- الزعابي: لن نتنازل عن مركز ضمن أفضل 20 مطارا في العالم

- الحوسني: 354 رحلة هبوط وإقلاع في أول يوم تشغيل

- استعدادات على قدم وساق وحملة توعوية مكثفة لانتقال سلس

- إعادة جدولة بعض الرحلات بالتنسيق المسبق مع شركات الطيران

- 10 آلاف موظف وعامل في المطار الجديد

- 8 آلاف وظيفة سيوفرها القطاع اللوجستي

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تشغل عددا من المحلات والمطاعم

33 يوما تفصل عُمان عن وجهها الصبوح، الذي سيستقبل زوارها ويخدم مواطنيها ومقيميها وزوارها في حِلهم وترحالهم.. ستكون الساعة الثالثة من عصر يوم الثلاثاء 20 مارس، ساعة توديع آخر رحلة تُقلع من مطار مسقط الدولي الحالي، فيما تصل في الساعة السادسة مساء هذا اليوم أول رحلة طيران قادمة إلى مطار مسقط الدولي الجديد، بينما لا تزال هوية الطائرة ولا الوجهة القادمة منها معروفة حتى الآن، لكنَّ المؤكد أن رُكابها سيكونون على موعد مع التاريخ؛ كونهم أول ركاب في رحلة حقيقية غير تجريبية، يدخلون السلطنة عبر بوابتها الجديدة، التي ازدانت بما يليق بكونها واجهة السلطنة الأولى.

ولتوضيح تفاصيل الانتقال الذي بدأ العد التنازلي له، عقدت الجهات المعنية، أمس، مؤتمرا صحفيا تحدَّث خلاله سعادة الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني، والعميد طيار سعيد بن عبد الله الحجري المدير العام للإدارة العامة لأمن المطارات بشرطة عمان السلطانية، والشيخ أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإدارة المطارات، وعدد من المسؤولين، عن عملية الانتقال، مع الأخذ بالاعتبار أن التشغيل الفعلي سيتبعه في وقت يحدد لاحقا حفل رسمي يتوج جهود العمل في المشروع العملاق الذي استمر سنوات.

وأكد سعادة الدكتور محمد الزعابي أنه لا تنازل عن هدف عُمان بأن يكون مطار مسقط الدولي ضمن أفضل 20 مطارًا دوليًّا في العالم، موضحا أن جميع الجهات عملت ضمن منظومة متكاملة لتحقيق هذا الهدف. وقال -خلال المؤتمر الصحفي- إنَّ أعمال الاستعداد والجاهزية لعملية الانتقال لمطار مسقط الدولي الجديد في 20 مارس المقبل، تسير وفق الخطط الموضوعة، بما في ذلك أعمال الجاهزية للشركة العمانية لإدارة المطارات، وخدمات المناولة الأرضية من قبل الشركة العمانية للمناولة الأرضية، وكذلك المشغل الجوي والناقل الوطني "الطيران العُماني"، مؤكدا أن إعداد خطة متكاملة للانتقال مبنية على أفضل الإجراءات والممارسات العالمية. وبيَّن سعادته أن تحديد "ساعة الصفر" تمت بعد دراسة لخيارين؛ الأول: أن يتم الانتقال في الفترة الصباحية، والآخر: في فترة ما بعد الظهيرة؛ حيث إنَّ فترة ما بعد الظهيرة تشهد حركة طيران أقل؛ لذلك استقر على اختيارها للحد من التأثير على حركة الطيران بالمطار. وأعلن الزعابي أن آخر رحلة ستقلع من المطار الحالي في حوالي الساعة الثالثة عصرا، بينما تصل أول رحلة إلى المطار الجديد قبيل الساعة السادسة مساءً، كما ستتم إعادة جدولة بعض الرحلات بالتنسيق المسبق مع شركات الطيران.

خطة الانتقال

وأكد أن خطة الانتقال سوف تكون دفعة واحدة من خلال إغلاق المطار القديم، والبدء في الأعمال التشغيلية للمطار الجديد، خلال المواقيت المحددة، على أن يتم نقل معدات الخدمات الأرضية بدءا من ظهر يوم 20 مارس 2018، فيما سيتم نقل جميع المكاتب من قبل الجهات التي تشغلها بالتنسيق مع فريق الجاهزية. وعن التجارب التشغيلية التي تمت خلال الفترة الماضية لضمان الجاهزية للتشغيل التجاري للمطار، أوضح سعادته أنه تم تنفيذ 40 تجربة حتى الآن من واقع 45 تجربة مستهدفة، شارك فيها قرابة 21 ألف مشارك ومتطوع، وتستهدف مشاركة 26 ألفا مع انتهاء جميع التجارب، كما تم تنفيذ تجربتي إخلاء بمشاركة أكثر من 4000 شخص، وبلغ عدد الرحلات التي تمت محاكاتها 786، واستخدمت في هذه التجارب أكثر عن 82 ألف حقيبة.

وقال سعادة الدكتور محمد الزعابي: إن فريق الجاهزية قام أيضا بالتنسيق مع الجهات المعنية بعدد من التمارين المصاحبة تزيد على 26 تمرينا، وسوف تستمر هذه التمارين حتى موعد الافتتاح لتعزيز مستوى الجاهزية. وتبلغ نسبة إكمال تجارب الجاهزية 89 بالمائة‏، ومن المخطط الانتهاء من جميع التجارب بتاريخ 14 مارس 2018.

وحول الاستعدادات التنظيمية للهيئة العامة للطيران المدني -والمتمثلة في إصدار التصاريح اللازمة للمطار الجديد- أشار إلى أن نسبة الإنجاز بها بلغت أكثر من 85 في المائة، وبما يتوافق مع المتطلبات الدولية للتشغيل، مشيرا إلى أنه سيتم الانتهاء من هذه الإجراءات قبل نهاية فبراير الجاري. وتابع أنه تم إنجاز وضع سيناريو وقت الانتقال، وكذلك إشعار الطيارين "نوت إم"، كما أن خدمات الملاحة الجوية بالهيئة قطعت شوطا كبيرا في الجاهزية لنقل الحركة الجوية وتوجيهها من وإلى مبنى المسافرين الجديد.

وقال سعادته إنه تم إعداد خطة إعلامية للانتقال، يتم البدء في تنفيذها من الآن وحتى يوم الانتقال، وسيتابع تنفيذها فريق متكامل، موضحا أن الخطة تهدف لإخطار جميع المسافرين وشركات الطيران ووكالات السفر والسياحة والمواطنين والمقيمين بانتقال المطار إلى المبنى الجديد في 20 مارس 2018، وفي الوقت المحدد. وأضاف: إن الخطة تتضمن إرسال رسائل نصية لجميع المسافرين والمواطنين والمقيمين بمختلف اللغات؛ لإبلاغهم بالانتقال للمطار، وإصدار خطابات رسمية لجميع الجهات بما فيها وسائل الإعلام وشركات الطيران...وغيرها.

وضمن الخطة سيتم بث فيلم للتعريف بالطرق الموصلة إلى المطار، ومسارات الدخول والخروج من وإلى المطار الجديد، وسيتم تحديث موقع المطار الجديد على خرائط جوجل وغيره، ووضع إعلانات من خلال محطات التواصل الاجتماعي، وإعلانات بالصحف المحلية والأجنبية، وتركيب لوحات إعلانية في المطار الحالي وشوارع محافظة مسقط؛ اعتبارا من الأول من مارس، وبث إعلانات في تليفزيون سلطنة عمان، وإعداد منشورات بلغات عدة -منها الأردو- في المجمعات العمالية، وتوزيع منشورات على متن الطائرات...وغيرها.

ومضى سعادته قائلا: إنَّ عدد العاملين بالمطار الجديد من كافة الجهات الحكومية والشركات المشغلة والمتعاقدة معها كشركات التنظيف والصيانة يبلغ حوالي 10 آلاف شخص، مشيرا إلى أن قطاع الطيران سوف يوفر 390 وظيفة، ومن المؤمل أن يوفر القطاع اللوجستي 8 آلاف وظيفة.

وأوضح سعادته أن مطار مسقط الدولي الجديد يستوعب 40 رحلة في الساعة؛ حيث توجد به 118 منضدة لتخليص إجراءات السفر؛ منها: 22 بوابة لتخليص السفر ذاتيا، كما يوجد 10 أحزمة لمناولة الحقائب؛ منها: 8 للرحلات الدولية.

وعن الطاقة الاستيعابية للمطار، أوضح أنها تبلغ حاليا 20 مليون مسافر، وهناك خطط توسعية للمطار خلال الفترة المقبلة تتضمَّن ثلاث مراحل سترتفع فيها الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 56 مليون مسافر، مؤكدا أن المراحل التوسعية القادمة الآن قيد الدراسة من قبل المجموعة العمانية القابضة للطيران، وسيتم الإعلان عنها فور الانتهاء منها.

معدلات النمو

من جانبه، قال الشيخ أيمن بن أحمد الحوسني الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإدارة المطارات: إن الاستعدادات تتضمن تواجد 100 شخص، سيكون دورهم توجيه المسافرين في مبنى المطار الجديد، مبينًا أن عدد الرحلات القادمة في يوم التشغيل سيبلغ 177، وهو نفس الرقم للرحلات المغادرة، موضحا أن نسبة النمو في مطار مسقط بلغت حوالي 17 بالمائة في 2017، وهي أعلى نسبة نمو في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يبلغ عدد المسافرين خلال العام 2018م 16 مليون مسافر.

وحول تسهيلات التوصيل من وإلى المطار والانتظار، قال: إن مواقف السيارات بالمطار الجديد تبلغ 8 آلاف موقف؛ منها: 4 آلاف طويلة المدى، و4 آلاف قصيرة المدى، وسيتم تحديد سعر الوقوف من قبل الشركة المشغلة بعد موافقة الشركة العمانية لإدارة المطارات. وأضاف: إن الشركة راعت تواجد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المطار الجديد عبر تخصيص مساحة لها بالمبنى الجديد؛ حيث تم منح 7 مؤسسات لتشغيل محلات ومطاعم داخل المبنى الجديد.

وفيما يتعلق بالقاعات الموجودة بالمطار، بيَّن الحوسني أنه تم تخصيص قاعتين للدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال في المبنى الجديد، واحدة للطيران العماني والثانية لبقية شركات الطيران، وهناك مساحات إضافية يُمكن إقامة قاعات أخرى خلال الفترة المقبلة، في حال تقدَّمت أي من شركات الطيران العاملة بطلب للحصول على قاعة خاصة بها.

فيما قال العميد طيار سعيد بن عبد الله الحجري المدير العام للإدارة العامة لأمن المطارات بشرطة عمان السلطانية: إن الشرطة تعمل على تقديم كافة الخدمات اللازمة لتسهيل إجراءات السفر، خاصة مع العمل على إصدار التأشيرات الإلكترونية، والتي ستضفي مزيدا من السرعة والسهولة لإنهاء الإجراءات. وأكد أن الإجراءات التي تضمن أمن المسافرين والمطار ككل جرى إعدادها على أعلى درجة من الفاعلية، وفي الوقت ذاته بما لا يتعارض مع سهولة الإجراءات، وكذلك مع العمل على أن تنعكس درجة الأمان التي تتمتع بها السلطنة في أداء العاملين على هذه الإجراءات، وأشار إلى أن المطار الجديد يحتوي على 40 منضدة لتخليص إجراءات القادمين إلى السلطنة، و30 منضدة للمغادرين، إلى جانب 16 للتخليص الآلي.