14 01 2018

تقرير الشال: صعود العملة لن يستمر إلى الأبد

أكد تقرير «الشال» أن التعاملات بعملة «بيتكوين» هي فقاعة، ولكن، قد لا تختفي تماما كما خرجت «زهرة التوليب» في هولندا من التعاملات، فقد تكون عملة مقبولة مستقبلا، بشروط، وضمن نظام محكم ورقابة صارمة، حيث ان العملة لها وظائف عديدة، لعل أهمهما اثنتان، الأولى: قبولها «مستودع للقيمة»، والثانية، قبولها على نطاق واسع «وسيط للتبادل»، والعملات الرقمية لا تملك تلك الخاصيتين حاليا.

معنى أن تكون مستودعا للقيمة، هو أن تكون حركة قيمتها، إما ثابتة، كما في نظام الذهب، الذي تخلى عنه الدولار الأميركي في 15 أغسطس 1971، أو حركة إلى الأدنى والأعلى، ولكن ضمن نطاق محدود ومرتبط بأداء اقتصاد الدولة -أو الدول- التي تصدرها.

وتفقد العملة تلك الوظيفة، أو تلك الخاصية، إذا كان تذبذب سعرها حادا، مثل بلوغه نحو 18 ضعفا لـ «بيتكوين» في عام 2017، حينها تتحول إلى أصل أو سلعة عالية المخاطر تجذب المقامرين أو مالكي الأموال غير النظيفة.

وظيفتها الثانية، وسيط للتبادل، تتطلب قبولا واسعا من بائعين ومشترين للسلع والأصول والخدمات في اعتمادها لتحديد سعر لمنتجاتهم، ومعظم هؤلاء لن يقبلوها وسيطا إذا كان تذبذب قيمتها بمستوياته الحالية، وهو وضع تلك العملات حاليا.

وتوقع التقرير أن تلك العملات الرقمية خاضعة في مستقبلها لاحتمالين، الاحتمال الأول، هو أن يتوسع المعروض ويستمر هوس المضاربة عليها حتى أكثر مما هو حاليا، حينها سيؤول مصيرها إلى مصير مشابه لفقاعة شركات الإنترنت التي انفجرت في مطلع الألفية الحالية، أو «زهرة التوليب»، أي تختفي تقريبا.

أما الاحتمال الثاني، فهو مماثل لما حدث بداية إصدار العملات التقليدية، لا يصمد منها سوى عدد محدود جدا، بما يحقق وظيفتي «مستودع القيمة» و«وسيط تبادل»، وذلك يتطلب استقرار تذبذب أسعارها، وخضوعها لما يكفي من تنظيم ورقابة.

وان تحقق الاحتمال الثاني، ستفقد بريقها الحالي، وتخفت حمى شرائها كاستثمار من أجل تحقيق عائد مرتفع وسريع.

السؤال الذي لا يمكن المغامرة بالإجابة عنه، هو النصح بشرائها أو عدم شرائها، فلا أحد يستطيع الجزم برأي حولها، وتحديدا حول حركة قيمتها، والمدى الزمني حتى تبلغ فيه أعلى مستوياتها وتتحضر لانفجار فقاعتها.

كل ما نعرفه هو أن صعودها لن يستمر إلى الأبد، وإن ارتفاع قيمتها يضاعف عائد الاستثمار فيها، ولكنه يضاعف أيضا من مخاطر ذلك الاستثمار، بما قد يفقده كل قيمته، لذلك يبقى القرار مسؤولية المستثمر.

© Al Anba 2018