PHOTO
من تميم عليان، الصحفي بموقع زاوية
رسم الخبراء الاقتصاديون في صندوق النقد الدولي صورة ضبابية حول الاقتصاد العالمي تسيطر عليها المخاوف من التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة والأزمات الاقتصادية في البلدان الناشئة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وغيرها.
وخفض صندوق النقد في تقريره عن الرؤية المستقبلية للاقتصاد العالمي الصادر أمس توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي هذا العام بنسبة 0.3%، متوقعا أن يصل النمو إلى 3%، وهو المعدل الأضعف منذ 2009 بعد الأزمة المالية العالمية في 2008.
كما توقع الصندوق أن يتعافى الاقتصاد العالمي قليلا العام المقبل ليسجل نمو 3.4%، وهو معدل أقل بنسبة 0.2% من توقعاته السابقة. وقال الصندوق في تقريره أن السبب الرئيسي في هذا التعافي المتوقع هو تحسن منتظر في أداء اقتصادات بعض الدول النامية في أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وأوروبا والتي كانت تحت ضغط هذا العام مثل إيران، الأرجنتين، تركيا وفنزويلا.
ولكن لم يفرط الصندوق في توقعاته الإيجابية حيث قال ان أي استمرار للضغوط في بعض الاقتصادات الناشئة المهمة أو أي تصعيد في التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة أو تدهور في الشعور العام بين المستثمرين ناتج عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بدون اتفاق قد يؤدي لتراجع النمو.
لماذا تنخفض معدلات النمو العالمية؟
قال التقرير أن أحد أسباب انخفاض معدلات النمو هو انخفاض معدلات تصنيع وبيع السيارات نتيجة لاضطرابات في العرض والطلب حيث يعمل المصنعون على التوافق مع نسب الانبعاثات الكربونية المسموح بها الجديدة كما انخفض الطلب نتيجة لانتظار المشترين للابتكارات التكنولوجية الجديدة في السيارات وكذلك نمو خدمات النقل التشاركي.
وأضاف أن التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة خلق حالة من ضعف الثقة لدى الشركات بشكل عام كما حد من استثماراتها طويلة الأجل وخلق اضطرابات في عمليات شراء وتوريد بعض المكونات التي تدخل في عملية الإنتاج.
كذلك تأثر نمو الاقتصاد العالمي بضعف الطلب في الصين نتيجة لتأثير الاضطرابات التجارية على الاقتصاد.
للمزيد عن آخر أخبار الصين الاقتصادية: انخفاض الصادرات والواردات الصينية في سبتمبر
وقال التقرير انه باستثناء دول افريقيا الجنوبية، فان 50% من دول العالم من المتوقع أن تشهد معدل نمو في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي أقل من متوسط ال25 عام الماضية.
ما هو الناتج المحلي الإجمالي؟
هو مجموع قيمة السلع والخدمات في اقتصاد معين. ويعد نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي مؤشرا على الرخاء.
وقال التقرير أن تخفيض البنوك المركزية في العالم لأسعار الفائدة ساهم في الحد من الأثار السلبية لهذه العوامل ودفع النمو.
ما هي الحلول المقترحة؟
قال تقرير صندوق النقد أن على قادة العالم العمل على حل الخلافات التجارية التي أضرت بالثقة في الأسواق وبحيويتها وكذلك العمل على إيجاد طرق لجمع الضرائب عبر الحدود وسد الثغرات التي تهرب منها بعض الشركات متعددة الجنسيات من الضرائب، بالإضافة إلى العمل على حل مشكلة المناخ والاحتباس الحراري لما قد تتسبب فيه من أضرار لبعض الدول ونشاطها الاقتصادي.
المملكة العربية السعودية
وكان تخفيض الصندوق لتوقعاته لنمو الاقتصاد السعودي هذا العام أبرز العناوين فيما يخص المنطقة العربية، حيث توقع أن ينمو الاقتصاد السعودي بمعدل 0.2% هذا العام، مقارنة ب1.9% في توقعه السابق. وأرجع الصندوق ذلك لضعف سوق النفط وتمديد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ودول أخرى اتفاقية لتخفيض الإنتاج في يوليو الماضي.
وتوقع الصندوق أن ينمو الاقتصاد السعودي بمعدل 2.2% العام القادم، بالمقارنة مع 3% في توقعه السابق، مع استقرار النمو النفطي في الاقتصاد السعودي بالإضافة إلى التحسن في النمو غير النفطي.
ولم يعطي الصندوق توقعات جديدة لنمو الاقتصاد النفطي والغير النفطي للمملكة.
وكان الصندوق في آخر تقرير توقع أن يرتفع النمو غير النفطي بنسبة 2.9% في 2019 من 2.1% في 2018 فيما سينخفض معدل النمو الحقيقي ل 1.9% من 2.2% في 2018 بسبب انخفاض معدل نمو القطاع النفطي إلى 0.7% من 2.8% في 2018.
ما هو النمو غير النفطي؟
النمو غير النفطي يقيس زيادة حجم السلع والخدمات باستثناء قطاع البترول.
للمزيد عن حال الاقتصاد السعودي:
السعودية تطمح أن تكون وجهة سياحية عالمية ولكن الهدف قد يحتاج وقت
ما تداعيات قرار السعودية بشأن إعفاء العمالة الأجنبية في القطاع الصناعي من دفع الرسوم؟
النمو أو العجز... خيارات الحكومة السعودية
رأي خبير
يقول هانز بيتر هوبر، مسؤول الاستثمار لدى بنك استثمار الرياض المالية، في ردود على أسئلة لزاوية عربي عن طريق البريد الإلكتروني أن صندوق النقد خفض توقعات النمو في السعودية لأن توقعاته لنمو القطاع النفطي في 2019 - بنسبة 0.7% - كانت عالية بطريقة "غير واقعية".
وتوقع هانز أن ينكمش النمو النفطي بنسبة 3.2% في 2019 وينمو 1.9% في 2020، بينما ينمو الاقتصاد غير النفطي، وهو المعبر أكثر عن حالة الاقتصاد السعودي، بحسب هانز، بمعدل 2.9% في 2019 و3.2% في 2020.
ما هو الانكماش الاقتصادي؟
هو عكس النمو ويعني تراجع مجموع قيمة السلع والخدمات في اقتصاد معين.
وأضاف هانز: "نرى اختلاف كبير بين القطاع النفطي وغير النفطي في السعودية، حيث ينكمش القطاع النفطي نتيجة سياسة منظمة الأوبك لخفض الانتاج بينما يشهد القطاع غير النفطي نمو متسارع في 2019 و2020 نتيجة لسياسة الحكومة التوسعية".
( تميم عليان, صحفي بموقع زاوية عربي, وقد عمل تميم سابقا كمراسل صحفي لوكالتي بلومبرج و رويترز بالقاهرة)
(تحرير ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)
© ZAWYA 2019
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا
