المصدر: رويترز

 عبرت إيران اليوم الأحد عن استعدادها التام لتخصيب اليورانيوم لأي مستوى وبأي كمية، في تحد أكبر للجهود الأمريكية الرامية للضغط عليها بالعقوبات وحملها على التفاوض مجددا على الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى عام 2015.

وقال مسؤولون إيرانيون كبار في مؤتمر صحفي إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها كل 60 يوما ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايته من العقوبات الأمريكية.

وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "بعد ساعات قليلة ستنتهي العملية التقنية وسيبدأ التخصيب بما يتخطى 3.67 بالمئة... وفي الصباح الباكر غدا عندما تحصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على العينة سنكون قد تخطينا 3.67 بالمئة".

وقصر الاتفاق النووي مستوى تخصيب إيران لليورانيوم عند 3.67 بالمئة بما يقل كثيرا عن مستوى 20 بالمئة الذي كانت تقوم به قبل الاتفاق وأقل بكثير من مستوى 90 بالمئة الذي يسمح بصنع أسلحة نووية.

وكانت إيران قبل إبرام الاتفاق النووي تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة وهو الحد المطلوب لتزويد مفاعل طهران بالوقود وكان مستوى التخصيب في مفاعل بوشهر في جنوب البلاد خمسة بالمئة.

وقال كمالوندي "سنخصب اليورانيوم وفقا لاحتياجاتنا... حاليا لا نحتاج تخصيب اليورانيوم المطلوب لمفاعل طهران... سنخصب اليورانيوم للمستوى الذي نحتاجه لمفاعل بوشهر".

لكنه أضاف "نحن على استعداد تام لتخصيب اليورانيوم بأي مستوى وبأي كمية".

ويؤكد ذلك الإعلان ما أشارت إليه رويترز أمس السبت من زيادة تحدي طهران للضغوط الأمريكية عليها بفرض مزيد من العقوبات.

ولم تبد إيران أي مؤشر على الاستسلام للضغط الذي يفرضه عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة اتخذت بعدا عسكريا بعد أن ألقت واشنطن بالمسؤولية على طهران في هجمات على ناقلات نفط وإسقاط طهران لطائرة مسيرة أمريكية مما أدى لقرار بشن ضربات أمريكية تراجع عنه ترامب في اللحظات الأخيرة.

واتخذت العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين واشنطن وطهران منحى أسوأ في مايو أيار 2018 بانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم قبل توليه المنصب وعاود فرض العقوبات على طهران.

 

* ضغوط على القوى الأوروبية

يعد تحدي إيران الجديد لواشنطن اختبارا للدبلوماسية الأوروبية. وناشدت الدول الأوروبية، التي عارضت قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق، طهران بالإبقاء على التزاماتها.

وعبرت طهران عن إحباطها مما تقول إنه إخفاق من الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق في إنقاذه من خلال حماية المصالح الاقتصادية الإيرانية من العقوبات الأمريكية.

وقال عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين لإيران في مؤتمر صحفي في طهران "أخفقت الدول الأوروبية في الوفاء بتعهداتها وهي أيضا مسؤولة... أبواب الدبلوماسية مفتوحة لكن ما يهم هو وجود مبادرات جديدة.. هذا هو المطلوب".

وفي مؤشر على تصاعد القلق في الغرب، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه اتفق مع نظيره الإيراني حسن روحاني على تحديد شروط لاستئناف الحوار بشأن الملف النووي بحلول 15 يوليو تموز.

وأضاف مكتب ماكرون إنه سيواصل التحدث مع السلطات الإيرانية والأطراف المعنية الأخرى "للتواصل بشأن خفض تصعيد التوتر بشأن المسألة النووية الإيرانية".

وصف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز اليوم الأحد الزيادة التي أعلنتها إيران في تخصيب اليورانيوم بأنها زيادة طفيفة لكنه اتهم طهران بكسر القيود المتفق عليها دوليا على مشروعاتها النووية وبالمضي قدما صوب إنتاج قنبلة.

وقال شتاينتز، وهو عضو في الحكومة الأمنية الإسرائيلية، لتلفزيون (واي نت) "إيران بدأت - ورغم أنها زيادة طفيفة في الوقت الحالي- فقد بدأت زيادة مستوى التخصيب وكسر القيود المفروضة عليها في هذا الصدد".

وأضاف "يعني ذلك... أنها تتجاهل الخطوط الحمر المتفق عليها وأنها بدأت مسيرتها.. مسيرة ليست بالبسيطة تجاه إنتاج أسلحة نووية".