21 03 2017

تشكل مكة المكرمة منطقة جذب استثماري مستدام على مر التاريخ، وذلك نظراً للأهمية التي تمتلكها العاصمة المقدسة تاريخياً ومكانتها عند المسلمين، اضافة الى اهتمام الحكومة السعودية المتواصل من خلال مختلف المشاريع التي تستهدف راحة ضيوف الرحمن، والذين يتوافدون عليها طيلة أيام السنة.

وخلال السنوات الماضية شهدت مكة المكرمة اهتماما كبيرا على مستوى مشاريع البنية التحتية، والتي تقترب من الانتهاء اضافة الى توسعة الحرم المكي الشريف، وهو ما دفع بقطاع التنمية المواصلة لتحقيق الاهداف التي وضعت للعاصمة المقدسة، خاصة في ظل وجود خطة مستقبلية تساهم في تحقيق عنصر الاستدامة، مما يعطي تصوراً واضحا في جعل مكة المكرمة وجهة اساسية للاستثمار الامن مدفوعا بمقومات قد لا تتواجد في اي منطقة استثمارية حول العالم، على غرار ما هو موجود في مكة المكرمة.

وتتضمن تلك المقومات التي عملت عليها الحكومة السعودية الرشيدة في توسعة الحرمين الشريفين مما أدى إلى زيادة عدد المعتمرين إلى ثلاثة أضعاف على مدى العقد الماضي ليصل عددهم في عام 2015 إلى 8 ملايين معتمر من خارج المملكة، اضافة الى زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة للمعتمرين من نقل وإقامة وغيرها والارتقاء بجودتها وفقاً لما جاء في خطط رؤية 2030.

وتعمل الحكومة السعودية على تمكين ما يزيد على 17.5 مليون مسلم من أداء العمرة سنوياً بحلول عام 2020، مع سعيها الى تكوين نسبة رضا عن الخدمات التي تقدّم لضيوف الرحمن عالية.

وتتضمن خطط الحكومة مشاركة واسعة من قبل القطاعين العام والخاص في تحسين الخدمات المقدمة للمعتمرين، ومنها الإقامة والضيافة وتوسيع نطاق الخدمات المتوافرة لهم، توفير معلومات شاملة ومتكاملة من خلال التطبيقات الذكية للتيسير عليهم وتسهيل حصولهم على المعلومة.

كما أن مكة المكرمة لا تزال تحظى بقدرات واسعة على جذب الاستثمارات في مختلف الظروف الاقتصادية خاصة أنها تعد ملاذا آمنا لرؤوس الاموال نظراً للمقومات التي تملكها من خطط استراتيجية وخطط تنموية، اضافة الى قرب استكمال مشاريع البنى التحتية، الامر الذي يمنح قيمة اضافية للعاصمة المقدسة على ترتيب مواقع المدن الجاذبة للاستثمار.

إضافة إلى أن اهتمام حكومة المملكة، واستمرار استكمال المشاريع سيدفعان مكة المكرمة الى مستويات جديدة من الجذب الاستثماري، وبخلاف اهميتها الدينية كعاصمة مقدسة فإن الاستثمارات في القطاع العقاري تعتبر استثمارات مستدامة على المدى الطويل، مما يحقق عوائد ثابتة خاصة أن المتغيرات التنموية لطالما كانت في صالح مكة المكرمة.

واشتهر القطاع العقاري في مكة المكرمة بتداولات عالية مما يعكس مدى الحركة العقارية التي تشهدها العاصمة المقدسة خلال السنوات الحالية والماضية، خاصة العقارات في داخل حدود الحرم التي تشكل فرصة استثمارية حقيقية، مع قرب طرح عدد من المشاريع خلال الفترة المقبلة، والتي تعد ايضاً هدفا مناسبا في ظل ارتفاع الطلب على العقارات في مكة المكرمة، كما أنها تعد بديلا مناسبا للعقارات السكنية المنزوعة في المنطقة المركزية خلال السنوات الماضية.

© Alyaum newspaper 2017