زاوية عربي

من عبدالقادر رمضان لموقع زاوية عربي

عاد الجنيه المصري للتراجع أمام الدولار على مدار أسبوعين بعد صعود متواصل منذ بداية العام، وذلك تأثرا بحالة الذعر التي ضربت الأسواق العالمية على خلفية انتشار فيروس كورونا وتخارج المستثمرين من الأسواق الناشئة التي من بينها مصر، لصالح استثمارات أكثر أمنا كالذهب مثلا.

وقد اعتمدت مصر منذ تعويم الجنيه على الأموال الساخنة بشكل كبير في دعم عملتها التي كانت فقدت ما يقرب من نصف قيمتها بعد تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016.

ما هي الأموال الساخنة؟

الأموال الساخنة هي الاستثمارات غير المباشرة التي تضخها صناديق الاستثمار الأجنبية في المحافظ المالية، مثل أدوات الدين الحكومية من أذون وسندات خزانة. وتثير هذه الأموال مخاوف من الاعتماد عليها في دعم العملة المحلية، إذ أنها سريعة الخروج في أوقات الأزمات أو الاضطرابات السياسية أو الاقتصادية، الداخلية والخارجية.

وبلغت استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية، بنهاية ديسمبر الماضي 22 مليار دولار، بحسب تصريحات سابقة لوزير المالية، محمد معيط، في مؤتمر صحفي يناير الماضي.

خلفية عن تطور سعر صرف الجنيه

خسر الجنيه المصري حوالي 6 قروش جديدة بنهاية تعاملات أمس، ليصل متوسط سعره في البنوك إلى حوالي 15.66 جنيه للشراء و15.76 جنيه للبيع، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.

وعلى مدار أسبوعين بلغت خسائر الجنيه أمام الدولار نحو 16 قرش بعد أن كان يصعد بشكل متواصل منذ بداية العام.

ورغم الخسائر الأخيرة، فإن سعر صرف الجنيه سجل ربح إجمالي منذ بداية العام وحتى نهاية تعاملات أمس بنحو 33 قرش، وفق لبيانات البنك المركزي المصري عن متوسط سعر صرف الدولار في البنوك.

وعلى مدار العام الماضي ارتفع الجنيه المصري أكثر من 10% أمام الدولار الأمريكي بدعم من زيادة تدفقات العملة الصعبة وخاصة من استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية.

وكان الجنيه المصري فقد ما يقرب من نصف قيمته بعد التعويم، لكنه استرد جزء من قيمته بشكل تدريجي وصولا إلى أقوى مستوياته منذ التعويم، خلال الأسبوع الثالث من الشهر الماضي، بحسب بيانات البنك المركزي.

أسباب نزول الجنيه

قال أيمن أبوهند، الخبير المالي ومدير الاستثمار في شركة Advisable Wealth Engines والتي مقرها أمريكا في اتصال هاتفي من القاهرة إن خروج استثمارات الأجانب من أدوات الدين المصرية هو السبب الرئيسي في نزول الجنيه أمام الدولار.

وقال أيمن إن السوق يشهد حالة من الفزع دفعت المستثمرين لتحويل أموالهم إلى استثمارات أكثر أمنا وعلى رأسها السندات الأمريكية التي سجلت أدنى مستويات عائد هذا الأسبوع بسبب شدة الإقبال عليها.

"الحالة النفسية للأسواق سيئة للغاية وهي تشبه إلى حد كبير ما حدث في الأزمة المالية العالمية 2008. ولذلك يتخذ المستثمرون خطوات احترازية لحماية أموالهم واستثمارها في السندات الأمريكية أو الذهب" .

ويتداول الذهب عند 1,663.1 في الساعة 11 صباحا بتوقيت القاهرة بحسب بيانات Eikon.

هل يواصل الجنيه الهبوط؟

قال أيمن إن مستقبل الجنيه المصري لا يزال غير محدد وإنه مرتبط إلى حد كبير بمدى السيطرة على مخاوف العالم من تداعيات انتشار كورونا على الأسواق وتأثيره على الإنتاج وعمليات التوريد وحركة السفر.

وأضاف: "الفائدة على الدولار حاليا منخفضة جدا".

 "وإذا استقرت الأوضاع الاقتصادية العالمية وظهرت بوادر سيطرة على انتشار فيروس كورونا، اعتقد إن الاستثمارات الأجنبية ستعود من جديد للأسواق الناشئة وخصوصا مصر التي تقدم مستويات فايدة مرتفعة ومغرية للمستثمرين" .

 

(ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل:Yasmine Saleh@refinitiv.com)

 

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا