طرحت الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة أوبك تقديرات مختلفة عن العام المتوقع لوصول الطلب العالمي على النفط لمعدل عالي وهو ما يعرف بوقت الذروة النفطية، إذ تشير الوكالة في تقرير آفاق الطاقة العالمي- والذي يعتبر من التقارير المهمة جدا في القطاع- والصادر في 13 نوفمبر إلى أن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى ذروته في عام 2030، فيما يؤكد تقرير آفاق النفط العالمي لأوبك والمنشور في 5 نوفمبر أنه لا بوادر لذروة نفطية قبل عام 2040.   

ماذا تتوقع الوكالة الدولية للطاقة؟

تعتمد الوكالة في تقييمها على دخول سيارات كهربائية أكثر كفاءة للسوق قريباً وزيادة اقبال عدد من الدول على الطاقة المتجددة، مما سيؤثر عل سوق النفط بشكل كبير وسريع. وتتوقع الوكالة أن الطلب على النفط سيزداد بمعدل مليون برميل يومياً (1% سنوياً) حتى عام 2025 لكنه سيتباطأ بين 2025 و2030  إلى 100 ألف برميل يومياً. وبحسب تصريحات لرئيس الوكالة فاتح بيرول في التقرير فالطلب على النفط سيصل إلى الذروة عام 2030. 

ماذا تتوقع أوبك؟

من جهة أخرى، يظهر تقرير أوبك أن الذروة النفطية ستتحقق بحلول عام 2040 تدعمها: البتروكيماويات، وهي المواد المستخرجة من النفط والغاز ويصنع منها منتجات عديدة مثل البلاستيك، والتي تتوقع المنظمة ان يصل إلى 4.1 مليون برميل يومياً بينما سيصل النفط المستخدم في النقل البري ل2.9 مليون برميل يومياً و2.4 مليون برميل يومياً لقطاع الطيران. 

هذه الأرقام مبنية على نمو أسطول السيارات العالمي بواقع مليار سيارة ليصل إلى 2.4 مليار سيارة في عام 2040، بحسب التقرير. وتبين تقديرات أوبك أن حصة السيارات الكهربائية في العالم ستصل ل13%  فقط من الإجمالي بحلول عام 2040، ما يشير إلى أن أغلب السيارات الجديدة ستعمل بالنفط.

على ماذا اتفق التقريران؟

ان القطاع النفطي بشكل عام يحتاج إلى المزيد من الاستثمارات والتكنولوجيا للتطور والعمل بشكل أكثر فاعلية.

تعليقي على التقريرين:  

المأخذ الرئيسي في تقرير الوكالة الدولية للطاقة هو أنه يفرط في اعتبار نجاح مصادر الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية كأمر مفروغ منه. فالأسواق الناشئة والصين والهند وغيرها لم تقتنع بعد بالتخلص من الاعتماد على النفط. كذلك فالنمو العالمي للطلب على الطاقة أعلى بكثير من أن تفي به القدرات الإضافية للطاقة المتجددة.  

وأنا أيضا أشكك في قدرة الأسواق الناشئة محدودة الدخل على شراء السيارات الكهربائية أو إقامة مشروعات كبيرة بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح بدون النظر إلى التكاليف والقيود القائمة. 

اما تقرير الأوبك فيبدو متفائل في تقديراته الخاصة بالنقل البري خصوصا وان نمو هذا القطاع يعتمد بشكل اساسي على السيارات الكبيرة التي تحتاج لكمية كبيرة أو غالية من الوقود وقد يتضرر اذا روجت  بعض الحكومات للسيارات الصغيرة مثلا.

التقرير أيضا في رأيي متفائل في شأن قطاع الطيران مع العلم ان هناك حديث دائر بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، والتي تتضمن عدة دول غربية مثل بريطانيا, فرنسا وكذلك الولايات المتحدة، بشأن فرض ضرائب على وقود الطائرات للحد من الإنبعاثات الكربونية والذي قد يؤثر على نمو قطاع  الطيران بشكل سلبي. 

 

لقراءة مقالات سابقة لCyril عن السعودية أو قطاع الطاقة:

تعديلات قطاع الطاقة السعودي... ماذا تعني؟

ماذا سيحدث لأسعار النفط في حالة نشوب حرب مع إيران؟

استهداف الشمس ... هل الطاقة الشمسية هي الحل في الشرق الأوسط؟

هجوم بقيق غير المعادلة

نفط وغاز الجزائر .. هل ينقذوها من أزمتها الاقتصادية الحالية؟ 

*تم التواصل مع Cyril عبر موقع WriteCaliber وهو موقع حديث ومقره دبي ويقدم للصحفيين مجموعة من الخبراء للتواصل معهم واستخدام آرائهم في مواضيع صحفية ومقالات رأي.

(وقد قامت بترجمة المقال رنا منير البويطي. رنا مترجمة ومحررة مستقلة منذ عام 2011 وعملت سابقاً مترجمة صحفية بموقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز)

(وقامت بالمراجعة التحريرية ياسمين صالح، للتواصل:  yasmine.saleh@refinitiv.com)

© Opinion 2019

المقال يعبر فقط عن عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية أستثمارية معيّنة.