زاوية عربي

يبدو مستقبل ليبيا التي تعد أكبر منتج للنفط والغاز في شمال أفريقيا قاتماً في حالة استمرار الحرب الأهلية.  فما الذي يحدث؟ وكيف كان الوضع وقت القذافي؟

لماذا نفط ليبيا مهم؟

لأن ببساطة لدى ليبيا تاسع أكبر احتياطي مؤكد من النفط  في العالم وهو الأكبر في أفريقيا. 

الوضع الحالي.. الإنتاج يهوي 

انخفض إنتاج الدولة وصادراتها من النفط منذ مطلع عام 2020 بسبب المواجهات العسكرية بين حكومة فائز السراج التي تدعمها الأمم المتحدة ومقرها طرابلس وقائد الجيش الوطني الليبي اللواء خليفة حفتر حول طرابلس بالإضافة إلى الحصار التام للموانئ الخمس الرئيسية بليبيا.  

الموانئ المحاصرة هي البريقة وراس لانوف ومرسى الحريقة والزويتينة والسدر. وهي لا تزال محاصرة حتى الآن.

وقد أغلق حفتر وحلفاؤه هذه الموانئ للضغط على حكومة الوفاق الوطني وإلحاق ضرر شديد بمصدر الدخل الرئيسي لها.  

نتيجة النزاع حالياً هي انخفاض إنتاج النفط الليبي بحوالي 80% بعد انخفاض إنتاج النفط إلى 284,153 برميل يومياً في 24 يناير بعدما كان يتجاوز 1.2 مليون برميل يومياً قبل الحصار على موانئ النفط.  

كيف كان الوضع وقت القذافي؟

في عهد معمر القذافي والذي حكم البلاد منذ سبتمبر 1969 حتى اندلاع الثورة في ليبيا في فبراير 2011 والتي أنتهت بمقتله في أكتوبر من نفس العام،  كان 95% من صادرات الدولة تأتي من النفط وكانت تمثل هذه النسبة  25% من الناتج المحلي الإجمالي- الذي يقيس قيمة السلع والخدمات التي ينتجها اقتصاد الدول.

 تفاؤل غربي

يبدو أن التفاؤل الغربي الذي أعقب مؤتمر برلين الشهر الماضي كان من قبيل التمني. وقد شاركت في ذلك المؤتمر القوى الفاعلة الرئيسية في معضلة ليبيا، وهم الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني وروسيا وتركيا وعدد من الأطراف الأوروبية، لبحث وقف إطلاق النار.  

ولكن يبدو أن حدوث مواجهة كبرى من الممكن ان يحدث وربما يشارك فيها طرف ثالث بفعل التصعيد من جانب تركيا التي تؤيد حكومة الوفاق الوطني ومن جانب مصر والإمارات اللتين تؤيدان الجيش الوطني الليبي.  

توقعات ومؤشرات للمستقبل 

لم يتضح بعد تأثير خسارة النفط الليبي على سوق النفط العالمي رغم الطلب على الخام الليبي لجودته العالية وملائمته لمصافي التكرير الأوروبية ومحدودية فائض الطاقة الإنتاجية لأوبك. ومع ذلك، فهناك وفرة من النفط في السوق العالمي حالياً لذا فإن رفع الأسعار سيكون ممكن لكنه غير قابل للتطبيق الآن.  

لا تزال المؤشرات توحي بمخاطر  حول مستقبل صناعة النفط والغاز في ليبيا. وإلى أن تنتهي الحرب الأهلية بغير الطرق العسكرية أو بتسوية سياسية، فإن معظم الشركات العالمية ستجمد عملياتها وخططها الاستثمارية المستقبلية.  

ومع ذلك، فلا يزال الاهتمام بامكانيات الاحتياطي البري والبحري كبير كما يتضح من المناقشات المتواصلة بين شركة إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية وغيرهما وطرفي الصراع في ليبيا.  

إذا انتهى الجمود العسكري الحالي، فإن امكانيات ليبيا مرتفعة للغاية بفضل خواص نفطها الخام وانخفاض تكاليف الإنتاج.  ويأمل البعض أن تؤدي نهاية العمليات العسكرية في ليبيا إلى استئناف الحلم القديم في التنقيب البحري.  

وكذلك يتوقع البعض أن ينطبق ما تحقق من نجاح في شرق المتوسط وبخاصة في مصر على ليبيا.  

 

لقراءة مقالات سابقة لCyril عن السعودية أو قطاع الطاقة:

توقعات نفطية... حال النفط ومستقبله

تعديلات قطاع الطاقة السعودي... ماذا تعني؟

ماذا سيحدث لأسعار النفط في حالة نشوب حرب مع إيران؟

استهداف الشمس ... هل الطاقة الشمسية هي الحل في الشرق الأوسط؟

هجوم بقيق غير المعادلة

نفط وغاز الجزائر .. هل ينقذوها من أزمتها الاقتصادية الحالية؟ 

*تم التواصل مع Cyril عبر موقع WriteCaliber وهو موقع حديث ومقره دبي ويقدم للصحفيين مجموعة من الخبراء للتواصل معهم واستخدام آرائهم في مواضيع صحفية ومقالات رأي.

(وقد قامت بترجمة المقال رنا منير البويطي. رنا مترجمة ومحررة مستقلة منذ عام 2011 وعملت سابقاً مترجمة صحفية بموقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وقامت بالمراجعة التحريرية ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© Opinion 2020

المقال يعبر فقط عن عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية أستثمارية معيّنة.