المطار، وتعتبر المطارات في المدن المطلة على البحار أفضل المطارات التي يمكن للطائرات الهبوط بها، وتقل فيها هذه الحسابات، مشيرا إلى أن درجات الحرارة لها تأثير كبير في استكمال الرحلة من عدمها، لكن ذلك يخضع لعدة اعتبارات من شدة الحرارة والمدرجات والإطارات، ووزن الطائرة نفسه يخضع كثيرا لحسابات، وأحيانا يحتاج قائد الطائرة إلى الاختيار بين تخفيض عدد الركاب أو تقليص وزن العفش، حتى يستطيع مواجهة حالة الطقس والإقلاع بالطائرة والهبوط بها بأمان.

الطائرات الحديثة
في السابق كانت تختلف طائرات الإيرباص والبوينج، والأخيرة تتحمل درجات حرارة تصل إلى 54 درج مئوية، فيما تصل درجة تحمل طائرات الإيرباص إلى 44 درجة مئوية، لكن حاليا ومع تطور صناعة الطيران فالشركتان تتساويان تقريبا في المواصفات، والإيرباص طورت نفسها ووصلت أيضا إلى 54 درجة مؤية في بعض فئاتها خاصة طائراتها الحديثة.

وتعتبر أفضل المطارات في العالم هي المطارات البحرية التي تقع في مدن على البحر وأفضل الأوقات لإقلاع الرحلات، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى مستويات كبيرة في الصيف هي فترة الصباح قبل اشتداد الحرارة وفترة المساء.

الظروف المناخية
يذكر أن شركات الطيران العاملة في المملكة عملت في الآونة الأخيرة على توقيع عقود مع عدد من شركات الطيران الشهيرة مثل البوينج والإيرباص، لتتواءم مع الظروف المناخية في المنطقة، ولعل أكبر هذه الشركات الخطوط السعودية التي تسعى إلى أن يصل عدد أسطولها من الطائرات إلى 200 طائرة مع نهاية 2020، واضعة في الاعتبار التقنيات الحديثة فيها وقدرة تحمل أكبر تتوائم مع الظروف المناخية في المملكة، وقد وصل حتى الآن إلى 134 طائرة، وتبقى 66 طائرة تصل تباعا، منها 83 طائرة من نوع إيرباص من أصل 113 طائرة من نفس الشركة.


أسطـول الســعـوديــة الـحـالـي
 42 طائرة إيرباص A320 - 214
 15 طائرة إيرباص A321
 26 طائرة إيرباص A330 - 343
13 طائرة بوينج B777- 268L
32 طائرة بوينج B777-368ER
6 طائرات بوينج B787- 9

© Al Watan 2017