14 05 2018

أكد المهندس عبدالله الثعلي مدير إدارة التطوير الصناعي والإمداد الاستراتيجي في "أرامكو"، أن برنامج اكتفاء يعد حافزًا للاستثمارات المحلية خصوصًا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، مبينا أن البرنامج حقق نجاحًا منذ إطلاقه، حيث أسهم في رفع نسبة الشراء من المصانع المحلية تصل إلى 50 في المائة خلال عام 2017، وهي نسبة يتم تحقيقها للمرة الأولى في تاريخ الشركة.

جاء ذلك خلال مشاركة "أرامكو" السعودية بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية في ملتقى "الثورة الصناعية الرابعة ودعم برنامج اكتفاء لها" الذي استضافته الغرفة أمس، في مقرّها في الدمام، وذلك بهدف دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتسليط الضوء على عددٍ من الفرص الاستثمارية في مجال الثورة الصناعية الرابعة.

وحضر الملتقى عدد من المختصين من "أرامكو السعودية" وأعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية، إضافة إلى عدد من المستثمرين والمهتمين بهذا القطاع، وممثلين من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.

وقال المهندس عبدالله الثعلي، إن الشركة حريصة على تحفيز الموردين المحليين وتقديم كل التسهيلات التي تدعم مصانعهم, بما فيها اعتمادها الكلي عليهم في قطع الغيار والصناعات التي تستخدمها الشركة في بعض الصناعات حتى بلغت 53 في المائة مقارنة بـ35 في المائة العام الماضي.

وأشار إلى أنه لا نية لإيقاف برنامج اكتفاء، مؤكدا استمراره تحت إشراف مختصين، حيث إن الهدف منه تطوير الصناعات المحلية والاعتماد على الموردين المحليين.

وبين أن الشركة تشترط على المستثمر الأجنبي الاستثمار محليا حتى يتم السماح لها بالمنافسة على مشاريع الشركة في مجال التصنيع والتوريد, مضيفا أن "أرامكو" منحت أكثر من 13 ألف ترخيص لمصانع محلية في المملكة, مشيرا إلى أن منح التراخيص أصبحت أكثر سهولة ومرونة في ظل وجود فريق عمل متكامل يتواصل مع ملاك المصانع يقف ميدانيا على حالة المصنع وتزويدهم بالمعلومات والشروط المطلوبة أولا بأول، متوقعا زيادة العدد في الفترة المقبلة بناء على الطفرة الاقتصادية المتنوعة التي تشهدها المملكة.

وأشار إلى أن قيمة الفرص الاستثمارية الواعدة في مجال الثورة الصناعية الرابعة التي توفرها الشركة عبر برنامج اكتفاء، أكثر من 1.5 مليار دولار، تدخل ضمنها البيانات الكبيرة وعلم الروبوتات.

وأوضح أن الثورة الصناعية الرابعة هي الثورة التي اعتبرها مشاركون في منتدى دافوس الاقتصادي أنها "تسونامي التقدم التكنولوجي" الذي سيغير كثيرا في حياة البشر، مشيرا إلى أن شركة أرامكو قطعت شوطا كبيرا في تقييم تقنيات هذه الثورة وكيفية الاستفادة منها، بل وضعت استراتيجية شاملة لتنفيذها.

وذكر أن برنامج اكتفاء التابع للشركة يعد حاضنا للاستثمارات المحلية خصوصا الصغيرة والمتوسطة، إذ يهدف إلى تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد، والإسهام في دفع عجلة الاقتصاد الوطني عبر فتح آفاق جديدة للاستثمار المحلي، ورفع نسبة التوطين في إنتاج المواد والخدمات وزيادة عدد الوظائف، ما يدعم "رؤية المملكة 2030".

وأضاف أنه تم إدراج متطلبات برنامج اكتفاء في عقود شراء المواد والخدمات بقيمة إجمالية تصل إلى 25 مليار دولار.

من جانبه، قال عبدالحكيم العمار الخالدي رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، إن اصطلاح الثورة الصناعية الرابعة، الذي انطلق مع بداية الألفية الجديدة، وبما يطرحه من تحوُّل رقمي كامل في مختلف المجالات الصناعية والخدمية، إنما يؤشر بعصر جديد تتقدم فيه التقنيات الناشئة والاستراتيجيات الرقمية بشكل سريع، وهو ما يؤثر في المنظومة الصناعية بأكملها، ما يتطلب من الجميع العمل على مُلاحقة هذه الثورة بصياغة نماذج عمل متطورة وتقديم آليات تنفيذ جديدة تحتكم لقواعد التنافسية المبنية على متطلبات العصر الرقمي بما يُقدمه من حلولٍ وسُبل جديدة تُحقق مكاسب طويلة الأجل في الكفاءة والإنتاج.

بدوره، قال المهندس أحمد الفالح من شركة أرامكو في ورقة عمل قدمها خلال الملتقى، إن "أرامكو" تدرجت في برامج التوطين على مراحل، بدأت بدعم التجار وموردي السلع، ثم انتقلت لدعم موردي الخدمات، واختتمت بالدعم المثابر للمصنعين في المملكة، ومنها سعت إلى تحقيق طفرة على مستوى برامج التوطين فكان انطلاق برنامج "اكتفاء" كعملية مُنظمة لدعم المحتوى المحلي ومتوافقة وداعمة لـ"رؤية المملكة 2030".

وبيّن الفالح، أن الهدف من برنامج "اكتفاء" هو مضاعفة نسبة الشراء لدى "أرامكو السعودية" من السلع والخدمات المحلية لتصل إلى 70 في المائة بحلول عام 2021، ورفع نسبة التصدير إلى 30 في المائة، ومن ثمّ تمكين استدامة الاقتصاد وسلسلة التوريد وقطاع الطاقة، فضلاً عن توفير الآلاف من الوظائف الفنية والمهنية للقوى العاملة الوطنية.

© الاقتصادية 2018