لم يجذب منصور عباس الانتباه كطبيب أسنان مغمور ترشح للانتخابات التشريعية الإسرائيلية ثلاث مرات خلال الأعوام القليلة الماضية. لكنه أصبح من أهم الشخصيات في السياسة الإسرائيلية بعد انضمامه إلى تحالف يسعى لعزل بنيامين نتنياهو، أطول رؤساء الوزراء بقاء في السلطة.

فقد أعطى انضمام التحالف الذي يقوده عباس إلى الأحزاب اليهودية المعارضة لنتنياهو أغلبية بسيطة، وهو الأمر الذي يستطيع عباس أن يغيره في أي وقت شاء.

"رمانة الميزان"

عباس يمثل "رمانة الميزان، بمعنى أن انضمامه لأي فريق سيمكنه من تشكيل الحكومة"، بحسب ما قاله عماد جاد الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في حديث مع موقع زاوية عربي.

ويؤكد المحلل أن الائتلاف الذي يضم عباس هو أكثر يمينية من حكومة نتنياهو، لكنه قرر الانحياز له بسبب وعود بتخصيص ميزانية تبلغ 53 مليار شيكل (16 مليار دولار) لتحسين البنية التحتية في المدن والقرى العربية وإجراءات أخرى لرفع مستوى معيشتهم.

أقرأ المزيد: ماذا نعرف عن رئيسي وزراء إسرائيل المحتملين؟

 "حين سئل، قال عباس أنه مواطن إسرائيلي ويهمه تحسين أوضاع العرب أو المسلمين داخل إسرائيل"، وهو ما يسعى لتحقيقه الآن، بحسب جاد. 

وأضاف "ستظل في يده ورقه إسقاط الحكومة في أي وقت".

وحقق انضمام عباس الى الأحزاب اليهودية المعارضة الحد الأدنى اللازم في الكنيست (61 مقعد) لتمرير حكومة جديدة عن طريق إضافة أربعة مقاعد، وهو أمر يستطيع التراجع فيه.

والمقاعد التي أضافها عباس هم من القائمة العربية الموحدة التي قام بتشكيلها ورئاستها في الكنيست بعد الانشقاق عن القائمة العربية المشتركة.

وأصبحت القائمة العربية الموحدة أول حزب ينتمي للأقلية العربية -التي تمثل 21% من سكان إسرائيل- يقرر المشاركة في حكومة إسرائيلية.

وينتمي عباس البالغ من العمر 47 عام لبلدة المغار ويتكون سكانها من المسلمين والدروز. وحزبه هو الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في إسرائيل التي تأسست عام 1971 وترجع أصولها إلى جماعة الإخوان المسلمين. 

ووافق مجلس شورى الحركة الإسلامية الجنوبية على انضمام عباس للائتلاف الذي سيشكل حكومة إسرائيلية جديدة.

ويقول قادة أحزاب المعارضة الإسرائيلية إنهم اقتربوا من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة قبل منتصف ليلة الخميس، والتي قد تنهي رئاسة نتنياهو التي استمرت 12 عاما.

داخل الخط الأخضر

ويؤكد جاد أن لن يكون لعباس أي تأثير على غزة أو السياسة الخارجية. 

وقال "يعلن الرجل بوضوح أن لا علاقة له بغزة أو القضية الفلسطينية ولا الضفة".

وأضاف "يعني لو قامت تلك الحكومة باتخاذ قرار بضرب غزة لن يكون له علاقة بالموضوع، فما يهمه يقع داخل الخط الأخضر".

والخط الأخضر هو مصطلح يطلق على الخط الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967. 

وشبه جاد عباس بالسلفيين اليهود الذين يشاركون في حكومات اليمين واليسار مقابل الحصول على مكاسب لطلبة المدارس الدينية ودارسي التوراة والمتدينين، فعباس أيضا انضم للحكومة لتحقيق مصالحه المنشودة على حد تعبيره.

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايم) 

(تحرير: أحمد فتيحة ahmedfeteha@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام