18 01 2018

الخداع انتقل إلى الحيوانات التي يريد أصحابها استيفاء شروط «الزين» للفوز في مسابقات المزايين

عبدالله الداهوم: لدينا جهاز جديد لكشف زيف الماعز «المجمّلة» لاستبعادها من مسابقة ملكات الجمال للمعز

تكلفة العملية تصل إلى 800 دينار ويجريها بيطري وأحياناً طبيب بشري

العملية تتمثل في نفخ الشفاه بمادة الفلير والسيلكون وبعض اللمسات الجمالية لاستعادة التناسق

الدكتور إياد الصالح يملك أكثر نواد الحلال في الكويت ولديه نخبة من الماعز وفحولها

لم تعد عمليات التجميل تقف عند حدود البشر، فتحقيق مواصفات الجمال ومعايير «الزين» تجاوزت النساء وعملياتهن التجميلية، والرجال الذين يريدون التجمّل، لتصل إلى عالم آخر، لم يكن أحد يتوقع أن تغزوه تلك العمليات، إنه عالم الحيوان!

فمع انتشار مهرجانات «المزايين» للأبل والغنم والمعز، وحتى للكلاب والقطط والطيور في الكويت، ودول الخليج، ورصد مكافآت مجزية لملك جمال المزايين من كل نوع، لم يجد بعض اصحاب الحلال إلا اللجوء إلى عمليات التجميل بحيواناتهم لعلهم يقتنصون الجوائز التي يسيل لها اللعاب في بعض المسابقات.

«الراي» فتحت ملف عمليات التجميل للحيوانات المشاركة في المهرجانات، فكشف رئيس مهرجان مزايين الخليج الاول عبدالله الداهوم عن وجود مثل تلك العمليات، مشيرا إلى وجود جهاز جديد لكشف زيف الماعز التي خضعت لتلك العمليات لاستبعادها من مسابقة ملكات الجمال للمعز.

وقال الداهوم إنه «مع الاسف البعض يقوم بإجراء عمليات تجميل للمعز والاغنام والإبل، لتجميلها وإخراجها بشكل مميز بهدف الحصول على مركز متقدم في مسابقات المزايين.

 وأضاف أن التكلفة المادية للعملية التجميلة ما يقارب 800 دينار، حيث يقوم بإجرئها طبيب بيطري أو في بعض الاحيان طيبب بشري، حيث يقوم بعمل بنفخ الشفاه عن طريقة مادة الفلير والسيلكون، وجراحات لادخال لمسات جمالية للمعز وعادة ما تكون هذه العمليات بطريقة سرية لاستعادة التناسق والتوازن لجزء من أجزاء جسم المعز.

 وأكد أن اقتناء المعز انتشر بشكل كبير، ولاسيما الصنف ذات الاشكال الجميلة التي تشكل موروثا قديما لدى أهل البادية، مبينا أن هناك صفقات ذات قيمة كبيرة، ولاسيما لذوات الاشكال والجماليات في الوجه، والمشرب والاذن وبروز العين، والجسم وطول الرقبة وفتحة النحر وكل المميزات بما فيها الالوان بكل الاصناف، حيث بيع أغلى رأس من المعز في الكويت بمبلغ 16250 دينارا لصالح المربي ناصر بين حمرة المري، من فرديات الخليج، مشيرا إلى ان الدكتور إياد الصالح يملك أكثر نواد الحلال في الكويت، ولديه نخبة من الماعز وفحولها.

وأضاف أن «لكل حلال معرّفة، وهم أشخاص لهم معرفة بسلالة الحلال، وهذا الرس موجود في كل دول العالم» لافتا إلى أن أفضل التركيبات في الاغنام والانتاج في الكويت، ولكن مع الاسف تفوقت علينا الدول المجاورة بسبب التجاهل الاعلامي على الرغم من أن (الضرايب) سلالة قديمة ولم يكن الاهتمام بالماشية لغرض مادي بل عشق للحلال الجميل، وقد تمت تربيته منذ سنوات سابقة، وكانت الفحول سابقا تأتي من الشام وبجميع الألوان، ولكن التركيز كان على اللون الأبيض، كونه لونا جميلا ولافتا للأنظار، وكون الضرايب أتت من عدة أنواع، فقد تميزت بقوة الجينات كونها أخذت المواصفات القوية من كل نوع، سواء الشامي او العارضي او الهولندي وقد تميزت أيضا بالجروم المميزة».

وانتقد الداهوم «تجاهل إدارة الموورث الشعبي لمطالب أهل المعز الابيض المطور بسبب استبعادهم لاختيار لجان التحكيم، على الرغم من ترشيح اللجنة التنسيقية للاسماء التي تمت تزكيتها، حيث تفاجأنا بتغيير أعضاء اللجنة على الرغم من الوعد الذي قطعه الشيخ صباح فهد الناصر أمام المربين بعدم تغييرهم، على الرغم من أن له الفضل في إدخال مسابقة المعز الأبيض المطور ضمن مسابقات الموروث الشعبي العام الماضي، وكانت النتيجة عزوفا كبيرا من أهل الحلال عن المشاركة هذا العام بعكس العام الماضي. وأستطيع القول ان المسابقة لم تنجح، ناهيك عن سوء التنظيم وعدم وجود خدمات للمشاركين من ماء وشاي وقهوة وغداء، لدرجة ان الضيوف يذهبون لخارج خيمة المسابقة لتناول الغداء، وأبلغت المسؤول عن خدمات الضيافة مرزوق الوطري عن سوء التنظيم ولكن دون نتيجة، ولهذه الاسباب قاطعنا مسابقات الموروث لكي لا ننحرج مع الضيوف، لدرجة أننا نغسل أيدينا بالرمل لعدم توافر الماء والصابون».

وطالب الداهوم بإيجاد مقر ثابت لاهل المعز الابيض المطور،«حيث سبق أن خاطبنا الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ولكن قوبل الطلب بالرفض ونطالب بمسلخ ومزاد في منطقة الوفرة». وزاد أنه نظم مهرجان الخليج للماعز الأبيض المطور وشهد إقبالا كبيرا ونجاحا منقطع النظير، حيث يحصل الفائز على سيارات في المسابقات بأربع فئات، هي «مراح 10، وجدعات - 5 مشترى و5 إنتاج - وفحل، وفردية» في مزاد الخليج الأول الذي يقام سنويا في الوفرة، والمتوقع ان يكون موعده المقبل في أكتوبر أو نوفمبر من العام الحالي. وذكر أن من شروط الاشتراك في المسابقة أن تكون من اللون الأبيض ويمنع من المشاركة الحقباء»أي اللون الأبيض والأسود» والبرقع ‏والحجلاء.

وأكد أهمية أحياء هذه المسابقات التي تهدف لاحياء الخطوة في طريق إحياء الموروث الشعبي وإبراز هذا الصنف من المعز الذي هو نتاج الجيل الأول الذي استخدم للوصول إلى هذا النوع، ويجب أن يكون مبنيا على أساس الارتقاء بهذا الصنف بأسلوب إنتاج حيوانات قادرة على تحمل البيئة الصعبة والظروف المناخية للمنطقة، ويشتمل على كافة المواصفات الجيدة.

 وحول طرق التحكيم في المزايين للماعز الابيض المطور قال الداهوم يشمل مجموعة من الجماليات وهي: جمال الرأس ويعني جمال الأذن والعين والقرن أما الجمالية الأخرى هي الجروب والثانية جمال الشعر من حيث الكثافة ‏والجمال والذيل (الريشة) وبين ان حلال الضرائب الأبيض المطور كانت موجودة بأعداد كبيرة لكن لم تكن تدخل في المهرجانات والمسابقات وهي من أجمل الحلال الموجود والمربين في الكويت متميزون نتيجة كثرة المهرجانات والمسابقات التي تحظى بدعم قوي.

ريادة ومطالب

الكويت مصدر «الصنف»

اكد عبدالله الداهوم أن معظم الحلال «الصنف والمطور» الموجود في دول مجلس التعاون مصدره الكويت، حيث نعتبر أنفسنا الاول والاشطر في «التهجين» ومتابعة الحلال الاصيل والبحث عن السلالة النفيسة.

مشاركة نسائية

ذكر الداهوم ان هناك اقبالا واضحا من العنصر النسائي على المشاركة في مزايين الحلال بأنواعه، مبينا أن هناك من يشتري لهن ما يخترنه من حلال، في اشارة الى ان الهواية محببة للجنسين.

رابطة للمربين

طالب الداهوم بضرورة تأسيس رابطة لمحبي ومربي حلال «الصنف»، بالاضافة الى تحديد موقع ومقر لاقامة المزاد وإنشاء صفاة ومسلخ في الوفرة، وذلك لأن من يرغب في ذبح ذبيحة لضيوفه يضطر للذهاب الى مسلخ الظهر.

غسل اليدين بالرمل!

انتقد الداهوم خدمات الضيافة التي تقدم في مسابقات الموروث الشعبي، التي تشكل إحراجا أمام الضيوف القادمين من خارج الكويت، وذلك بعدم توافر مستلزمات الضيافة من مياه وشاي وقهوة، حتى وصل الحال إلى أن يقوم الضيوف بعد تناول الغداء بفرك أيديهم بالرمل لعدم توافر الماء والصابون.

لا غسيل أموال

نفى عبدالله الداهوم أن تكون مزايين الحلال مجالا لغسيل الاموال، مؤكدا ان من يشارك فيها من التجار وأهل الخير ومحبي هذه الهواية، وأن من يشتري بألف دينار ويبيع بعد شهر بألفين، يخالف سلوك غسيل الأموال الذي يقوم على الشراء بسعر غال والبيع بسعر رخيص.

قناة إعلامية متخصصة

اشاد الداهوم بتغطية قناة وجريدة «الراي» للمزاد الاول لدول الخليج العربي، مطالبا وزارة الاعلام بتخصيص قناة إعلامية لمتابعة أخبار الحلال والصنف وهوايات المربين، كما في قطر والسعودية والامارات.

© Al- Rai 2018