أكد لـ"الاقتصادية" محللون في بيوت خبرة، أن انضمام السوق السعودية لأهم ثلاثة مؤشرات عالمية "فوتسي راسل، مورجان ستانلي، داو جونز" خلال عام واحدة يعد إنجازا سيسهم في جذب سيولة كبيرة للسوق وتحسين أدائها، مشيرين إلى أن المملكة حققت خطوات متسارعة واستطاعت أن تتجاوز التحديات لتحقيق المعايير الدولية.

وقال مازن السديري؛ رئيس الأبحاث في "الراجحي كابيتال"؛ إن ميزة انضمام السوق السعودية إلى مؤشر داو جونز تكسب السوق سيولة كبيرة، واصفا الخطوة بـ"المهمة والإيجابية". 

وأوضح، أنه حتى الآن الأرقام المتوقعة للصناديق النشطة "فوتسي" بـ 10 مليارات ريال، و"مورجان ستانلي" بـ 40 مليار ريال، لكن لا توجد أية تقديرات أولية بعد لمؤشر داو جونز.
وأشار إلى أن ميزة هذه المؤشرات أنها ترفع التداول في السوق السعودية وتجعله أقل ارتباطا بالنقد ما يعزز الكفاءة بشكل كبير، وينعكس على كفاءة مستوى الأسعار بحيث تعكس القيمة الفعلية، ويصبح تقييم الشركات السعودية بشكل أكبر على الرغم من عدم ارتفاع أرباح هذه الشركات، وذلك لأنها أصبحت تقيّم بناء على شركات قريبة منها أو مشابهة لها في العالم.

وتابع: بشكل عام جميع قطاعات السوق تستفيد من هذا الانضمام بطريقة مباشرة، ولكن من أهم المعايير التي ينظر لها أيضا هي السيولة العالية، التي ينظر إليها بحيث يكون المؤشر قادرا على أن يعكس السوق بشكل حقيقي. 
وأشار السديري إلى المجهودات الكبيرة التي قامت بها السوق المالية "تداول"، بعد أن قامت بجهود رائعة وتغييرات كبيرة حتى تضع السوق في هذه المكانة، كما عملت على إدخال أنظمة جدية لرفع كفاءة السوق.

وأكد أن السوق السعودية الآن فرصة للمستثمرين السعوديين بعد أن أصبحت أكثر نضوجا وعدالة وأقل تذبذبا، وهذا يشجع الأسر والمستثمرين على استخدام الأدوات المالية بشكل أكبر وتكون وسيلة لهم لحفظ الأموال والادخار. 
من جانبه، أكد سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي، أن ترقية السوق السعودية تعد تطورا إيجابيا، خاصة بعد الترقية إلى "فوتسي" و"مورجان" سابقا، مضيفا "لا شك أن الإدراج ضمن أسهم دولية يعطي جاذبية لمستثمرين ورؤوس الأموال".

وأوضح الشيخ، أن سوق الأسهم السعودية أصبحت مماثلة في تنظيماتها وضوابطها ولوائحها لما هو متعارف عليه دوليا، وهو ما يجذب الاستثمارات الأجنبية، التي ستنعكس على النشاط بشكل أفضل مما كان عليه سابقا، إضافة إلى دخول السيولة التي تحسن مؤشرات الأداء والأسعار.
وأشار إلى أن المستثمرين الأجانب لهم تطلعات تكمن في تنويع المحافظ الاستثمارية، وبالتالي اختيار قطاعات وشركات معينة ضمن محفظتهم الاستثمارية في سوق مختلفة عنهم جغرافيا، وفي قطاعات قد لا تكون متوافرة في المحافظ الاستثمارية في دولهم.
ولفت إلى أن طموح المستثمرين الأجانب عادة يكون للاستثمار متوسط إلى طويل الأجل، وليس الدخول والخروج السريع، وهو إحدى الفوائد التي تتحقق من زيادة جاذبية السوق إضافة إلى تقليل المضاربات.
فيما أشار أياد غلام؛ محلل أبحاث الأسهم في الأهلي كابيتال، إلى أن السوق السعودية استطاعت الانضمام إلى أهم ثلاث مؤشرات عالمية "فوتسي" و"مورجان" و"داو جونز" خلال عام، وهو ما يؤكد أن السوق السعودية ستكون جزءا مهما من المحافظ التي تستخدم في الأسواق الناشئة.
وتوقع غلام، دخول سيولة تتجاوز 70 مليون دولار (263 مليون ريال) إلى السوق السعودية ابتداء من 2019، وذلك قياسا مع وزن السوق في هذه المؤشرات عند مستوى 2.5 في المائة.

وبين، أن "دخول سيولة عالية سيعمل على إضافة زخم للمؤشر، ويؤثر بشكل إيجابي في حركة السوق، خاصة أن سوق المال السعودية سجلت ارتفاعات بمقدار 15 في المائة منذ بداية العام، ومن المتوقع أن ترتفع مع دخول سيولة جديدة.
من ناحيته، قال وسام بن حسين الفريحي من المصرفية الاستثمارية في "السعودي الفرنسي كابيتال"، ومدير إدارة الطرح والاندماج والاستحواذ في هيئة السوق المالية سابقا؛ إن إضافة السوق السعودية إلى مؤشر الأسواق الناشئة داو جونز تعتبر نقلة نوعية، خصوصا بعد الانضمام إلى "فوتسي" و"مورجان" التي تعتبر من أهم المؤشرات على مستوى العالم.

وأضاف الفريحي، أنه فيما يخص "داو جونز" يعتبر أقل من المؤشرات الأخرى نسبيا، لكنه يعطي إضافة جيدة وتأكيدا على تطوير السوق المالية، ودخول المستثمرين الأجانب، متوقع أن يمثل وزن السوق بعد الإضافة نحو 2.6 في المائة من الأسواق الناشئة بمؤشر داو جونز.
وأشار إلى أن نسبة تدفقات الأموال المتوقعة بحسب تحليل الخبراء، سيكون نحو خمسة مليارات دولار لمؤشر "فوتسي" و 10 مليارات دولار من الاستثمارات الراكدة لمؤشر مورجان ستانلي، فيما سيجذب مؤشر داو جونز استثمارات أقل.
وأوضح الفريحي، أن الأسهم السعودية الآن بدأت تجذب الاهتمام الذي يستحق من المحللين الدوليين، التي ستنعكس بشكل إيجابي على الشركات المدرجة والقطاعات العاملة في السوق بشكل عام، إضافة إلى التغطية الإعلامية الواسعة حول العالم من بيوت الخبرة المحلية، متوقعا تغطية إعلامية إيجابية وموسعة خلال الفترة المقبلة، وأثرا إيجابيا.

بدوره، قال محمد النفيعي؛ المدير التنفيذي لشركة النفيعي للاستثمارات المالية ورئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة، إن الانضمام إلى داو جونز يعكس التطور الكبير في السوق المالية السعودية، من حيث المنتجات الاستثمارية والتنظيم ووسائل الاستثمار المتعددة، كما يبرز جهود القائمين على السوق المالية على كافة الأصعدة الاقتصادية والمالية في المملكة.

وأضاف، "لا شك أن المملكة ستكون موضع اهتمام استثماري متعدد أمام شرائح متعددة من المستثمرين العالميين، ما يضع إدارة السوق المالية تحت ضغط متطلبات الاستمرار في التطوير ولا سيما وسائل الإفصاح، والرقابة، وتيسير سبل التعامل والإدراج والانتقال إلى مستوى الاحترافية.
فيما طالب القائمون على السوق المالية بتوفير المزيد من المعلومات في البورصات والمواقع العالمية لزيادة مستويات الثقة وفتح قنوات جديدة أمام المستثمرين.

من جانبه، أوضح خالد الجوهر؛ العضو المنتدب لشركة الجوهر للاستثمار، أن السوق السعودية استطاعت تجاوز التحديات نحو الترقية بعد تطبيق جميع المتطلبات، مضيفا أنه لا شك أنها بالنسبة للأسواق الناشئة قيمة مضافة لما فيها من شركات لها عمق في الاستثمار.
وحول انعكاساته على السوق، أشار الجوهر، إلى أن ترقية السوق السعودية ستتحقق القيمة العادلة لنمو السيولة، وأيضا ستحقق قيمة للشركات الانتقائية التي ستكون لافتة للانتباه.

© الاقتصادية 2018