من أحمد النعيمي .

أبوظبي في 6 سبتمبر / وام / يفتتح في العاصمة الإماراتية متحف "اللوفر أبوظبي" رسميا أمام الزوار 11 نوفمبر المقبل ليعد بذلك أول متحف من نوعه في العالم العربي برؤية عالمية يسلّط الضوء على أوجه التشابه والقواسم المشتركة للتجربة الإنسانية عبر مختلف الحضارات والثقافات .

وجاء الإعلان عن موعد الافتتاح خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في منارة السعديات بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة و معالي فرانسواز نيسين، وزيرة الثقافة في الجمهورية الفرنسية وسعادة محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وشركة التطوير والاستثمار السياحي و مانويل راباتيه مدير متحف اللوفر أبوظبي و جان لوك مارتينيز مدير متحف اللوفر في باريس ورئيس المجلس العلمي في إدارة وكالة متاحف فرنسا و جان نوفيل، المهندس المعماري لمتحف اللوفر أبوظبي.

وسيشمل افتتاح المتحف مجموعة واسعة من البرامج العامة التي تتخللها سلسلة من الندوات وعروض الأداء والحفلات وغيرها من عروض الفنون المرئية بقيادة نخبة من الفنانين العالميين من الجيل الكلاسيكي والمعاصر.

ويعرض اللوفر أبوظبي مجموعة مقتنيات وأعمال معارة من أعرق المتاحف في فرنسا تستمد أهميتها من بعدها التاريخي والثقافي والاجتماعي، وتروي قصصاً من مختلف الحقب التاريخية التي مرّت بها البشرية. وتضم هذه المجموعة أعمالاً متنوعة بداية من القطع التاريخية وصولاً إلى الأعمال التكليفية العصرية المصممة للمتحف حصرياً لتبرز مواضيع وأفكار مشتركة تعكس بمجملها أوجه التشابه والتبادل بين الثقافات والحضارات المختلفة حول العالم، متجاوزةً بذلك الحدود التاريخية والجغرافية. وبذلك، يصبح اللوفر أبوظبي مغايراً للمتاحف الأخرى التي عادةً تفصل بين الأعمال والمقتنيات بناءً على حضارة منشأها. وبالإضافة إلى صالات العرض، سيقدم المتحف معارض، ومتحفاً للأطفال، ومتجراً ومقهى للزوار.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن متحف اللوفر أبوظبي يعد رمزا ثقافيا استثنائيا، احتفالا بإنسانيتنا المشتركة مع جمهورية فرنسا و يمثل أحدث الابتكارات في التقاليد الطويلة والعريقة من الوعي الثقافي التي ترعاها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات و هو أيضا في الوقت نفسه يعد نصبا تذكاريا للصداقة العميقة والدائمة بين الإمارات و فرنسا .

وأضاف أن متحف اللوفر أبوظبي سيكون مفتوحا لسكان العالم ..وكما أن اللوفر يشكل جوهرة تتوج باريس، فإن اللوفر أبوظبي سيتمتع بنفس الميزة من خلال جذب الملايين من الزوار أيضا.. موضحا أنه على الرغم من أن المتاحف هي إضافات حديثة نسبيا للمجتمع البشري، فإن تقدير الجمال له تاريخ إنساني متميز إلى الأبد.

وأكد أن دولة الإمارات تمثل نموذجا يحتذى به في التعايش بين الثقافات المختلفة التي يمثلها الملايين من الذين يعيشون فيها. وهذا التعايش يخلق ثقافة عالمية من الاحترام المتبادل.. مشيرا إلى أن سكان الإمارات عنصر أساسي من زوار اللوفر الذين يبحثون عن المعرفة وفهم الآخرين.

ومن جانبه قال سعادة محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وشركة التطوير والاستثمار السياحي : يجسّد متحف اللوفر أبوظبي رؤية الإمارات الراسخة بأنّ تقدم الأمم وتطور حضارتها يُبنى على التنوع الثقافي والتسامح وتشجيع الحوار المشترك والانفتاح على الآخرين، خاصة أن أسلوب سرده يؤكد تواصل العالم منذ القدم. ويستكمل المتحف مسيرة طويلة بدأها الآباء المؤسسون لدولة الإمارات في الحفاظ على التراث الوطني والثقافي وصون قيمته.

وأضاف أن اللوفر أبوظبي يعد واحداً من أهم مكوّنات استراتيجية أبوظبي الثقافية الرامية إلى الحفاظ على هوية دولتنا وتراثها العريق وتاريخها الطويل مع تحفيز الإبداع وفتح آفاق جديدة للابتكار الثقافي. وتشكل الجهود الواسعة المبذولة في تعزيز البيئة الثقافية النشطة رافداً مهماً من روافد تنويع الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات وتطوير مجتمع حيوي وعصري يُشار إليه بالبنان، ليكون متحف اللوفر أبوظبي أحد ركائز المجتمع ومصدراً حياّ يستلهم منه الجيل القادم من روّاد الثقافة والعقول المبدعة والمفكرين، ليكون لهم دورٌ فعّال في ترسيخ قيم التسامح والتعايش التي تُعرف بها دولتنا العزيزة.

ولفت إلى أن الزوار سوف يتمكنوا من التعرف على أسلوب سرد المتحف من خلال مجموعة من القطع الفنية والتحف الأثرية التي تتوزع على 12 فصلاً، حيث تبدأ جولة الزوار في القاعة الكبرى ليتعرفوا على المفهوم الرئيسي للمتحف. وتسلط هذه القاعة الضوء على أعمال متنوعة من مختلف المناطق الجغرافية، والتي، على الرغم من انتمائها إلى حضارات مختلفة، تشير إلى تقارب الشعوب بالتعبير عن نفسها بطرق مماثلة في الفن، عند تناول مفاهيم متعددة من ضمنها الأمومة أو الجنائز. وتم ترتيب المعروضات بنظامٍ متسلسلٍ تاريخياً ومصنّفٍ بحسب الموضوع والسمة. وتبدأ الرحلة الثقافية للزوار من نشأة الترجمات الفنية للثقافات وتمثال "أميرة من باختريا" والذي يعود إلى أواخر الألف الثالث قبل الميلاد من منطقة آسيا الوسطى بالإضافة إلى أولى أعظم الإمبراطوريات من خلال المجموعة الجنائزية للأميرة الفرعونية "حنوت تاوي"، والعملة الإغريقية "الديكادراخما" للفنان إيوانيتوس.

وقال ان المتحف يستعرض في غرفة مخصصة للأديان العالمية ثلاثة كتب سماوية من ضمنها مخطوطة من "المصحف الأزرق" وإنجيل وكتاب التوراة بالإضافة إلى نصوص بوذية. أما طرق التبادل خلال القرون الوسطى وحقبة العصر الحديث فتتمثل بتحف فنية متنوّعة من السيراميك. وتستمر رحلة التواصل البشري في المتحف في أعمال آسيا ومنطقة البحر المتوسط والتواصل بين أوروبا وأمريكا لتتسع دائرة التواصل مع تطوّر العلوم من خلال تأثيرات عدة. كما يعرض المتحف لوحتي نامبان اليابانية والتي تشكل أول اتصالٍ بين أوروبا والشرق الأقصى.

//يتبع// وام/أحمد النعيمي/زكريا محيي الدين

© Copyright Emirates News Agency (WAM) 2017.