29 01 2018

نالت "دار السلام" التتويج عاصمة للإعلام العربي بجدارة واستحقاق لموقعها التاريخي ومركزها الثقافي والحضاري فضلاً عن صمودها بوجه أعتى هجمات "مغول العصر" والانتصارات التي حققتها على الارهاب في ظروف صعبة وقاسية.

وأوضحت الأمين العام المساعد للجامعة العربية، هيفاء ابو غزالة، ان ممثلي العراق في مجلس الاعلام العربي نجحوا بإقناع أقرانهم في المجلس بأن تكون بغداد اول عاصمة للاعلام العربي، لافتة إلى أن تتويجها بهذا القلب تكريم لانتصاراتها على داعش فضلا عن مكانتها التاريخية وحضارتها العريقة. 

وقالت ابو غزالة، في حديث لـ"الصباح": اننا في مجلس وزراء الاعلام العربي قررنا في عام 2016 ان تكون هناك عواصم للاعلام العربي فاختيرت القدس عاصمة أبدية للاعلام العربي لمركزها التاريخي ومكانتها لدى المسلمين والعرب وللتنبيه على ما تتعرض له من تهويد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي كان اخرها ما قامت به الادارة الاميركية من اختيارها عاصمة للدولة العبرية"، مشيرة إلى أنه "بالاضافة الى ذلك سيتم سنوياً اختيار عاصمة للاعلام العربي ضمن معايير مختلفة ووقع اختيار بغداد اول عاصمة كونها تتمتع بكافة المعايير المؤهلة للقب".

وأضافت أبو غزالة ان "اختيار بغداد جاء لموقعها وتاريخها وحضارتها وثقافتها فضلاً عن الانتصارات المبهرة التي تحققت في دحر العصابات الارهابية من أرض العراق وما سلطه الاعلام من الضوء على ما جرى في الميدان وما قام به الجيش العراقي الباسل من طرد للعصابات الارهابية خاصة وان هنالك الكثير من الاعلاميين العراقيين قد استشهدوا وهم يغطون انباء القتال"، معبرة عن "فرحها وبهجتها بالاحتفالية التي اقيمت لاعلان بغداد عاصمة الاعلام العربي بصفتها اعترافاً وفخراً بجهود الاعلام العراقي".

ولفتت الأمين العام المساعد للجامعة العربية الى ان "رعاية رئيس الوزراء للفعاليات دليل على دعم أعلى القيادات في العراق للاعلام وفي نفس الوقت فانه يحمل الاعلام العراقي مسؤولية كبيرة جدا بان يبقى على الدرب نفسه وهو يخط ميثاق شرف للاعلاميين العراقيين خلال كلمته في خطابه بانه من الضروري الالتزام بمعايير مهنة الاعلام والصحافة".

وتابعت ابو غزالة ان "الماكنة الاعلامية القذرة للعصابات الهمجية دأبت بأساليب رخيصة على نشر صور مفبركة عن العراق للتغرير بالشباب وحتى النساء للانتماء إلى فلوله الإجرامية ونشرت رسائل بأن العراق منطقة ملتهبة ووضعه غير مستقر أمنيا"، مشيرة إلى أن "المجيء إلى العراق وزيارة بغداد هدفه نقل الصورة الحقيقية وأن اغلب ما ينقل في وسائل الاعلام غير حقيقي".

واشادت أبو غزالة بـ"الانفتاح الذي شهدته علاقات العراق بمحيطه العربي المتمثل بحضور العديد من الوفود العربية في الاحتفال"، عادة هذا الحضور بأنه "دليل على عودة العراق لموقعه الاقليمي وحرص أشقائه على مشاركة بغداد احتفالها بهذا التتويج وبالانتصارات على الظلاميين".

وبشأن القدس، اوضحت الأمين العام المساعد للجامعة العربية ان "الجامعة اصدرت بيانا شديد اللهجة نددت فيه باعلان الرئيس الأميركي القدس عاصمة لاسرائيل، كما اجتمع وزراء الخارجية العرب واصدروا بيانا رفضوا فيه القرار المخالف للأعراف والمواثيق الدولية فضلاً عن أنه سيكون هناك اجتماع في شباط المقبل يخص القدس سيصدر عنه بيان يضع خطة اعلامية حول عاصمة فلسطين وتقدم لمجلس وزراء الخارجية العرب".

بدوره، أشاد وكيل وزير الاعلام الفلسطيني، محمود خليفة، باختيار بغداد عاصمة للاعلام العربي، مثمنا دور الاعلام في نقل الاحداث مما جعل بغداد توأما للقدس.

وقال خليفة، لـ"الصباح": إنه من المهم ان يتم تسليط الضوء على العراق في كل انتصاراته وانجازاته لذلك فاننا نلاحظ ان الظهور العراقي في الاعلام العربي بدأ يأخذ وضعه الطبيعي ليس لكونه بلدا يواجه الازمات والمخاطر بل أنه بلد يواجه تحديات تتعلق بالعمل الدؤوب للنهوض وتقديم الخدمات للمواطن".

واضاف خليفة ان "ادخال العراق في ازمات داخلية اعطى لمجريات الاحداث منحى اخر إذ تكاتفت أيدي العراقيين من اجل بناء مستقبل بلدهم"،  مؤكدا ان "قوة العراق هي قوة مضافة لكل العرب".

© Al Sabaah 2018