شهد لبنان منذ بضعة أيام أسوأ اشتباكات مسلحة منذ أعوام، والتي أودت بحياة 7 أشخاص وأصيب العشرات في إطلاق نار اندلع أثناء مظاهرات متعلقة بالتحقيقات في حادث انفجار مرفأ بيروت، وأعلنت الحكومة الحداد يوم الجمعة، فيما قال الجيش مساء السبت إنه يحقق مع جندي ظهر في مقطع فيديو وهو يطلق النار باتجاه المتظاهرين.

لماذا خرجت المظاهرة؟

خرجت مظاهرة يوم الخميس الماضي في العاصمة بيروت تضم أنصار لحزب الله اللبناني وحركة أمل احتجاجا على القاضي المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي طارق بيطار، وللمطالبة بتنحيته متهمين إياه بـ"تسييس" القضية.

ويشهد الرأي العام اللبناني في الآونة الأخيرة انقسام كبير حول بيطار، ففي حين يحظى القاضي بدعم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، يواجه بيطار منذ بضعة أشهر انتقادات من الطبقات السياسية بعدما طلب رفع الحصانة النيابية عن مسؤولين حاليين وسابقين لاستجوابهم في القضية.

وبينت التحقيقات أن مسؤولين على عدة مستويات سياسية وأمنية وقضائية كانوا على علم بتخزين مادة النيترات لسنوات في أحد عنابر المرفأ وهي التي تسببت في الانفجار الهائل، وأنهم لم يتخذوا خطوات لمعالجة مخاطر تخزينها، بحسب تقرير لبي بي سي.

ويوم الثلاثاء تم تعليق التحقيقات في القضية بعدما رفع الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر، المنتميان لحركة أمل واللذان طلب بيطار التحقيق معهما، برفع دعوى جديدة تطالب بتنحية بيطار. وبعدها بيوم كان هناك حديث عن تهديد حزب الله وحلفائه في حركة أمل بالانسحاب من الحكومة في حال عدم تنحية بيطار.

كيف تصاعد الموقف؟

كانت المسيرة المناهضة لبيطار في طريقها إلى قصر العدل ببيروت التابع للسلطة القضائية للاعتصام عندما توالت أخبار عن حدوث اشبتاكات وتبادل لإطلاق نار وعمليات قنص تلاها عمليات كر وفر بمنطقة الطيونة ببيروت.

ومع بدء إطلاق النار على مسيرة أنصار حزب الله وحركة أمل، تفرق المتظاهرون للشوارع الجانبية حيث حصلوا على أسلحة وبدأوا تبادل النار مع المطلقين، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، لكنها أشارت إلى أنه لم يتم التأكد من أي جانب بدأ في إطلاق النار أولا.

وبعد 4 ساعات من بدء إطلاق النار، انتشر الجيش في المنطقة وداهم عدد من الأماكن بحثا عن مطلقي النار، وأوقف 9 أشخاص من كلا الطرفين بينهم سوري، وباشر التحقيق في الواقعة، وقال إن الأحداث أسفرت عن "مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح".

وهدد الجيش  بإطلاق النار على أي مسلح يتواجد في الطرق، و"باتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر" وطلب من المدنيين اخلاء الشوارع.

وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، في بيان، إن الاشتباكات بدأت "باطلاق النار، من خلال القنص، وأصيب أول شخص في رأسه وهو ما اكدته الأجهزة الأمنية"  لكنه لم يذكر الجهة التي بدأت إطلاق النار، فيما تعهد الرئيس اللبناني ميشال عون بمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف.

واتهم كل من حزب الله وحركة أمل حزب "القوات اللبنانية" المسيحي بالاعتداء على المظاهرة التي ضمت أنصارهما، فيما نفى الأخير الاتهام، وأرجع ما حدث إلى عمليات "التحريض والشحن" من حسن نصر الله زعيم حزب الله ضد بيطار. 

وأعادت تلك الاشتباكات إلى الأذهان مشاهد الحرب الأهلية التي خيمت على أجواء بيروت لـ 15 عام منذ منتصف السبعينات وحتى 1990. والعنف الطائفي هو أمر خطير في لبنان الذي يضم 18 طائفة منها الشيعة والسنة وعدد من الطوائف المسيحية.

وتأتي تلك الاشتباكات بعد شهر من تولي نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة اللبنانية، والذي كانت تنعقد عليها الآمال في إحداث استقرار سياسي واقتصادي في لبنان، الذي يشهد واحد من أسوأ الانهيارات اقتصادية في العالم في التاريخ الحديث.

(المصادر: بيانات رسمية وتقارير إعلامية)

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام