27 05 2018

القرارات الحكومية ترفع وتيرة الاستثمارات الأجنبية

رهن محللون وخبراء ماليون، استمرار الارتداد الصاعد للأسهم المحلية، بظهور مزيد من المحفزات الإيجابية، وتعافي السيولة، بعدما تلقت الأسواق دفعة قوية في الأسبوع الماضي، بدعم قرارات حكومية، تسمح للمستثمرين الدوليين بتملك 100 % من شركاتهم في الدولة، وتصدر الإمارات المركز الأول إقليمياً، والسابع عالمياً، ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم.

وحققت أسواق الأسهم المحلية في تداولات الأسبوع الماضي، أفضل أداء أسبوعي منذ أشهر عدة وارتفع سوق دبي 1.44 % محققاً ثاني أفضل أداء أسبوعي خلال العام الجاري، وأكبر مكاسب أسبوعية منذ 5 يناير الماضي.

وقفز سوق أبوظبي خلال الأسبوع 3.82 % محققاً أكبر وتيرة مكاسب أسبوعية منذ أبريل 2017 أو ما يعادل 13 شهراً ونصف.

وقال محللون وخبراء استطلعت «البيان الاقتصادي» آراءهم، إن القرارات الأخيرة، من المتوقع أن تزيد من جاذبية الأسهم للمستثمر الأجنبي، وبالتالي، دخول سيولة أجنبية ضخمة، خصوصاً على أسهم العقارات والبنوك.

وكثّف الأجانب والمؤسسات مشترياتهم في أسواق الأسهم المحلية، خلال تداولات الأسبوع الماضي، بصافي استثمار جاوز 117 مليون درهم، كمحصلة شراء، في ظل مساعيهم لاقتناص الفرص المتاحة في الأسواق، مع تفاؤلهم بقرار مجلس الوزراء الأخير.

تملّك الأجانب

وقال أيمن القصبي مدير إدارة التداول لدى «جلوبال» للأسهم والسندات، إن الأسواق نجحت في إيقاف وتيرة الهبوط على مدار الأسبوعين الماضيين، مستفيدة من عدة محفزات إيجابية، جاء في مقدمها قرارات مجلس الوزراء الخاصة بتملك الأجانب والتأشيرات لمدة عشر سنوات.

وأضاف القصبي: من الواضح جداً، أن الأسواق حددت قيعانها، وبدأت في الارتداد الصاعد، ولكن سيظل ذلك رهن استمرار ظهور محفزات إيجابية جديدة، وتعافي السيولة، حيث إن انخفاض قيم التداولات، سيؤدي إلى التركيز على أسهم منتقاة ومختارة.
 
وأوضح القصبي أن الأسواق الإماراتية، تستند إلى أسس متينة قوية، ولديها عدة محفزات إيجابية، من المتوقع أن تدفعها نحو الصعود بقوة في الفترة القادمة، لا سيما بعد النتائج الفصلية القوية للشركات.
 
ويتوقع القصبي أن تشهد الأسواق عمليات شراء انتقائي في الفترة القادمة، مع توجه المستثمرين نحو الأسهم التي تتداول بقيمة دفترية أعلى من قيمتها السوقية، وكذلك الأسهم التي تحقق شركاتها أرباحاً مستقرة ومستدامة، وتوزيعات مستمرة.

ولفت القصبي إلى أن المكاسب القوية التي حققتها أسعار النفط، مع بلوغها أعلى مستوياتها منذ نحو 4 سنوات، ستكون أيضاً عاملاً إيجابياً ومعززاً لمعنويات المتعاملين في الأسواق المحلية خصوصاً، والخليجية عموماً.

تحفيز النمو

وقال رائد دياب نائب رئيس قسم البحوث لدى «كامكو» للاستثمار، إن الأسواق حققت مكاسب قوية في الأسبوع الماضي، نتيجة القرارات الحكومية الأخيرة، والحزمة التحفيزية التي سمحت للأجانب بتملك نسبة 100 % من الشركات، مشيراً إلى أن هذه القرارات، من المتوقع أن تحفز النمو الاقتصادي، وتسهم في جذب مزيد من التدفقات الأجنبية، ما سيؤثر حتماً في أداء الشركات ونتائجها المالية في الفترة القادمة.

واستبعد فرص حدوث تراجع قوي وحاد في سوق دبي، حيث من المرجح ثبات المؤشر عند المستويات الحالية، مع محاولات للصعود في الفترة القادمة، لاجتياز مستوى 3 آلاف نقطة، والوصول إلى 3065 نقطة، قبل 3150 نقطة، في حين أن التراجع المفاجئ دون مستوى 2850 نقطة، سوف يعيد الشعور السلبي إلى السوق، الأمر الذي سيستهدف 2750 نقطة.

وأشار رائد دياب، إلى أن مؤشر سوق أبوظبي، ينتظر مزيداً من الزخم التصاعدي في الفترة القادمة، في محاولة لاجتياز مستوى المقاومة الأولي عند 4630 نقطة، وذلك للوصول إلى 4720 نقطة.

مخاوف المستثمرين

من جانبه، قال محمد الأعصر مدير إدارة التحليل الفني بشركة «أمان» لتداول الأوراق المالية، إن الأسواق من المتوقع أن تواصل تعافيها ونشاطها في الفترة القادمة، مع تلاشي ضغوط البيع، وانحسار مخاوف المستثمرين، مع تفاؤلهم بالقرارات الحكومية الأخيرة، وتصدر الإمارات مكانة متقدمة على مؤشرات التنافسية.

وأضاف أن الأسواق في حاجة إلى محفزات إيجابية مستمرة، سواء على الصعيد الاقتصادي، أو من ناحية الشركات نفسها، حتى تواصل الصعود، إضافة إلى تعافي السيولة، التي ستظل العقبة الوحيدة أمام الأسواق في الفترة القادمة.

جاذبية الأسهم

وأشار محمد الأعصر، إلى أن وضع أسواق الأسهم المحلية، يزداد جاذبية خلال الفترة الحالية، حيث تتداول أسهم العديد من الشركات عن مستويات مغرية، ما يعطيها القدرة على استقطاب الاستثمارات، لتكون محط اهتمام المستثمرين والمؤسسات خلال الفترة المقبلة، مستفيدة بشكل رئيس من الأسس القوية للاقتصاد الوطني، والنتائج القوية للشركات المدرجة.

ولفت الأعصر إلى أن استقرار أسعار النفط والأسواق العالمية، ستعطي الأسواق مزيداً من الدعم في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الأسواق تنتظرها مكاسب قوية على المدى المتوسط والطويل، بالتزامن مع التوقعات الإيجابية بنمو قوي للاقتصاد الوطني، مدفوعاً بعدد من العوامل، بما في ذلك التحضيرات لمعرض إكسبو 2020.

© البيان 2018